رواية جوازة ابريل الجزء الثاني بقلم نورهان محسن من 1 الي 10
المحتويات
ليستأنف كلامه بثبات لو عايزة تنقذي حياة الراجل اللي جوا من المۏت
وقف فريد بجانبها فأدارت رأسها إليه بترقب ليشمل هيئتها الجميلة بعسليته الكهرمانية وأضاف بإستهزاء اتعقمي وحصليني
أدارت هالة جسدها وتتبعته بسرعة دون أن تنطق بأي شيء دون أم تعطي لنفسها فرصة للتفكير فهذه حالة طارئة يجب أن تتعامل معها بحكمة وبأعصاب هادئة حتى تسيطر على الوضع مهما كان كما تعلمت.
فى كافيتريا المستشفي
يجلس باسم مرتاحا قبالتها وهي صامتة تحدق به تارة وتارة أخري تحدق في فنجان قهوتها الذي لا يزال بخاره المنعش يتصاعد حولها لكن في داخلها لا تشتهيه بسبب اضطرابها.
_هنفضل نبص لبعض كتير!!
قال باسم بتعجب بارد مع رفع فنجان قهوته إلى شفته وهو يرتشف منها فإستطيب مذاقه وفي نفس الوقت كان منتبه لحالتها المتوترة بسبب نقرها المستمر على سطح الطاولة فأضاف سؤالا لكى يفتح المجال لها كنتي عايزة تقولي ايه يا ريهام
_وانا عملت ايه
سألها باسم سؤالا مماثلا وهو يقطب بين حاجبيه بتركيز بعد أن وضع كوبه على الطاولة اكلمي دغري بلاش اسلوب المراوغة بتاعك دا
اتسعت عيناها پصدمة وهي تشير نحو قلبها الهادر بقوة وسألت بصوت متعجب انا اللي براوغ
_دا السؤال اللي قولتي المقدمة دي كلها عشان توصليلو
رد باسم ساخرا بابتسامة ظهرت على جانب فمه بخبث منتصر بعد أن جعلها تعترف بما أرادت قوله منذ لحظة جلوسهما رفع باسم حاجبيه للأعلى واستطرد قولا بنفس السخرية كنت متأكد ان محروق دمك عشان في تفصيلة عني عدت من تحت ايديكي
أضاف باسم بتهكم فظ غلف نبرته مع تعابير وجهه مش معني اني كنت بتسلي شوية .. وسيبتك عايشة في جو العميلة السرية الخايب بتاعك دا اللي بتخطط وتراقب وتتجسس علي مكالماتي وعلاقاتي .. انك تتخيلي بالسذاجة دي ان خلاص بقيتي عارفة عني اللي محدش يعرفو
خرجت الكلمات من فمها بشكل اندفاعي غير محسوب عندما سألته تقصد ايه يعني كنتو تعرفوا بعض من زمان وبتخدعونا كلنا بما فينا خطيبها .. عشان كدا كنت رافض رجوعنا
عند عز
حبس أنفاسه پصدمة فور أن لاحظها شاحبة الملامح وحبيبات العرق الباردة على جبهتها فإحتوى جسدها الساكن علي صدره وهو يضرب علي وجهها بأصابعه مع مسحه على جبهتها بيده الأخرى عدة مرات وارتعش بدنه من القلق وهو يحاول إيقاظها دون أن إستجابة منها ليهتف بصوت مترجي وهو على وشك الاڼهيار مني جرالك ايه بس يا حبيبتي .. ماتوقعيش قلبي بقي عشان خاطري تردي عليا !!
أخفض عز بصره وهو يضيقهما في عدم إستيعاب علي قنينة عقار لأحد الأدوية ملقاة تحت جسدها وكانت هناك عدة حبوب بسيطة متناثرة حولها لتحظ عينيه من الهلع ودقات قلبه تجاوزت المعدل الطبيعي من شدة خوفه.
نظر عز إلى وجهها بفم مفتوحا وهو ېكذب هذا الهاجس الذى طرق في عقله أنها لن تفعل هذا الشيء بنفسها ولا شعوريا صړخ باسمها بصوت مذعور بينما يهزها بقوة مني!!!
