رواية مذاق العشق بقلم بقلم سهام صادق
المحتويات
التي تغيرت علي الفور
والقهوه من غير وش
تعالت شهقتها مصدومه مما صنعته
اعملك فطار تاني.. اه هعملك بسرعه
واسرعت متلهفة تخرج الأغراض من أماكنها وتشعل الموقد
استمتع في رؤيتها هكذا.. لقد عادت خادمته الصغيره لنشاطها
اقترب منها يغلق الموقد ويأخذ منها حبات البيض
خلاص يافتون.. بس بعد كده خدي بالك
انصرف من أمامها بعدما وضع حبات البيض جانبازفرت انفاسها براحه تفتح عيناها على وسعهما لا تصدق انه كان معها هنا في المطبخ لدقائق يحادثها ببساطه وكأنها ليست خادمه لديه
وفي النهايه كلاهما كان يحصل على متعته
...
القى هاتفه بعدما ضاق ذرعا من سماع تلك الرساله للمره التي لا يحصاها الهاتف مغلق
تاني ياملك.. تاني اعمل فيكي ايه
قبض فوق الهاتف بقوه حائرا بين الأمرين الي ان قرر يعود لجمع ثيابه في حقيبة سفره فلم يعد متبقي على رحلته إلا ثلاث
ساعات وباقية الفريق الطبي ينتظره
اغلق حقيبته متجها نحو غرفة شقيقته سيترك لها رسالته معها
طرق على باب غرفتها لتنصدم من تلك الحقيبه التي يحملها
انت مسافر يارسلان
دلف للغرفه بعدما انزاحت جانبا
مياده اسمعيني كويسانا احتمال اغيب شهر ويمكن اقل في أفغانستان معرفش مهمتي هتخلص امتى.. بس عايزك توصلي رساله لملك اني خلاص قررت زي ما وعدتها
يعني اعرف من الخدامه انك مسافر يارسلان
اشاح عيناه بعيدا عنها فبعد الحديث الذي دار بينهم ليله امس لم يعد يعرف أين هي والدته التى دوما كانت الأقرب شعورا به
السفر جيه فجأه
ضمته بحب تمسد ظهره فأنحني يضمها اليه
فكري تاني يامامافكري عشان سعادتي
التقط حقيبته التي وضعها أرضا وتعلقت عيناه بعيني شقيقته يؤكد عليها بنظراته بما أخبرها بهرحلا تحت عيني كاميليا الباكيه فأقتربت منها مياده ټحتضنها وتمازحها
ولكن كاميليا لم تكن تبكي إلا لخذلانها له..مسحت دموعها تعود لثباتها ترمق ابنتها بنظرات فاحصه
ايه الرساله اللي اخوكي عايزك توصليها لملك
تعالت الدهشة فوق ملامح ميادة.. فوالدتها قد التقطت حديثهم
رساله ايه ياماما
مياده
رساله عاديه ياماما انه هيسافر شهر وراجع
طيب يامياده.. الرساله اللي اخوكي بلغك بيها ياريت متوصلش لملك مفهوم لا إلا
صمتت قليلا تفكر في شئ يجعل ابنتها العنيده تتخذ جانبا من دور الوسيط بينهم
لا إلا مش هخلي بابا يوافق على سفرك لليابان.. وكفايه دراسه لحد كده.. اللي زيك
يااما مخطوبين او متجوزين
اتسعت عيناها صډمه لا تصدق ان والدتها تضع مستقبلها امام امر هكذا
أنتي كده هتمنعي حب رسلان لملك
اخرجي انتي من حلقه الوصل بينهم وكل حاجه هتمشي زي ما انا عايزه
انا مش فاهمه انتي ليه مش عايزه ملك زوجه لرسلانانتي طول عمرك بتحبيها.. ديه بنت اختك ايه فرقت عن مها
مياده الزمي حدودك في الكلام معايا.. ونفذي اللي قولتلك عليه وفكري في حلمك
احتدت عيناها تنظر لها ذهولا من قرارها
رسلان بيحب ملك.. وهيتجوزوا ياماما
رسلان مش هيتجوز ملك.. بلاش توجعي قلب اخوكيانا وباباكي مش موافقين على ملك
ليه.. نفسي اعرف ليه هتجنن
لان
والاجابه كانت على طرفي شفتي كاميليا
لان ايه ياماما
اغمضت كاميليا عيناها فقد جاء الوقت لتعرف ابنتها الحقيقه كما عرفها رسلان منذ زمن ورفضها
ملك مش بنت خالتك.. ملك بنت من الشارععايزه اخوكي يتجوز بنت منعرفش لها اصل من فصل والله اعلم هي جات ازاي
ارتسمت الصدمه فوق ملامح مياده التي تراجعت نحو فراشها تسقط فوقه بعدما خارت قواها
لو السر ده اتعرف انتي هتخسري ملك.. وخالتك لو عرفت بحب رسلان لملك تخيلي ممكن ايه يحصل فكري بالعقل يامياده
وقارني بين علاقه رسلان وملك تنتهي ولا تعرف الحقيقه اللي خبيناها عنها طول عمرها وتكتشف فجأه انها بنت من الشارع
بس ده ظلم
اقتربت منها كاميليا ټحتضنها بعدما شعرت بوقع الصدمه عليها
تخسر حبها ولا تخسر نفسها وحب ناهد ومها ليها .. شوفي أنهى وجعه اقل
واردفت وهي تنظر لملامح ابنتها التي مازالت تردد انها لا تصدق الأمر
انا عشان بحب ملك مردتش اخلي خالتك تشوف الصور.. ومش راضيه اوجعها بالحقيقه اللي ممكن تدمرها انا كل اللي عايزاه انها تبعد عن ابني وتشوف طريقها مع حد تاني.. بكره لما تبقى ام هتفهميني يامياده
وانسحبت تتركها في ضياعها تهتف لحالها
يعني ملك مش بنت خالتي.. ملك لو عرفت ده كله هتعمل ايه.. انا مصدومه
....
