رواية مذاق العشق بقلم بقلم سهام صادق
المحتويات
يعد يتمالك حاله بعدما ذكرته بنفسه القديمةرجل عابث يترك شهوته من تحركه
وقعت عينيه على الصبي الصغير ذو التسعة أعوام ثم عاد ينظر إليها بإحتقار شديد وكأن الصغير يذكره بطفولته الغير سوية
...
اندفع الحاج عبد الحميد داخل الشقة والڠضب يحتل معالم وجهه يطالع جنات التي وقفت مصډومة من هيئته وزيارته المفاجأة
تجمدت عينين جنات نحوه تبتلع لعابها بعدما جف حلقها فكيف علم بالأمر.. وقبل أن تبحث عن إجابة داخل عقلها كانت تأتيها الإجابه
جيت مع واحد معرفه من البلد يخلص شوية أمور ليه هنا قولت اجي اطمن عليكم.. الاقي المنطقة كلها بتتكلم عن بنتي.. يا فضحتك يا عبدالحميد. هتروح فين تاني
إحنا معدش لينا مكان هنا يا بنتيالبلد ديه مصايبها كتير وناسها قادرة
والقرار كان يضعه الحاج عبدالحميد دون رجوع ولكن عينيه ظلت عالقة بها وقد استندت نحو الجدار تكتم صوت شهقاتها
فاسرع إليها نادما على حديثه فيكفيها ما جانته قديما من جهله
....
احتضنتها جنات تحاول تهدأتها مرارا دون جدوىشردت في فعلتهافقد دفعت الحاج عبدالحميد للذهاب لسليم النجار لشكره عما فعله مع فتون وتخليصها من تلك السړقة التي دبرت لها وكان سيضيع فيها مستقبلها جعلت دماء الواجب والأصول تضج في أوردته فقرر الذهاب إليه رغم ذلك الدين الذي في رقبته عندما كاد أن ينتهك عرض أبنته
همست بها جنات ومازالت
________________________________________
تحتضن فتون التي لم تكف عن البكاء
طب والمطعم واحلامي هنا يا جناتليه كل حاجة بتضيع
هتفت بها وابتعدت عنها تنظر إليها تستعجب صمتها ولكن جنات كانت ساهمة
.
عبأ رئتيه بالهواء ثم بصق خلفه بعدما غادر قسم الشرطةهندم قميصه
المتسخ يهتف متذمرا
أي مصېبة تحصل مافيش غير فتحي
إستمع إلى اسمه فلتف بجسده يطالع الرجل الذي وقف يلتقط أنفاسه بعدما ركض خلفه لمسافه
في حاجة يا أخ
وبنبرة هادئة هتف الرجل وهو ينظر نحو البعيد
الهانم مستنياك في عربيتها
هانم!أنا معرفش هوانم
لفظها فتحي مستنكرا يرفع شفته العلويه ويضيق عينيه
التمعت عينين فتحيفإذا كان الأمر يخص مصلحة لما لا يذهب ويرى اتبعه بعدما التف حوله قليلا يتأكد من عدم إتباع أحد له فتح الرجل له السيارة ليصعد داخلها
الراجل بتاعك قالي إنك عايزانى يا هانم
قالها بنفاذ صبر فرفعت نظارتها عن عينيها تشم تلك الرائحة الكريهة
تعلقت عينين فتحي بها ينتظر سماعها دون أن يعبأ بنظراتها النافرة نحوه سردت عليه ما ارادته تحاول أن تتلاشى رائحته التي كتمت على أنفاسها...
أخرجت من حقيبتها المال وقد لمعت عينين فتحي بشدة
ڤضيحة في حارتنا يا هانملمين
.
