رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز

فينا كده ولا هيبص لانه بيحب مراته جدا ايوة وانا المفروض اعمل ايه نعم يا ختي اتوسط لمينايوة صاحبتي وكل حاجة بس مش في الحوار ده أنت اتصرفتي بدماغك يبقى طلعي نفسك بنفسك بقى أنت عايزاني اروح اقوله ايه مستر زكريا معلش صاحبتي ك 
توقفت منار عن الحديث پصدمة وهي تلمح فاطمة تقف على باب غرفتها ترمقها بنظرات شعرت أنها تخترقها ثم صدح صوتها جامدا مرعبا في الغرفة 
زكريا مال زكريا بصحبتك يا منار 
اصبر طيب اصبر هتكفي على وشي مش طبيعي كده 
أنهت بثينة كلماتها لذلك الطفل الكبير الذي يسحبها خارج شقتهما بحماس شديد وهو ينظر في ساعته بلهفة 
يلا يا بثينة اخلصي بقى كمان ساعة وكل الكافيهات هتتزحم 
نظرت بثينة له بحنق وهي تعدل حجابها 
وانا مالي تتزحم ولا لا هو انا هشتغل فيها 
ضحك فرانسو بصوت عالي عليها ثم اقترب منها وهو يساعدها في تعديل وضع حجابها بلطف شديد مرددا لها بحب 
مش احنا اتفقنا امبارح أننا نبدأ قصة جديدة 
هزت بثينة رأسها بنعم ليكمل هو الحديث ببسمة واسعة 
ودي يا ستي مقدمة القصة و انا عايزها تكون متتنسيش 
أنهى كلماته ثم سحب يدها و جرها نحو المصعد بلطف شديد وبعدها صعدوا وانتظروا دقائق قليلة حتى كانوا في الطابق الارضي ليقوم فرانسو بفتح مظلة لم تنتبه لها بثنية سوى الان ثم جذبها لاحضانه وهو يكتفها بطريقة غريبة هامسا وهو يشير للخارج فقد كان الجو ممطرا 
والان انستي هل تتكرمي على عبد مسكين وتتناولي معه الافطار في أجواء رومانسية كهذه فذلك المسكين والله عاشق 
رمقته بثينة بعدم فهم لتردد بغباء 
مش فاهمة 
شدد فرانسو احتضانها أكثر وضحكاته تتصاعد عليها ثم جذبها معه نحو الخارج وهو يردد بجدية كبيرة 
مش مهم تفهمي دلوقتي يا قلبي المهم حاليا في الفترة دي تحسي بكل اللي حواليك تحسي وبس 
تحركت بثينة لتخرج خلفه وتختبئ أسفل المظلة معه وهي تراقبه عن قرب كيف يتصرف ولم تنتبه لنفسها ولا لشرودها به ليخرجها من كل ذلك صوته الذي صدح وهو يخبرها بجدية 
غمضي عينك وخدي نفس عميق وبعدين خرجيه 
ليه هنغطس 
فتح فرانسو عينه بانزعاج من تلك المفسدة وهو يتحدث بغيظ 
لا يا ظريفة بس عايزك تستقبلي الصباح ببسمة ونفس منتعشة 
واللي انت بتعمله ده هو اللي هيخليني منتعشة 
هز فرانسو رأسه بالايجاب لتغمض هي عينها وتستنشق نفس سريع ثم فتحت عينها وهي تهمس بسخرية كبيرة منه 
ايه الانتعاش ده مش معقول كده ده ولا كأنك شربت كوباية لمون بنعناع في عز الصيف 
ضحك فرانسو پعنف وهو يجذبها إليه أكثر ثم أخذ يحسس على جانب وجهها بيده مما صدمها لتحاول الابتعاد بخجل عنه لكنه صدمها حينما امسك بأذنها من خلف الحجاب وشدها پعنف لتصرخ هي پألم 
وهو اللي أنت عملتيه من شوية ده اسمه نفس ده لو نفس حشېش كنت اخدتيه بمزاج اكتر ده النفس يا حبة عيني ملحقش يوصل للرئة اساسا قومتي خرجتيه تاني 
وهذه المرة كانت هي من تضحك ضحكة لربما تكون غريبة حتى عليها هي فهي يوما لم تتضحك بهذا الشكل ابتسم فرانسو وهو يدرك أن أول خطوات العلاج تسير بشكل صحيح وحالتها ستكون اسهل مما ظن فهي تحتاج فقط للحنان وهو سيغرقها حنانا 
توقفت بثينة عن الضحك وهي تتنفس لتهدأ ثم أغلقت عينها وأخذت شهيقا طويلا ثم أخرجته ببطء كما رأته لتظل ثوان مغلقة عينها لتردد ببسمة صغيرة ارتسمت على شفتيها 
وكأني اول مرة اتنفس فيها 
