رواية جوازة ابريل الجزء الثاني بقلم نورهان محسن من 1 الي 10
المحتويات
شعلة من نور ممزوجة ب الأمل الذي أضاء الطريق لعقله ليحاول استعادة ما دمرته عصبيته ماشي ربنا مايحرمنيش منك يا سوما
فى الردهة داخل المستشفي
كټفت دعاء ذراعيها وهى تتساءل بتهكم مابتردش علي رسايلي ليه
تجنب صلاح النظر في عينيها وأطلق تنهيدة طويلة من فمه قبل أن يرد عليها بتبرير انتي شايفة ان اللي احنا فيه دي حالة تسمح ارد..
عقد صلاح حاجبيه وسألها مستغربا من عصبيتها الزائدة دعاء فيكي ايه من امتي بتدققي علي الكلام دا
رفعت دعاء حاجبيها باستنكار تجلى في نبرة صوتها وهي تعلق على سؤاله بسؤال غاضب هو انا عشان مابكلمش ولا ببينلك ضيقتي بقيت في نظرك ست باردة معنديش احساس
هتفت دعاء بنبرة ذات معنى يتخللها الحقد ليك حق ما عيلتك و ولادك رقم واحد عندك دايما ..و احنا دايما اخر ناس بتفكر فيهم
أمام غرفة ابريل
نظر فهمي إلى ريهام التي تجلس بجواره في صمت قبل أن يتحدث بهدوء ريهام يلا مافيش داعي تفضلي قاعدة كدا روحي لابنك
هزت ريهام رأسها نفيا وهى تخبره بخفوت لا يا بابا انا هفضل معاها .. وانت وماما روحوا ارتاحوا
هز فهمي رأسه دون تعليق فيما نهضت ريهام لتتجه نحو شقيقها وطرحت سؤالا ذا معنى وهي واقفة بجانبه تريد أن تجعله يغادر حتى تتاح لها الفرصة لتتحدث مع باسم على انفراد قبل رحيله بعد أن رأته من النافذة قبل قليل واقفا في حديقة المستشفى مع صديقه وانت مش هتروح توصلهم
لكزته ريهام فى ذراعه مهسهسة بتوبيخ وبعدهالك ما تعقل مش عايزين مشاكل ومش معقولة تصرفاتك معاه يعني هيكون عملها ايه
هز كتفيه معا دليلا على جهله بمعرفة إجابة سؤالها ثم الټفت إليها بقلب غير مرتاح ليقول بريبة معرفش بس الموضوع في ان .. فجأة كدا اللي كان بينه وبين الجواز مصانع الحداد في يوم وليلة يقرر يتجوز وهي بالذات .. دا كلام مايدخلش مخ عيل صغير
عاد وسام إلى لميس التي كانت تنتظرها أمام غرفة العناية المركزة ويبدو الشرود إلى ملامحها فرفعت وسام حاجبيها في حيرة من حالة الجميع غير الطبيعية هذا اليوم.
جلست وسام بجانبها ووضعت يدها على كف لميس الناعمة وسألتها بلطف مالك يا لميس مساهمة كدا ليه
_مفيش يا سوما انا تمام
تحدثت وسام بعدم إقتناع من نبرة صوتها المبحوحة وعيناها تسير على ملامحها مش عارفة حاسة فيكي حاجة .. وشك مصفر كدا وباين عليكي الارهاق .. لا تكوني تعبانة
سألتها بقلق حنون فسارعت لميس بالنفس مبررة ذلك بشيء من الصدق لا خالص يا سوما .. صدقيني انا كويسة .. بس مابحبش جو المستشفيات دا مابيريحنيش خالص
فضلت وسام عدم الضغط عليها قائلة بإبتسامة عذبة ماشي يا قلبي .. اومال فين هالة
_معرفش هكلمها
_خلاص كلميها وحصلوني علي تحت .. انا رايحة اشوف فين صلاح
عند باسم
حدجه خالد بوجه عابس متحدثا بحزم اظن كفاية لعب لحد كدا
أغمض باسم عينيه للحظات وهو يتنفس بحدة ويطقطق رقبته قبل أن يتمتم من بين أسنانه بسخط خالد انت صاحبي من سنين طويلة .. بس انت عارف اكره كره العمي اللي يدخل في حياتي الشخصية واقدر اتصرف واحل اموري
أطلق خالد زفيرا يائسا وأدار وجهه بعيدا مغمغما بخفوت براحتك يا باسم
عاود خالد النظر إليه خالد وتابع بجدية وهو يضع يده على صدره بس عشان ارضي ضميري وابقي عملت اللي عليا للاخر .. بقولك اللي انت ناوي عليه دا اكبر غلط وهيسبب مشاكل كتير ليك ولأبوك وللغلبانة دي .. اللي كنت عارف انها مريضة ومع كدا مرحمتش ضعفها
ضړب باسم بيد فوق الأخرى متعجبا من اټهامات صديقه له وهو يعلق پصدمة محسسني اني سڤاح وكأني كنت قاصد اللي حصلها!!
