رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
المحتويات
يا عم فرانسو
نظر فرانسو بحنق شديد لخاله
يعني مش كفاية بتشرب قهوة في قعدة خطوبة ولا كأنك في عزا لا وكمان جايب لينا الكلام يا رتني كنت جبت خالي مجدي الرجل الذي ظهر مع فرانسو عندما خطڤ زكريا ورفاقه
تحدث زكريا وهو يضحك پعنف على ملامح هادي المغتاظة من كل ما يجري
ومجبتهوش ليه طيب
أشار فرانسو لخاله بغيظ شديد
شفاها الله وعفاها
ابتسم فرانسو لزكريا بهدوء ثم تنحنح وقد قرر أن يتحدث هو فيبدو أن رمزي قد نسي لما جاء من الأساس
طب يا هادي انا سبق وبلغتك بطلبي خليني ابلغك تاني
تنفس فرانسو بهدوء ليتحدث لكن قاطعه احمد وهو يرفع يده بغباء
رمقه الجميع بتعجب ليتحدث رشدي بسخرية
ما تتكلم يا بني إنت في فصل ولا ايه
ابتسم له احمد مشيرا للمشروبات أمامه
هو انا بس كنت عايز سڤن اب مش بيبسي عشان مش بحبه وياريت لو فيه تلج اكون شكور ليكم
دفع هادي فرانسو بغيظ شديد وهو يقول
خد خالك وابن خالك وغور مش عندنا بنات للجواز
استنى يا رشدي اجيب الخلاط واجي معاك نشوف حواري مع اختك اياكش اتجوزها قبل الخمسين
امسك فرانسو يده وهو يضحك بشدة
معلش امسحها فيا بص يا سيدي نادي العروسة اشوفها وخلينا نخلص
نفض هادي يده وهو ينظر لزوجة عمه قائلا بضيق
نادي بثينة يا عمتي خلينا نخلص
دخلت بثينة رفقة والدتها دون حتى أن ترفع عينها في أحد ليتحرك هادي مشيرا للجميع بالقدوم مع للخارج ليتركوا لهما فرصة للتحدث سويا
انتظرت بثينة حتى خرج هادي لتنظر بعدها لذلك الشاب من أعلى لاسفل بسخرية ثم ابتسمت بسمة مستهزئية وهي تشير له باستحقار شديد
أشار فرانسو لنفسه وهو يصطنع الغباء
انا
ابتسمت له بسمة مقيتة وهي تهز رأسها مشيرة للخارج
حالا تاخد نفسك وعيلتك اللي قاعدة برة دي وتقولهم محصلش نصيب سامع
ابتسم لها وهو ينهض يهز رأسه بموافقة متحركا من جانبها يقول بكل هدوء ونبرة غير مهتمة
حاضر وبالمرة بقى وانا خارج أبلغ رشدي مين السبب في إن مراته تتهدد من شاب ومين اللي عطى الشاب رقم مراته والصور بتاعتها مش رشدي برة برضو
انت انت ازاي
ابتسم لها فرانسو ثم اقترب منها وهو يقول ببسمة خبيثة تنافس خباثة بثينة
ها يا قمر تحبي أخرج واكسب ثواب في رشدي المسكين ولا استر عليك من باب إنك مراتي والمك واعلمك الادب
ورغم كل النيران التي اشتعلت في رأس بثينة إلا أنها نظرت له بشړ كبير وهناك بسمة مخيفة ارتسمت على وجهها
فاكرني بتهدد لو عايز أخرج وقولهم بس وريني مين اللي هيصدقك كلمتي قصاد كلمتك
ابتسم فرانسو لها ثم أخرج هاتفه وقال وهو يلوح له في وجهها
تؤ تؤ كلمتك قصاد صوري
دفع زكريا بالباب الزجاجي الخاص بأحد الكافتيريات وهو يدعو فاطمة بيده أن تتقدم للداخل فقد استأذن من هادي ورحل مع فاطمة راغبا في الجلوس معها قليلا والتحدث في القادم من حياتهما سويا ويوضحا جميع الأمور فهما حتى الآن لم يجلسا سويا ويتحدثا ابدا
وجد زكريا المقهى مزدحم في الاسفل لذا كاد يلتفت ويرحل لولا صوت النادل الذي ناداه وأخبره أن هناك دور علوي فارغ وهادئ ابتسم له زكريا بهدوء ثم تحرك لتتحرك فاطمة خلفه حتى قادهما النادل لأحد المقاعد البعيدة الهادئة والتي تجاور حائط زجاجي طويل يطل على المكان بالاسفل في منظر جميل حيث الانوار والأضواء الخاصة بالمحلات المحيطة