وقف سليم بسيارته بعدما وجد الحارس يشير إليه انزل زجاج سيارته يطالع الرجل الذي وقف خلف الحارس
يا باشا الراجل ده مستنيك من الضهرمهما قولتله مش راضي يمشي يا بيه
أشار إليه سليم بالأبتعاد قليلا حتى يري ملامح الرجلقطب حاجبيه يحاول أن يتذكر هل رأه من قبل أم لا
ولكن الجواب ها هو يعلمه عندما خرج صوت الحاج عبدالحميد يعرفه بحاله
اتفضل يا ياحاج نورت
رحب به سليم فور ان فتحت له الخادمة المنزل ودلف هو والحاج عبدالحميد الذي وقف للحظات يطالع المكان بأعين مذهوله يلوم حاله إنه منذ ساعات حداسته كرجل جعلته يفترض أن هذا الرجل يحب إبنته
تشرب إيه يا حاج
فاق الحاج عبدالحميد من شروده يطالع ما حوله بتوتر
ملهوش لزوم يا بنيأنا جاي أشكرك
انصرفت الخادمة بعدما أمرها سليم بإحضار كوبان من الشاي
اتفضل اقعد يا حاج عبدالحميد
جلس الحاج عبدالحميد بجلبابه البسيط يستشعر بالغربه في المكان.. يحادث حاله
لازم اخدك من هنا يا بنتي..مصيرك مش هيكون غير إنك تنداسي تحت الرجلينكفاية اللي حصلك زمان
أنا عارف يا حاج إن ليك حق عندي زمانوأنا مستعد انفذ اللي تطلبه
تمتم بها سليم فطالعه الحاج عبدالحميد بغرابة ولكن سرعان ما أدرك مقصده
حق بنتي عند ربنا يا بيه
اقترب منه سليم وجاوره في جلسته
وأنا عايز ارتاح يا حاج من الذنبأنا عندي بنت متمناش إن هيحصل فيها كده في يوم من الأيام
بهتت ملامح الحاج عبدالحميد ينظر إليه مستفهما
أنت متجوز يا بيه
التقطت عينين سليم الخادمة وهي تقترب منهما بأكواب الشاي.. نهض يأخذ منها الصنية فطالعته الخادمة ولكن إشارة من عينيه جعلتها تنصرف صامته
اتفضل يا حاج الشاي
التقط الحاج عبدالحميد الشاي بتوتر ينتظر منه إجابته
ايوة يا حاج أنا كنت متجوز
وصمت قليلا يرتب حديثه لعلا تلك المرة ينال مبتغاه
أنا راجل دوغري يا حاج وعشان كده بطلب منك النهارده أيد فتون.. رغم إني المفروض أجيلك بيتك الأوللكن وجودك النهاردة سرع الخطوة وكل اللي أنت عايزه هيحصل
اتسعت عينين الحاج عبدالحميد وقد رفع عينيه نحوه
أنا عايز فتون زوجة ليا يا حاج عبدالحميد
تعلقت عينين الحاج عبدالحميد به فطالعه سليم ينتظر جوابه في لهفة
هتتجوز بنت راجل بسيط أجري باليومية هتتجوز اللي كانت مرات السواق بتاعك وكانت خدامة عندك يا بيه
تجمدت عينين سليم وهو يحاول تلاشي ذكرى حسن.. عادت ملامحه تنبسط ينظر إليه
قولتلك يا حاج عبدالحميد عايز فتون زوجة ليا وميهمنيش أي حاجة تانيه صدقني
..
قبلت زواجها
قالها وهو ينظر إليها بحب ورغم نظرات اللوم والكسرة التي تطالعه بها إلا إنه كان سعيد بشدة
ضمھا والدها إليه بقوة يهمس لها بعدما اخذ البعض ينفض من حولهم
أنا ظلمتك زمان لما جوزتك حسن.. لكن قلب الاب المرادي مرتاح يا بنتيجوزك هيجيبك البلد ونعملك فرح وسط اخواتك والجيران
وابتعد عنهافاقتربت منها جنات تضمها إليها وتمازحها
قضيتي ليلة في التخشيبة و بعدها جوازة.. يومين عمرهم ما يتنسوا من العمر يا فتون
وقف يستمع لوصايا الحاج عبدالحميد وعيناه لا تفارقها.. تنحنح أخيرا حرجا ينظر نحوها
خد مراتك يا بني
تعلقت عينين فتون بوالدهافمن التي سيأخذها وسيرحلوما الذي حدث وكيف تزوجت.. وكأنها أخيرا بدأت تستوعب ما يمر أمامها
روحي يا بنتي مع جوزك
والشريط يعود إليها ثانية...ذكريات مضت عليها ما يقارب أربع سنوات وأشهر وحسن يأخذ بيدها ويصعد بها القطار نحو المجهول تسارعت أنفاسها من هول الذكريات عليها ووقعت عينيها على يده التي قبضت فوق يدها تقف أمام سيارته وأعين والدها وجنات تحاوطهما
أنت وخدني على فين
واخدك على بيتنا يا فتون
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل الواحد والثلاثون حتى السادس والثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
_بقلم سهام صادق
تلك النظرة وحدها هي ما كانت تحتل
عينيها نظرة ظنت إنها لن تلقيها يوما نحو أحبابها ولكن هل نظرة الخذلان ترحل عن أعيننا مهما كنا وتخطينا
أطرق الحاج عبدالحميد عينيه أرضا بعدما صعدت أبنته السيارة ورحلت مع سليم النجار ذلك الرجل الذي وعده بحياة افضل لأبنته حياة سترى فيها النعيم والدلال حياة ستكون فيها هي السيدة منذ سنوات أتم زواجها لأن الزواج ستر للفتاة رغم صغر سنها واليوم يزوجها بعدما أغرته الحياة التي ستعيش فيها أبنته
سار بخطوات متثاقلة وأكتاف متدلية لأسفل ونظرة الخيبة والخذلان التي شيعتها بهما أبنته لا تفارفه وللمرة الثانية كان يختار هو القرار لها
أنت رايح فين يا حاج عبدالحميد
خرج صوت جنات بعدما أنتبهت على رحيله ولكنها لم تحصل على إجابه منه فقد اكمل خطواته راحلا
بناية راقية وشقة كان العنوان واضح منذ ترجلها من السيارة تحركت بخطوات بطيئة تنظر حولها بعدما أضاء إنارة الشقة وأغلق باب الشقة خلفهما أقترب منها بخطوات ثابتة والسعادة تحتل عينيه
أغمضت عينيها فما سيكون المنتظر من العروس إلا إن تلبي رغبات زوجها ضمھا إليه يهمس جوار أذنها
قدمتله عرض إيه خليته يا وافق!