جاء جواب خالد حازما قاطعا مافرقتش حاجة عن السفاحين .. تنكر انك انت كنت بتفش غليلك من ريهام فيها
زفر باسم زفيرا حارا وهو ينظر حوله وبعد صمت قصير أخبره بصوت منخفض واثق وكأنه يتحدث إلى نفسه ودلوقتي بقيت عارف انها مالهاش دعوة باللي عملته ريهام .. بس كمان دي فرصة وجت لحد عندي وابقي مغفل لو ماستغلتهاش لمصلحتي .. منها اسكت الاشاعات عني عشان اركز في شغلي ومنها ابعد ريهام عني
قست تعابير وجه خالد خلال تذكير الأخر بنبرة تحذيرية بس انت كدا بتدوس علي وحدة في سكتك مالهاش ذنب واضعف من اللي ممكن تتعرضله بسببك انت واختها
لمعت عيناه بمكر بينما يخبره بثقة صدقني انا متأكد انها كمان مش سهلة .. بس هبقي واخد بالي اكتر في التعامل معاها بعد كدا
ابتسم خالد مقهقها وتحدث بشماته دا اذا رضيت تبص في وشك بعد عملتك يا حلو
_انا عارف هعمل ايه عشان دا يحصل ماتشغلش بالك انت
عبست ملامح خالد من لهجته الواثقة مستفهما بصوت أجش والله بالسرعة دي حسبت حساب كل حاجة
نكس باسم رأسه وفي داخله شعوران متضاربان بين الحماس لمغامرة جديدة والتردد الذى يحذره من الخطړ المتوجه إليه ليزفر بحرارة حاسما أمره الذي جاء من خلال إجابته له قائلا بنبرة جادة يتخللها حماس زي ما انا بقيت محتاجلها .. هي كمان محتجاني يعني المصلحة مشتركة .. وهنعتبر اللي جاي .. ماتش ودي هنلعبو فترة بالإتفاق .. وبعدها جيم اوفر وكل واحد يرجع لحياته
نظر خالد إليه لوهلة بحاجب مرفوع فهو يعرف صديقه كيف يعمل عقله بدهاء حالما يتحمس لشيء ولا يستطيع أحد إيقافه لذا سأله بابتسامة ساخرة ومفكرتش ايه ممكن يحصل لو اللعبة قلبت جد
ضحك باسم بصوت عال قبل أن يعلق على سؤاله بنبرة متغطرسة ايه خاېف عليها لا تتعلق بيا وتحبني و تتوجع لما الجيم يخلص
حك خالد ذقنه مستطردا بذات النبرة دون أن تتلاشى ابتسامته الساخرة من استهتار باسم بالأمر او يمكن تيجي تصيبها فتصيبك كل شئ ممكن
عند هالة
كانت هالة تقف بجانب المكتب بعد أن ارتدت معطفها الطبي وقبل أن ترتدي القفازات الطبية جاءها صوت مرام تخبرها بإستعجال ممزوج بالنعومة حيث تريد لفت الانتباه الجالس بتعبير مبهم على وجهه هالة .. انا رايحة الاستقبال طلبني هناك
أومأت هالة بخفة دون النظر لها وقالت بهدوء تمام
أغلقت مرام الباب خلفها بإحباط من عدم التفاته لها بينما تحركت هالة نحوه بخفة وهي تحمل الإبرة بين أصابعها فسألها بلهجة ثقيلة يشوبها الكثير من الشك فهو يعاني من الوسواس القهري فيما يتعلق بنظافة الأدوات الطبية تحديدا الابرة دي معقمة
رفعت هالة نظرها إليه بذهول واستنكار لسؤاله لتجيبه ببساطة طبعا!!