المكان حلو هنا صح
حاول زكريا فتح حوار مع فاطمة والتي يبدو واضحا جدا أنها أتت هنا مجبرة حسنا هو بالفعل يعلم أنها هكذا لذا لم يهتم كثيرا و نظر صوب النادل الذي أتى ليأخذ طلباتهم
تاخدي ايه
لم تجب فاطمة عليه ليغتاظ منها بشدة ثم طلب بعض السندوتشات والايس كريم والعصير لها وطلب له هو عصير فقط
لم تعره فاطمة اهتمام وهي تفكر فيما سيحدث في حياتها القادمة ليتحدث هو متعجبا هذا التجاهل
ممكن نتكلم
هممم
استفزت زكريا وبشدة من تصرفاتها معتبرا إياها وقاحة شديد منها ليتحدث محاولا أن يتمسك بهدوءه حتى لا يعلو صوته فليس هو من يتحدث مع امرأته بطريقة وقحة أمام أحد ولا حتى أمام نفسه
معلش ممكن افهم ليه الطريقة دي في التعامل انا بدر مني اي شيء خطأ
لم تجبه فاطمة لثوان تزامنا مع قدوم النادل ووضعه الطعام فأخذ زكريا يقرب منها كل شيء تاركا فقط كوب عصير أمامه وهو يقول بخفوت
كل لو سمحت عشان م
إنت هتضربني امتى
وكان اغبى سؤال قد يخرج من فم إنسان يوما لكن في الحقيقة فاطمة لم تكن تقصد أن يخرج بتلك الصيغة البلهاء وكأنها مشتاقة للضړب لكنها كانت تقصد أن تعلمه أنها
تعرف كل شيء عنه متسائلة متى سيأخذ دوره في ذبحها بالبطئ فيبدو أن هذا مصيرها تنتقل من تلك اليد لتلك اليد
ورغم صدمة زكريا الكبيرة من سؤالها ذاك إلا أنه حمل كوبه وهو يرتشف منه بعض الرشفات الصغيرة متحدثا بجدية كبيرة
بعد الاربعين بأذن الله نكمل اربعين يوم متجوزين واحطلك جدول محترم كده ونبدأ ضړب على بركة الله وأنت وشطارتك بقى يعني لو صوت صريخك عجبني ممكن ابدأ اجل دك
فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديد لاجابته مبتلعة ريقها بړعب طفولي غبي
تج لدني
ارتشف زكريا المزيد من العصير الخاص به وهو يهز رأسه
اممم ومع الوقت باذن الله هتترقي و توصلي لمرحلة الكهربا وندخل في المتعة الساډية الخاصة بيا بقى هسرق كبل كهربا من العمود اللي جنب البيت وافضل اصعق فيك بقى
ابتسم وهو يضع الكوب على الطاولة متحدثا وكأنه ساډي بالفعل يستمتع بالټعذيب
هكهربك مرة قبل الاكل ومرة بعد الاكل زي الدوا كده و لو ربنا كرمك وعيشتي هجيب طشت طبق كبير وأغطسك فيه لغاية ما تبقللي
ابقلل
ابتسم زكريا اكثر وهو يهز رأسه
وهجيب لؤي يفس البقاليل اللي هتخرج منك أصله بيحب يفس اوي
فتحت فمها وعينها پصدمة ليضيف زكريا بسرعة
البقاليل بيحب يفس البقاليل
تحدثت فاطمة بسخرية شديدة من الأمر
انت بتتريق صح !
ابتسم زكريا باستخفاف
أنت شايفة ايه
لم تجبه فاطمة ليقترب منها زكريا وهو يميل على الطاولة ليصل لها ثم همس لها بنبرة مخيفة
اكيد بهزر طبعا يا فاطمة بس قوليلي بقى مين ده اللي وصلك فكرة اني ممكن في يوم امد ايدي على ست لا وكمان مراتي
ولو رفضت الجواز
ابتسم فرانسو وهو يهز كتفه بعدم اهتمام
طبعا مقدرش اجبرك لاني جنتل مان زي ما أنت شايفة ولاني جنتل مان فأنا ضميري بيحتم عليا اقول لرشدي على اللي بېهدد مراته
احمرت عين بثينة بشدة وهي تنظر له بشړ مرددة من بين أسنانها
مش فاهمة انت مصر ليه اكيد طبعا مش من حبك فيا
وأنت شايفة إن فيك حاجة تتحب !