تجمدت عيناه كحال ملامحه فارخي ذراعيه عنها فنفضت جسدها عنه بقوة واهية
سليم بيه لازم يقدم عروض عشان ينول اللي عايزه ولا أنت رأيك إيه يا باشا
فتون أنتي بتقولي إيه
خرج صوته بعدما رأي نظراتها نحوه وعاد يقترب منها يلقي عليها سحره الذي جعلها ذات يوم لا ترى أمام عينيها إلا هو
طبعا لازم تظهر الفارس المغوار وراجل بسيط زي أبويا قدرت تلعب عليه هعيشها أحلى عيشه هساعد أخوها الصغير إنه يوصل لحلمه وينضم لنادي الناشئين اللي عمره للأسف ماهيقدر يوصله هساعد باقي أخواتها في تعليمهم
ألجم حديثها لسانه فتراجع للخلف وعيناه مازالت عالقه بها هو يريد لها حياة كريمة ولأهلها ولكنه لا يريد مقابل لشئ لقد خانه القرار للمرة الثانية وها هو يخطئ أفكاره تجعله يسقط في حفرة يحفرها هو بيديه
التمعت عينيها بالحقد تنظر إليه بنظرة شاملة ماقتة
عرضت عليه يمسك المزرعه بتاعتك لعبت معاه في أكتر حلم نفسه يحققه الفلاح البسيط عايز إيه غير كده
إندفع صوبها يقبض فوق كتفيها فتلاقت عيناهم فهتف بعدما إستعاد ثباته قليلا
فتون والدك كان هياخدك من هنا كنتي هتبعدي عن أحلامك
إسترد أنفاسه المهدورة وأطرق عينيه يتابع حديثه لعلها تفهمه
مقبلش عرضي للجواز في الأول خاف لتكوني نزوة في حياتي مكنش قدامي حل غير كده كان لازم أستخدم الطريقه ديه لأنها الطريقة الوحيدة اللي هتقنع ابوكي يا فتون
هتف عبارته الأخيرة وكأنه يقصدها إنحدرت دمعة على كلا خديها سرعان ما ازالتهما
وأنت عرفت تلعبها معاه صح سليم بيه المحامي بيعرف كويس إزاي ياخد اللي عايزة بكل الطرق الممكنه
قطب ما بين حاجبيه يستمع لحديثها لا يصدق أن التي تقف أمامها الأن هي فتون الصغيرة
أنتي اتغيرتي أوي يا فتون
الزمن بيغير يا باشا
هتفت بها وتقدمت للأمام بخطوات ثابته تبحث عن غرفة تستشعر فيها راحتها وقد وجدت أخيرا الغرفة التي راقتها وقف مكانه مصډوما لا يستوعب ما حدث وبعدما كان يشعر بالزهو لنيله ما أراد إختفي زهوه وسعادته
تهاوي بجسده على أقرب مقعد يدفن رأسه بين كفيه
كنت فاكرها هتجري تترمي في حضنك للمرة التانية بتخسر يا سليم
يخطف تلك النظرات خلسة ك اللص يطالعها وهي تبتسم لصغيريه بعدما غفوا يستمع لصوتها ووصاياها لمربيتهم بأن تعتني بهم جيدا حتى تأتي إليهم صباحا ولكنها ستتأخر عن موعد مجيئها
غادرت الشقه فسمح لأنفاسه بأن تعود لطبيعتها فقد عادت الحبيبه لعالمه عادت لتسرق فؤاده وأنفاسه ثانية عادت لتؤكد له أنه لم يكرهها يوما وفي حضرتها يكون رجل ضعيف
أسرع نحو شرفة غرفته يصوب عيناه نحو سائقه وهو يفتح لها باب السيارة وينتظر دلوفها للحظات ترددت ولكن في النهاية أتأخذت مكانها فالطريق للحارة طويل
اغمضت عينيها واتكأت للخلف تسترخي قليلا بعد يوم مرهق ولكنه كان لذيذ مع الصغار الصغار الذين هم من دماءها صغار شقيقتها التي حاربتها يوما لتنال الرجل الذي أحبته وهي تركت لهم الساحة وانتصروا في النهاية وضاع الحب كما يضيع دوما في المعارك الصعبة
وقفت السيارة
متابعة القراءة