انحنى عز فوقها بعد أن مددها على الأرضية ليفحص نبضها فوجد أنه ضعيف جدا بالكاد يسمع وبسحابة كثيفة من الكلمات تغشي عينيه أخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم نقر على عدة أرقام بأصابع مرتعشة وهو يحدق فيها بينما قلبه يرتجف من الړعب داخل قفصه الصدري ليردد پخوف عملتي ايه في روحك يا مچنونة
هتف بصوت مهتز مليئ بالړعب بمجرد أن أجابه الطرف الآخر على الهاتف ايوه لو سمحت عايز عربية اسعاف بسرعة .. العنوان .. العنوان
تابع عز يخبره بالعنوان قائلا بعجالة بسرعة بسرعة الله يخليك
رمى الهاتف من يده وهو يجذب شعره بتوتر شديد ثم أحاطها بذراعه ليقربها منه ابتلع غصة مريرة في حلقه والدموع تنهمر على خديه وهو يشعر بالعجز التام ليتساءل بصوت خاڤت پجنون كأنه بداخل كابوس ليه ليه تعملي كدا في نفسك .. ليه
صړخ بكل صوته في الكلمة الأخيرة باڼهيار قبل أن تتدحرج نظراته على فستانها الذي كانت ترتديه في الحفلة مستلقيا بجانبها ممزقا تماما بالمقص.
تشكلت الإجابة على سؤاله على الفور في ذهنه وجسده كله إرتجف پعنف كما لو أنه تعرض لصدمة كهربائية وتردد في ذهنه بمرارة وندم ساحق أنه هو الذي أوصلها إلى تلك الحالة أو بالأحرى الغيرة في الحب مثل الماء للورد القليل ينعشه لكن الكثير ېقتله.
عند باسم
تملكت منه حالة من الڠضب وهو يستمع إلى كلامها الأحمق الذي يسيء إلى أختها إلا أنه رد عليها بصوت هادئ لا يخلو من حدة مع الحفاظ على رباطة جأشه الزمي حدودك يا ريهام .. بس هقولك ايه يعني! حتي مش مستغرب انك بتقولي كدا علي اختك
عبست ملامحها وساد الصمت من الجانبين للحظات قبل أن يبادر باسم ليقطعه مضيفا بجدية وهو ينظر في عينيها خلينا نكلم علي المكشوف يا ريهام .. اللي كانت بتخدع اللي حواليها هو انتي واهلك .. هو مش برده كنتو عايزين تجوزوها لواحد متجوز بدون ماتعرفوها عشان شوية المصالح اللي مابينكو وبينه
جالت الصدمة علي ملامحها بوضوح أمام عينيه الرماديتين فابتلعت لعابها بصعوبة وسألت بصوت خاڤت انت منين جبت الكلام دا
تطلع باسم بها للحظات معدودة قبل أن يهز كتفيه بلا مبالاة وتمتم ببرود غامض مش مهم .. هتفرق في ايه
زمت ريهام شفتيها پغضب واحتد تنفسها وتحدثت بنبرة حادة واضحة رغم انخفاض صوتها باسم .. انت لو فاكرني هسكت علي اللي بتعملو تبقي غلطان .. انا لا هخليك تلعب بأختي ولا هسمحلك تخليني مجرد نزوة في حياتك وإبريل هعرفها حقيقتك
استقر باسم بعيناه عليها مباشرة ومال بجذعه إلى الأمام وأسند مرفقيه على الطاولة ثم شبك أصابعه ببعضها ليتحدث بتأني دور الاخت الكبيرة اللي خاېفة علي اختها من الراجل الشړ ير مش لايق عليكي يا ريهام .. وانتي حتي ماحصلتيش نزوة في حياتي عشان لا كان في حاجة بينا ولا هيكون في يوم .. دا اول هام..
حدق باسم فى محتوي الفنجان على الطاولة ثم رفع عينيه إليها وأكمل حديثه بعد وهلة صمت ولو عايزة تقوليلها حاجة .. ممكن تحكيلها مثلا عن اللي كنتي بتعمليه معايا .. مثلا مجيتك لحد بيتي وترمي نفسك عليا بكل سهولة .. وعشان يكون عندك اثبات لكلامك مستعد اجيبلك فيديو وانتي داخلة للعمارة وانتي طلعالي وتوريهولها ساعتها هتصدقك بس..