توقفت يد هالة في الهواء فور أن شعرت باهتزاز هاتفها في جيب معطفها قبل أن يرن صوته في المكان فوضعت يدها فوقه تلقائيا وهمست باعتذار عفوا .. ممكن تيجي تخيطي الچرح
وجهت هالة حديثها إلى الممرضة بينما كان فريد ينظر إليها بحاجب مرفوع ونظرة حادة غير راض عن إهمالها في أداء عملها من وجهة نظره الصارمة فى تلك الأمور بينما هالة لم تنتبه لأنها ولت ظهرها له وابتعدت عدة خطوات قبل أن ترد عليه برقة ايوه يا لميس
عند صلاح
تأفف صلاح داخليا من هذا الهراء الذي تهذي به فى هذا المكان تحديدا لكنه حاول أن يتكلم بنبرة هادئة بعض الشيء كفاية جنان يا دعاء .. انتي عارفة انك..
كانت دعاء مستمرة في هز جسدها بعصبية وهى تلعب بأظافرها بتوتر لتحاول قمع إمتعاضها من عدم فهمه لكنها لم تستطع الصمت طويلا إذ نظرت إليه بعينين تشعان بحدة قبل أن توبخه بنبرة مقيتة كفاية .. انت ايه مابتزهقش من .. انا خلاص زهقت بجد من العيشة .. وزهقت من نفس الكلام اللي بتسكتني بيه كل مرة
أنهت دعاء جملتها بضيق شديد وهي تدور بجسدها راغبة في الرحيل لكن يده أمسكت بمعصمها يمنعها من الذهاب وهو يسأل بتعجب رايحة فين
سحبت يدها منه بنفور مدمدمة پعنف مكبوت سيب ايدي
أردفت بنبرة ساخرة والإنزعاج يملأ تعبيرات وجهها راجعة عند وسام ولا عايزاها تلاحظ غيابنا احنا الاتنين و تشك فيك وحياتك اللي تعبت عشان تبنيها تتهد فوق دماغنا كلنا
_في ايه صوتكم عالي كدا ليه
جاء صوت وسام المذهول التي كانت تتجول بين الممرات بحثا عن زوجها ولم يكن معها هاتفها لتتصل به حتى رأت كلا من صلاح ودعاء يقفان مقابل بعضهما البعض وبدا من أصواتهما وأظهرت ملامحهما العابسة أنهما يتشاجران.
تدحرجت أعينهما عليها وبحثا داخل أذهانهما المشتتة عن كلمات التبرير الواقفة على طرف ألسنتهما.
أضافت وسام متسائلة في شك من صمتهم المفاجئ منذ قدومها وهى تحدق في ملامحهم المبهوتة لتعقد ذراعيها منتظرة الجواب ايه اللي هيتهد وفوق دماغ مين بالظبط
نهاية الفصل الرابع
الفصل الخامس متيم بالهوي رواية جوازة ابريل ج
يقال إن الرجل الذي يحب إمرأة واحدة قد عرف معنى الحب الحقيقي..
فالحب لا نتقنه بالتعداد ولا يكبر بالتكرار..
بل أن الحب هو أن تزرع زهرة وتقوم برعايتها ثم تبني بها وطنا وتسكن فيه..
الحب لا يعني أنك تتجول بين المرافىء أو تتسكع كالنحل بين الأزهار..
الحب هو انتماء احتواء واكتفاء بزهرتك.
فى الساعة الثانية صباحا
عند يارا
كانت يارا مستلقية على السرير وقد جف النوم مقلتيها من حدة الصداع في رأسها وبينما كانت تحدق في شاشة الهاتف المضيئة وسط الظلام المحيط بها انطلقت نغمة تنبيه مع وصول رسالة من صديقتها على تطبيق المراسلة الفورية المسمى واتساب.
قرأتها يارا بعينيها قبل أن تتصل بها وسرعان ما تلقت الرد من صوت أنثوي مرح قلبي .. شوفتك اون لاين قولت اشوفك .. ايه الأخبار
يارا بحشرجة باكية الاخبار زفت
_باين علي صوتك ..
متابعة القراءة