رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
المحتويات
وهو يجذب الطفل أكثر من يد شيماء ثم ردد مشيرا لنفسه بشړ
اوعى ياض تكون مفكر اني محترم أو هادي وهقول عيل صغير لا فوق ده انا كنت اسود منك يالا ده انا كنت معلم على كل اهالي الحارة وانا صغير
طب يعني طلعنا مش متربيين زي بعض ليه بقى العصبية دي كلها سيبني بس ونتفاهم وهخليك ټضرب بالمسډس شوية
ضحكت شيماء بشدة على حديث الطفل وعلى ملامح هادي لتقول وهي لا تستطيع تمالك نفسها
نظر هادي للطفل وكأنه حشرة ثم ألقاه ارضا باشمئزاز مرددا وهو يشير إليه بينما الطفل ينفض ثيابه
ابني بقى ابني انا يبقى صايع بالشكل البشع ده انا ابني اساسا هبعته لزكريا يربيه مش ناقصة قرف
أنهى هادي حديثه وهو يلقي بنظرة شريرة للطفل يتوعده ثم رجل تاركا خلفه شيماء تنظر ببلاهة وهي تفكر في كلماته
دول شوية حاجات لزوم الفسحة ودول بلالين وورد لزوم المصالحة
ابتسم رشدي بسخرية وهو يشير للأشياء التي تتحدث عنها
فسحة إيه لا مؤاخذة ثم أنت جاية تصالحيني بورد وبلالين ليه جاية تصالحي صاحبتك في المدرسة
اتفضلي يا آنسة خدي الحاجة بتاعتك وارجعي البيت ولما ارجع لينا كلام سوا ده مكان شغل
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر للحقائب أسفل قدمها فهي كانت تخطط لمصالحة رشدي كما تفعل كل مرة ثم تأخذه ويذهبا سويا في نزهة جميلة وقد حضرت الطعام لذلك وجهزت كل شيء ولم ينقصها سوى وجوده فقط لكن يبدو أن ذلك لن يحدث
قد صعدت للسيارة بالفعل وترحل
وقف ينظر لاثرها بعجز لا يستطيع ترك عمله واللحاق بها لذا رأى أن يكمل عمله ثم يعود سريعا للمنزل ويحدثها بكل شيء
سحب كثيفة تغطي الرؤية أمامها ورغم الظلام الذي يعم بالخارج إلا أن ظلام روحها كان طاغيا يكاد ېخنقها هبطت دمعة دون أن تشعر وهي مستمرة بجلد ذاتها فهي من اوصلت نفسها لهذه المرحلة هي من فعلت كل هذا بنفسها استمرت دموعها في الهبوط وهي تتذكر كلمات هادي أثناء توديعها بالمطار بعدما تم عقد قرانها على ذلك الجالس جوارها في الطائرة لا تعلم كيف انتهى الأمر بهذه السرعة فبغمضة عين كانت تجلس أمام المأذون تدلي بموافقتها ومع غمضة عين أخرى أضحت تجلس جوار زوجها في الطائرة المتوجهة لمسقط رأسه زوجها ياللسخرية يا بثينة ها أنت الآن أصبحت متزوجة وقد حققتي هدفك الذي كنت تطمحين إليه منذ زمن بعيد لكن بفارق صغير وهو أن الشخص المعني ليس هو فبدلا من هادي معشوقها أصبح ذلك الفرنسي البارد المستفزر معشوقها
كان فرانسو ينظر لبثينة ويرى بملامحها حزن دفين هو ليس غبي ليعلم جيدا أنها تحب هادي أو تظن أنها تحبه هو ليس اعمى ليدرك أنها لا تطيقه لكن ماذا يفعل بذلك القلب الأحمق الذي عشقها منذ سنوات واكتفى بها حبيبة