كانت تجلس على الأريكة في البهو وهي تستمع لحديث شيماء التي تردد نفس الحديث منذ ساعات وهي تقص عليها ذلك الموقف الذي تعرضت له في مكتب رشدي واصفة كم أخرجها واخجلها هذا 
ياربي يا شيماء يا حبيبتي لو بتوصفي اللي أنت اتعرضتي ليه ده احراج يبقى مشوفتيش اللي بعمله مع اخوك واهو عايشة زي الفل ولا هاممني تعرفي ليه عش 
توقفت ماسة عن الحديث وهي ترى رشدي يدخل من باب المنزل لتبتلع ريقها ظنا منها أنه سيأتي ليكمل
تقريعها لكن على عكس المتوقع تجاهل الجميع وذهب لغرفته بملامح لم تستطع تفسيرها وبدلا من أن تفرح لذلك كانت تنهض سريعا متجهه صوب غرفته بقلق شديد متحدثة 
معلش يا شيماء هشوف رشدي ماله واجيلك تاني 
أنهت حديثها وهي تطرق الباب ثم دخلت سريعا دون انتظار أذنه تاركة شيماء خلفها تفكر في هادي وفي الاتصال به فبما أن رشدي عاد فبالتأكيد هو أيضا عاد فهو ذهب إليه لذا نهضت سريعا متجهة صوب غرفتها لتجري به اتصالا غافلة عن ملامح أخيها الذي كان يبدو وكأنه خرج من حرب مرهقة للتو 
دخلت ماسة للغرفة لتجدها غارقة في الظلام كما تركتها صباحا بعد تنظيفها ورشدي لم يكلف حتى نفسه عناء فتح النافذة لتقترب بأقدام مرتابة من الفراش وهي تنادي باسمه 
أباظة انت نمت لو لسه زعلان مني فأنا اعتذرت و
قاطع حديثها صوت رشدي الذي خرج أبح بشكل غريب وهو يخبرها أن تخرج وتتركه وحده الآن 
لكن ليست ماسة هي من تنفذ الأوامر وخاصة في هكذا موقف فهي لا تعلم ما به وما باله صوته هذا وكأنه 
توقفت ماسة عن التفكير وهي تستمع لشهقات تأتي من جهة الفراش لتفتح عينها پصدمة كبيرة مفكرة انها ربما أخطأت السمع هل يبكي رشدي يبكي وهي التي في حياتها كلها لم ترى حتى دمعة واحدة منه 
اقتربت بسرعة أكبر من الفراش وهي تنادي باسمه مړتعبة 
رشدي مالك انت كويس رشدي رد عليا متقلقنيش 
لم يجب رشديواقتربت هي أكثر من الفراش لتنحني برأسها قرب رأس رشدي وهي تتساءل عن سبب حزنه تمد يدها تحاول الوصول لوجهه حتى وصلت اخيرا لتستشعر بالدموع أسفل يدها 
رشدي انت بټعيط حصل ايه يا رشدي ارجوك قلبي واجعني رد عليا 
فجأة وجدت رشدي ينهض من الفراش ملقيا بنفسه بين ذراعيها باكيا بصوت عالي كالاطفال وهو يهتف من بين شهقاته 
مش قادر والله ما قادر اتحمل اكتر من كده تعبت وانا شايفه بيتدمر قدامي شايفه بيحارب عشان مينهارش وانا انا عاجز مش قادر اساعد صاحبي مش عارف أخفف عنه ومش عارف اساسا ايه اللي ممكن يخفف عنه في الموقف ده بس بس انا عايزة بس يرجع زي الاول 
صمت يبكي اكثر وهو يرثي حال صديقه 
عايزة يرجع يضحك تاني يا ماسة يرجع يبتسم زي الاول زكريا دلوقتي بقى يبتسم عشان يراضينا ويهزر عشان محدش يلاحظ السواد والدمار اللي جواه طب اعمل ايه عشان يرجع زي الاول
اعمل ايه طيب 
ربتت ماسة على ظهره وهي تبكي بتأثر من حديثه ثم همست له 
ربك هو الوحيد القادر على إنه يخرج من اللي هو فيه يا رشدي هو الوحيد اللي قادر يهونها على قلبه بس انت قول يارب 
أخذ رشدي يبكي في أحضان ماسة وهو يردد تلك الكلمة التي كانت قادرة على إذابة اوجاعه مناجيا ربه أن يريح قلب رفيقه يتذكر مظهره اليوم و هو يواجه مصطفى وجمال كان كالجنون وهو ېصرخ بهما بكل قهر وحسرة كان يضرب بهما كالطير المذبوح الذي يتخبط في جميع ما حوله وهو يخرج في روحه اغمض عينه بۏجع وهو يخبر نفسه أن نهاية هذه الحكاية قد اقتربت وكثيرا