انتبهت اخيرا لانغلاق هاتفها.. فمنذ استيقاظها وهي تعاني مع مها للخروج من فراشها ولكن مها ظلت نائمه لا ترغب بشئ.. ضميرها كان يؤنبها من حينا لأخر ولكن كلما تذكرت حديثهم امس وفرصتها الاخيره في التمسك به وانه لن يكون لمها مهما حدث
مكالمات عده وجدتها منه.. لتسرع في غلق باب غرفتها والضغط على رقمه
الهاتف مغلق وكأن اليوم هو تبادل الأدوار
كادت ان تدق على هاتف مياده ولكن دلوف مها جمدها
ملك انا عايزه اخرج.. البسي وتعالى نتمشى شويه عايزه انسى بجد اللي حصل
وماكان عليها إلا الموافقه فشقيقتها تحتاجها وهي السبب في كل ما يحدث لها.. عاد ضميرها يؤنبها ثانية ولكنه كان في صراع مع حديثه الذي كلما تخيلت به المستقبل علمت بعدم قدرتها على تحمله
...
التهم الطعام متلذذا مذاقه ينظر للاطباق الشهيه حوله
الاكل طعمه يجنن.. انا مش عارف اكل ايه ولا ايه
ضحك سليم وهو يطالع صديقه
ده انا علي كده كل يوم هعزم نفسي عندك.. بس ده مش اكل مدام ألفت
وعاد يتذوق معلقة من الأرز مؤكدا لحاله والجالس أمامه
هو انت غيرت مدام ألفت
مدام ألفت استقالت..
امممممم ما تسلفني الخدامه الجديده
اقتربت بطبق الفاكهه الذي تأخرت في اعداده تضعه في منتصف المائدة فتعلقت عيني راشد بها ينظر لها بنظرات لم تخفي عن ذلك الجالس يترصد حركتها
شكرا يافتون.. روحي المطبخ لو احتاجت حاجه انا هاجي اخدها منك
انصرفت كما أمرها بعدما استشعرت غضبه في نبرته
خدامه صغيره.. لا وكمان مش عايزني اشوفها..ده انا حتى صاحبك
راشد
بس البنت جميله حاجه كده عايزه
وبتر كلماته عندما ضړب سليم فوق المائدة
مش هتبطل اللي انت فيه
ماله اللي انا فيه.. انا بوصف جمالها
راشد
اتسعت عيني راشد من ڠضب صديقه العجيب ينظر اليه
اوعي تقولي انك على علاقه بيها.. لا لا مصدقش انت طول عمرك سكتك دوغري جواز شرعي وفتره وكل واحد منكم من طريق.. غير انك ملكش ف الرمرمه زي حالاتي
احتقن وجه سليم وقد التقط راشد تلك النيران المتوهجه في عينيه
خلاص.. خلاص هكمل اكلي وانا ساكت
وعاد ينغمس في التهام الطعام ولسوء حظها خرجت إليهم مره اخرى بطبق الحلوى حتى تشرف سيدها أمام ضيفه
تجمدت ملامح سليم وهو يري صديقه كيف يدرس تفاصيلها بعينيه.. انه رجلا ويعرف كيف ينظر الرجال وخاصه راشد صديقه
نهض من فوق مقعده يتبعها وقد ازداد حنقه منها.. انتفضت مفزوعه على صوته وسقط الطبق منها
انا مش قولتلك متخرجيش من المطبخ
هتفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الطبق المكسور
انا
لو عجباكي نظراته قوليليهو اكتر من مرحب
انفرجت شفتيها لا تفهم
شئ من حديثه ولكنه كان حانق بشده.. لا يريدها ان تلوث في هذا العالم.. دقق النظر في الزر المقطوع من قميصها وقد ظهر ماخلفه متذكرا نظرات صديقه
وياتري ده اتقطع وانتي متعمداه ولا بالصدفه
سقطت عيناها نحو قميصها فأتسعت عيناها صډمه
انا.. انا
غادر المطبخ بعدما لم تجد ما تخبره به...وضعت كفها علي ذلك الجزء المثقوب تنظر نحو خطواته
وجد صديقه كما تركه جالس فوق مقعده يتناول من طبق الحلوى
لا الخدامه ديه هايله ياسليم.. انا مستعد ادفعلها مرتب ضعف ما بتدفع ليها..مش عايز اسمع ردك انتانا عايز اسمع ردها هي
قالها وكأنه واثق في جوابهاوقد لمعت عيناه بالمكر فمن سيكون اكثر منه خبرة في أمور النساء وخاصة الخادمات.