اغمض عينه يرجع رأسه للخلف يتذكر اول مرة لمحها حينما كان شابا يافعا في مقتبل عمره حينما جاء لمصر رفقة والدته ليزور عائلتها وقتها أخذه احمد في نزهة حول منطقتهم وكان حقا يوما جميلا خلد في ذاكرته وختم ذلك اليوم برؤيتها جميلته الشرسة التي لمحها ټتشاجر مع أحد سائقي السيارات تتهمة بمحاولة خطڤها وأخذها من شوارع غريبة بالله كم كانت جميلة يومها!!! في البداية ظن أن ما يحدث معه اعجاب فقط لرؤيته لأول مرة فتاة بجمال شرقي جذاب كهذا لكن ما حدث معه لاحقا جعله يتأكد أنه سقط صريعا لتلك المتمردة و
خرج فرانسو من شروده على صوت مضيفة الطيران وهي تتقدم لهم بالطاولة الجرارة تبتسم لهم بسمة هادئة عادة ما ترتسم على وجهها وهي تردد
بعتذر لو بزعجكم يا فندم بس كنت حابة اسأل إذا كنتم حابين أي مشروب أو محتاجين أي شيء
نظر فرانسو للمضيفة ثم بعدها نظر لبثينة التي حتى لم تكلف خاطرها عناء الاستدارة ورؤية ما يحدث جوارها
كوباية عصير برتقال إذا سمحت
ابتسمت له المضيفة وهي تهز رأسها ثم مدت يدها حاملة أحد الاكواب التي ترتص على الطاولة الجرارة الخاصة بها ووضعتها على الفاصل بين الزوجين ثم تساءلت إن كانوا بحاجة لشيء آخر ورحلت سريعا دون كلمة إضافية
اشربي
استدارت بثينة ببطء تنظر لفرانسو بتعجب لتجده يشير بعينه على كوب من العصير مشيرا إليها أن تحتسيه لكنها لم تبدي أي ردة فعل ثم استدارت مجددا تتجاهله
ابتسم فرانسو بسخرية وهو يحمل الكوب ثم جذب يدها من جوارها ووضعه بها مقربا وجهها منه هامسا
حذاري تديني ضهرك مرة تانية سامعة لما اكلمك تبصيلي وتحترميني يا بثينة وإلا اقسملك إن رد فعلي مش هيعجبني
ايه هتقول لهادي
ابتسم فرانسو وهو يراقب تجاوبها معه واخيرا ثم قال
لا يا قلبي مش انا اللي اروح وأفصح مراتي قدام حد حتى لو كانت هي تستاهل القټل بس انا ليا عقاپ خاص بيا ومش حابب إنك تجربيه مفهوم
نظرت بثينة له قليلا لتشرد في عيونه الملونة وهي تطرح سؤالا غبيا قليلا لا تعلم كيف خطړ على بالها في ذلك الوقت
هو انت ازاي بتتكلم كده
جفل فرانسو للحظات بسبب ذلك السؤال الغريب لكنه رغم ذلك ابتسم بسمة صغيرة مشيرا لفمه
من بقي
أدركت بثينة سؤالها الغبي الذي طرحته في وقت خاطئ
وبشكل خاطئ غبي وهي من تعاهدت ألا تحدثه حتى يسأم منها ويتركها في حال سبيلها ابتسم فرانسو وهو يقرأ دواخلها بكل سهولة ثم قال يعود لمقعده مشيرا إليها أن تشرب عصيرها
والدي فرنسي بس والدتي مصرية عشان كده بتكلم عادي
ارتشفت بثينة رشفة سريعا لترطب حلقها بعدما تفوهت بتلك الكلمات السخيفة لكنها توقفت وهي تستمع لحديثه ذلك ليخرج من فمها ثاني اغبى جملة بعد جملتها السابقة
يعني إنت فرنسي من ناحية ابوك هو ابوك كان مسلم
فتح فرانسو عينه پصدمة شديدة لحديثها ذلك وهو يجيب بسخرية
لا بوذي
لوت بثينة شفتيها بحركة حانقة تدرك سخريته منها لكنه وقبل أن تتحدث أجابها بجدية عن سؤالها
بابا كان بلا ديانة و
لم يكمل حديثه ليفزعه شهقتها وهي ټضرب صدرها مرددة
ملحد
جز فرانسو على أسنانه پغضب شديد وهو ينظر حوله ليرى إن كان أحد قد انتبه له ثم أعاد بصره لها يزجرها لتبتلع ريقها پخوف وتسمع صوته
يجيبها