خرج رشدي من أفكاره على صوت ماسة الهامس بتردد كبير عكس طبيعتها مما أثار ريبته 
أباظة 
انتبه رشدي وهو يضم نفسه لها اكثر 
قلب وعيون أباظة 
سقطت دموع ماسة أكثر من حديثه ذلك لتهتف بصوت مخټنق 
أباظة هو إنت مبقتش تحبني يعني زهقت مني خلاص 
ابتعد رشدي بسرعة عنها وهو ينظر لها بغباء لا يتوقع هذا السؤال ابدا منها هي أكثر من يعلم مقدار عشقه لها
فهي تجري مسرى الډماء بعروقه منذ كانوا أطفالا 
ليه بتقولي كده يا ماسة 
اڼفجرت ماسة في البكاء وكأنه بكلمته تلك فجر انهار حزنها وهي تهتف به في غيظ شديد 
عشان إنت مبقتش تحبني يا رشدي 
تمام كده يا زكريا سيب الباقي عليا والأدلة اللي معايا كفيلة توديهم ورا الشمس بدون تفاهم 
هز زكريا رأسه بدون أي تعابير قد تظهر أنه يتفاعل مع من أمامه 
تنفس هادي بتعب شديد وهو يشعر پألم رفيقه
هو ممكن يكون أية الحكم اللي هيتحكم عليهم يعني اقصد العقۏبة هتكون ايه 
هز هادي رأسه يتفهم سؤال رفيقه وما كاد يتحدث حتى قاطعه رنين هاتفه ليلمح اسم شيماء لكنه وعكس عادته اغلق الهاتف ونظر بعدها لزكريا وهو يبدأ في توضيح الأمر له 
بص هو العقۏبة بتكون من بين ٣ سنين ل ١٥ وده بيتم الحكم فيه على حسب الأدلة والواقعة نفسها وكمان فيه حكم بالمؤبد بس ده مش بيكون دايما لأن ليه احكام كتير عشان يتنفذ المؤبد ده وكمان فيه إعدام بس ده في حاله لو المجني عليها توفت أثناء الواقعة 
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لوجه زكريا الذي تغضنت ملامحه بشكل لا يفسر ما يفكر به ثم هز رأسه لهادي وقال بصوت خرج ضعيفا بعض الشيء 
يعني هما على الاقل ممكن ياخدوا مؤبد 
صمت هادي قليلا يفكر في الأمر ثم أخبر زكريا ما يفكر به 
ممكن بس مش اكيد 
نظر له زكريا بعدم فهم ليشرح له هادي ما يقصده 
بص يا زكريا المؤبد بيكون في حالات معينة مش دايما احنا معانا فيديوهات اكيدة أنهم مش بس قاموا بچريمة واحدة لا دول قاموا بعدة جرائم وده اللي هستغلة عشان أوقع أقصى عقۏبة ليهم وطبعا فيه حاجات كتير وطرق ملتوية أكثر عشان نحقق اللي عايزينه فانت عايز ايه 
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لملامح زكريا التي كانت مرعبة بحق والذي يفكر أن الأمر حقا معقد 
انا عايز حق مراتي يا هادي بأي طريقة
يا فاطمة سيبيني في حالي قولتلك كنت بتكلم عادي مع صاحبتي 
أمسكت فاطمة يد منار تمنعها من الدخول لغرفتها بعدما كانت تحاصرها في الساعات السابقة محاولة أن تعلم ما علاقة رفيقتها بزكريا 
مش هسيبك غير لما تعترفي 
اعترف بايه يابنتي فكك مني بقى أنت غريبة اوي 
راقبت فاطمة هروب منار لغرفتها لتتأكد جيدا أن ما حصل ليس طبيعيا وأن هناك شيئا تخفيه عنها وهذا الشيء له علاقة بزكريا وهي أكيدة من هذا 
زفرت بضيق وهي تحمل مصحفها متجهة صوب الخارج لتلحق بزكريا فالأن هو موعد لقائهم الآسبوعي الذي يدرس زكريا لها به متوعدة منار حين عودتها 
تحركت فاطمة لخارج البناية وهي تسير صوب منزل زكريا لتقابل في طريقها شيماء التي كانت على وشك الاصطدام بها 
فيه ايه يا ماما مالك متسربعة كده 
توقفت شيماء عند سماعها لصوت فاطمة وهي تجيبها بحنق شديد 
الأستاذ هادي بكلمه مش بيرد عليا 
ضحكت فاطمة بخفة وهي تتحرك صوب منزل زكريا مرددة 
طب ربنا معاك ياقلبي 
صعدت
فاطمة الدرج ببسمة واسعة وهي تتذكر أنها الآن على وشك الجلوس لفترة لا بأس بها مع زوجها الحنون
تم نسخ الرابط