لم تجب بثنية وقد صدمت من رده الوقح ليكمل هو بخبث وهو يبتسم بسمة
لم ترحها اطلاقا
كل الموضوع اني عايز واحد تقبل تتجوز بيا بدون اي اعتراض
نظرت له بثينة من أعلى لاسفل بتعجب فحتى وإن كانت ترفض الزواج به فهي لا تنكر أنه شبه خالي من العيوب فهو حسن المظهر بتلك الملامح الأجنبية وأيضا يبدو من ثيابه أنه ميسور الحال إذا ماذا حدث ليضطر إلى تكبد كل هذا العناء من أجل الحصول على زوجة وأتى جوابها سريعا وهي تستمع لجملته التالية التي ألقاها بلا أدنى اهتمام في وجهها
محتاج واحدة تقبل تتجوزني وتربي ابني
ابتسم بخبث يراقب صډمتها وقد حقق مراده ليهمس مكملا حديثه الخبيث
وطبعا مش هلاقي
حد في ادبك و طيبتك تربيلي ابني ها قولتي ايه يا بوسي
انطلقت ضحكة بثينة الخاڤتة بعض الشيء حتى لا يسمع أي شخص من الخارج ذلك وهي تردد بسخافة كبيرة لذلك الأجنبي اللعېن الذي يقف أمامها مهددا إياه
وياترى بقى حابب القمور الصغير يبقى ايه شمام ولا حرامي
ابتسم فرانسو متجاهلا سخريتها وهو يجيبها بكل جدية
على ذوقك بقى عايز عقربة صغيرة زيك كده
بعدين مين عارف مش يمكن اربيكم سوا واكسب ثواب فيك
ابتسمت بثينة بسمة مچنونة بعض الشيء
اممم وياترى المفتش كرومبو ميعرفش انا ممكن اعمل ايه في اللي يقف قدامي
هو رأسه بإيجاب مجيبا إياها بكل برود
صدقيني مفيش حد يعرف قذارتك قدي يا روحي
اغتاظت وبشدة وهي تنهض وقد تخلت عن برودها غير متحملة لذلك الشخص أمامها لتهدده صراحة
شكلك اهبل اسمع بقى يا عسل إنت اللي قدامك دي اساسا واحده مچنونة يعني توقع اي حاجة مني لاني صدقني لو عملت اللي في دماغك ده مش هسيبك تتهنى يوم في حياتك واديك بنفسك شوفت انا ممكن اعمل ايه !
ضحك فرانسو وهو يتحدث بحاجب مرفوع
لا هو انا مقولتلكيش اسكتي مش انا دكتور نفسي اساسا اه والله يعني كل حالات العبط دي انا تعاملت مع اسوء منها واكتر يا عسل انا كنت مخصص طبيب للحالات المستعصية في اخطر السجون فمش هتيجي واحدة بريالة زيك تخوفني في الاخر
كانت بثينة تنظر له پصدمة كبيرة له ولحديثه ليكمل هو بشړ مشيرا لشعره الذي يرفعه بعيدا عن عينه
ميغركيش الشعر السايح ولا العيون الملونة دي ده انا قضيت في السجون مع المجانين اكتر ما قضيت مع اهلي
أنهى حديثه يرمق ملامح وجهها التي كانت تتغير من الصدمة للڠضب للسخط الشديد
بردو مش فاهمة اشمعنا انا اصل إنت مش جاي تتقدم لحفيدة الشعراوي فمتقنعنيش انك عايزني اربي ابنك
ابتسم لها وهو يقترب منها بشكل خطړ ثم همس جوار أذنها
رغم كل اللي فيك يا غالية إلا إن دماغ الأفاعي اللي عندك دي عجباني عندك حق هو ابني سبب من الأسباب وباقي أسبابي هحتفظ بيها لنفسي
أنهى حديثه مبتعدا عنها يرمق عينها بسخرية كبيرة ثم تحدث قبل أن يعود ويجلس مكانه بكل هدوء كما كان يفعل قبل قليل متحدثا عن نفسه وكأنه لم يكن واقفا للتو يهددها
انا مطلق وطبعا زوجتي احتفظت بابني بسبب حقها في الحضانة وعشان اعرف اخد ابني منها وطبقا للقوانين في فرنسا لا يجوز اني اكون اب عازب عشان كده قررت اني اتجوز وهاخدك عشان أثبت اني متزوج وأحق بابني من أمه المهملة
صمت ينتظر ردة فعل منها على ما يقول لكن لا شيء كان وجهها خاليا من الملامح تماما تشعر كمن فقدت الحياة هل ضاع كل شيء فجأة خسړت هادي وكل شيء والان هي مجبرة للتزوج
متابعة القراءة