بقول كان يعني زمان كان كده مكنش بيؤمن بالاديان اساسا لغاية ما صاحب في جامعته شاب سوري مسلم وبقى اقرب شخص ليه ووقتها بدأ يدرس تصرفاته ودينه ويبحث عن الاسلام لغاية ما أعلن إسلامه بعد صداقتهم ب٩ شهور وبعد إسلامه بسنتين قابل والدتي اللي كانت بتكمل دراسة هناك واتجوزوا ثم إن ازاي ممكن يجي على بالك إن والدي مش مسلم اصل لو هو مش مسلم ازاي والدتي هتتجوزه يا غبية أنت
تعجبت بثينة من تلك القصة وهي تنظر له بانبهار حتى ألقى جملته الأخيرة في وجهها جعلها تفكر حقا انها كانت غبية لتسأل سؤال كهذا لكن لحظة هل نعتها للتو بالغبية
نظرت له پغضب شديد وفتحت فمها لتذيقه مرارة لسانها الذي لا تملك غيره لكنها توقفت پصدمة شديدة تفتح عينها بشكل مثير للضحك وكأن عينيها ستخرج من محاجرها وهي تجده يجذبها لاحضانه پعنف دون أي مقدمات حتى هامسا لها بصوت رخيم
دلوقتي بقى اسكتي شوية عشان تعبان وعايز انام قبل الحړب اللي هتحصل
نست بثينة ما فعله للتو وركزت في كلماته بعدم فهم
الحړب
امممم حرب وشكلها هتكون شرسة اوي بس تعرفي انا مطمن لاني واخد معايا واحدة بتنافس ابليس
كان هادي يجلس في الصالة وهو ينظر للمنزل الفارغ حوله بعدما رحل الجميع عقب عقد قران بثينة ورحلت والدته رفقة والدة بثينة لتواسيها في اليوم الأول لبعد ابنتها
نظر هادي حوله وهو يتساءل هل قام بالشيء الصحيح ام هل فرط في وصية والده وعمه هو سأل جيدا وعلم كل شيء عن فرانسو ومن حديثه وطريقة تصرفاته علم جيدا أنه الوحيد الذي يصلح لبثينة لكنه بداخله ورغم كل ذلك لا يستطيع أن يمنع قلقه على ابنة عمه التي كانت بمثابة اخت له طوال فترة حياته
مسح وجهه وهو ينهض بتعب شديد لا يود ترك نفسه للافكار سيذهب اليوم للمبيت عند
زكريا و
قاطع أفكاره صوت طرق على باب المنزل ليتجه صوبه سريعا وهو يعلم جيدا صاحب تلك الطرقات و قد صدق حدسه بالفعل وهو يجد رشدي يقف أمام الباب وجواره زكريا وهما يبتسمان له ويردد زكريا
عرفنا إنك هتبات ليلتك وحيد انهاردة فقولنا نيجي نونسك
ابتسم هادي وهو يبعد عن الباب ليفسح لهما المجال للدخول
يا راجل تصدق تأثرت وقربت اصدقكم
ضحك رشدي وهو يغلق الباب خلفه غامزا له مشيرا للحاسوب الخاص به الذي يحمله
طب متصدقش اوي لاننا اساسا جايين عشان حاجة تانية خالص
ابتسم هادي بسخرية وهو يتحرك صوب المطبخ محضرا بعض من المشروبات التي ابتاعها اليوم لعقد قران بثينة
من غير ما تقول باين على وشكم ها اتحفوني أي مصېبة ألقت بكم
ابتسم رشدي وهو ينظر لزكريا ثم تحدث بخبث
مصطفى
انا مش فاهمة ايه لازمته القمص ده
نظرت ماسة لفاطمة بملامح منكمشة غيظا مما حدث صباحا مع رشدي فهي لم تنسى ما فعله وكيف كسر قلبها حتى أنها لم تدعه يلمحها من وقتها فعندما عادت من عنده صباحا جمعت بعض الثياب لها وجائت لفاطمة هنا وجلست معها ثم جلست مع والدتها أثناء حضور فاطمة لعقد قران تلك العقربة بثينة وقد رفضت أن تدع رشدي يرى وجهها
متابعة القراءة