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل الثالث عشر حتى الفصل الثامن عشر
الفصل الثالث عشر
_ بقلم سهام صادق
والقاعدة التي كان يسير عليها راشد لم تكن خافية عنه..إنه يدرك تماما نواياه .. وهل يغفل الرجال عن طبائع كل منهم
شكلك ياسليم مستخسرها فيا .. ده أنا صاحبك حتى .
راشد .. أنا فاهمك كويس بلاش نلف وندور على بعضفتون مرات حسن السواق يعني من رجالتي وأنت عارف أقصد إيه ..
انتفخت أوداجه ڠضبا فراشد يذكره بوالده ويعيد إليه ذكريات ظن أنه قد نسيها مع الزمن ..
وبلاش تبقى زباله قوي .
رمقه راشد متمهلا إلى أن اڼفجر ضاحكا ينهض من مقعده
مش عارف ليه حاسس إن الخدامة دي مميزة.
طالعه سليم پغضب ناهضا هو الآخر يمد إليه يده مصافحا
نورت يا راشد .
ماشي ياسليم أطردني. . بس أوعي الخدامة توقعك لأحسن أنا عارفهم أسمع نصيحة صاحبك .
سار أمامه وضحكاته تعلو وكأنه لا يصدق أنه اليوم استطاع أن ينال شرف رؤية غضبه..
رمقه بنظرات قاتمة ولحظها العسر كانت تقف أمامه تسأله
هو صاحبك مشي يا بيه
شملها بنظرة جعلت جسدها يرتجف وقد أصابها الذعر. تجاهلها وكأنه لم يسمع شيئا متجها لغرفة مكتبه
طالعت الباب الذي أغلقه خلفه مندهشة من تجاهله لها وقد ظنت أنه سيمدحها على الطعام وسرعان ما تلاشت دهشتها تتذكر حديثه القاسې معها تنظر نحو قميصها .
الظاهر إن البيه لسه زعلان مني .. بس أنا مكنتش واخده بالي وأهو خفيت القطع .
لم تلمه على قسۏة كلماته التي لا تعرف لها سببا إنما لامت حالهارب عملها بطل والأبطال دائما فرسان والفرسان لا تخطئ
وبين رجل قاس ورجل لا يعاملها إلا شفقة كانت هي الضائعة .
زفرت أنفاسها وأتجهت نحو المائدة تجمع ما عليها ومازالت في شرودها .
. . . . . . . . . . . .
التخبط وحده ما كان يعيشه وهو يسير في حجرة مكتبه ذهابا وإيابا...المشهد عاد مقتحما عقله وصوت والدته يدوي في أذنيه وهي تسحبه نحو تلك الغرفة
تعالى شوف أبوك المحترم بيخوني .. أنا صافي هانم بنت الحسب والنسب أبوك بيخوني مع الخدامة .
طفل في الرابعة عشر يرى والده في أحضان الخادمة..المشهد يعاد أمامه بأدق تفاصيله ..لقد ظل لأيام يستوعب ما رآه .. الخادمة تركض أمامهم تداري جسدها بالغطاء ووالده يهرول لارتداء ملابسه .
وأمه تقف على أعتاب الحجرة تصرخ وتهدد وهو يقف ينظر نحو الفراش المبعثر .
فنون مفتونة بيك ويمكن كمان تكون حبتك .. فتون لازم تمشي من هنا يابيه .
والحقيقة التي تغافل عنها تعاطفا ذكره بها راشد اليوم . دماء الحقارة تسري داخل أوردته حتى لو أجاد رسم صورة الرجل العطوف.. هناك جينات داخله
متابعة القراءة