أصابها الارتباك من علمها مقصده وتوالت الضربات من مطرقته القاسېة فوق رأسها وهو يقترب أكثر من خلال الطاولة مما جعلها تحبس أنفاسها تلقائيا داخل قفصها الصدري ترقبا بينما يهسهس بصوت جاف ومخارج حروفه واضحة تزلزل أركان قلبها جراءها ړعبا وهولا بس قولي هيكون شكلك ايه قدامها وقدام اهلك وقتها هتطلعي خسرانة سمعتك وكرامتك ومش بعيد طليقك ياخد ابنك منك
أشاحت ريهام وجهها المحمر عنه بعد أن اختفت قوتها الواهية التي كانت تتشبث بها أمامه قبل أن تنظر إليه مرة أخرى لتسأله بمرارة تغطي علي صوتها المصډوم وتشعر بآلام تهاجم ثنايا صدرها معقولة بقيت پتكرهني اوي كدا لدرجة انك عايز تردلي القلم بتاع زمان بالقسۏة والجحود دا
نظر باسم إليها بوجه غير مقروء تعابير وجهه قبل أن يعتدل في مقعده ليخبرها بصوت هادئ صادق بالعكس انا مش بكرهك ولا في نيتي حاجة تضرك..
تجمعت الدموع في مقلتيها وهي تعقد ذراعيها على صدرها وتكمل بقية جملته بدلا عنه بس كمان بطلت تحبني مش دا اللي هتقوله
نظر باسم إليها طويلا وكأنه يرتب كلماته التالية في ذهنه أولا قبل أن يأتيها رده بثبات اللي كنت حاسو نحيتك ماكنش هو الحب يا ريهام .. كانت مشاعر مش ناضجة .. والكلام في الماضي مش هيفيد .. وانا اللي بقولك كفاية نضايق في بعض اكتر من كدا .. احنا مهما كان هيبقي في بينا نسب وهبقي جوز اختك
قال كلماته الأخيرة مشددا على كل حرف للتأكد من فهمها الكامل لحديثه لكنها كانت تنظر إليه بملامح غامضة غير مقروءة ولم يدرك أنه مزق كبرياء الأنثى داخلها وكأنه يضعها فى وسط الڼار ويطلب منها أن تتنفس بعمق لدرجة المۏت والاختناق وهذا ما زادها ڠضبا وحقدا أكثر فأكثر.
عند صلاح
في السيارة أمام الفيلا
ركن صلاح سيارته جانبا أمام مدخل الفيلا ولم يطفئ محركاتها فأدارت وسام رأسها متسائلة انت مش هتنزل معانا يا صلاح
أجاب صلاح بعد وهلة من الصمت لا يا حبيبتي .. انا راجع علي المستشفي
أفاقت لميس من شرودها فتحدثت بسرعة من المقعد الخلفي حيث لم تعد تحتمل الجلوس معه في مكان واحد أكثر إذ تستشعر بغريزتها الأنثوية أنه ېكذب ويخدع تلك المرأة الطيبة طب انا هسبقكم .. يلا تصبحوا علي خير
أمأت وسام لها بالموافقة قائلة بهدوء وانتي من اهله يا قلبي
_راجع هناك ليه
_هكلم مع ابنك واشوف هحل المشكلة اللي وقعنا فيها دي ازاي
_ما انا فهمتك الحكاية عاملة ازاي .. هي بلسانها قالت انها فسخت خطوبتها من مصطفي قدام اهلها
سألها صلاح مستفسرا انتي سمعتي من اهل مصطفي انه سابها يعني
هزت رأسها بالسلب متحدثة بتخمين عقلاني لا .. بس جايز متكتمين علي الموضوع .. واعتقد مش كتير يعرفوا بموضوع خطوبتها منه الا القريبين .. شوف هما احرار .. بس بصراحة تصرف مصطفي دا ابدا معجبنيش .. ازاي يخطب واحدة ويخبي عليها انه متجوز .. ايه العك دا
رد صلاح بصوت منفعل مش هو دا موضوعنا يا وسام .. اللي حصل دا ممكن يخسرنا علاقتنا بالناس .. كان لازم باسم قبل مايتصرف
متابعة القراءة