رواية مذاق العشق بقلم بقلم سهام صادق
المحتويات
وتغيره من أجلها واجل شقيقاتها
...
وقفت جنات ترمق ذلك الذي كان يسير أمامها والموظفين يرحبون به ويطالعونه بابتسامه محبه .. لقد نالت شرف رؤية سليم النجار ذلك الذي اخبرتها عنه فتون.. ذلك الذي لا تجد وصف يليق به إلا بالحقارة والدنائه.. شئ يدفعها بأن تصرخ عاليا وتكشف حقيقته
شكله ميدلش على اللي عمله في فتون..سبحان الله الهدوم بتداري وساخة الناس
زفرت أنفاسها تكمل خطاها للخارج تتمتم داخلها
لولا إن الفرصه مش بتيجي غير مره واحده كنت أتمنيت أني متقبلش في الوظيفه ديه
دلفت غرفة مكتبها ترفع عن عينيها نظارتها الطبية وتلقي بدفترها جانبا
وهوت بجسدها فوق المقعد تحدق بالفراغ الذي أمامها وتحاكي حالها
البنت ديه هتضيع جسار.. جسار بقى معمي شايف فيها مراته الله يرحمها
زفرت أنفاسها على دفعات متتاليه وهي تتذكر كيف عانقته الأخرى وقبلته دون أن تهتم بوجودها معه
انا وجيهان هنخرج نتغدا بره تيجي معانا
نهضت عن المقعد لتجلس على المقعد الاخر خلف مكتبها وتتناول ذلك الملف تفتحه
ورايا حاجات كتير عايزه أخلصها عشان إجتماع بكره
ابتسم وهو يرمقها واقترب منها يلتقط ذلك الملف
ساعه مش هتعمل حاجه يا ملك.. انتي مش ملاحظه إنك بقيتي قافله على نفسك
جسار مش يلا بقى
التف نحوها جسار
ثواني يا جيهان
طالعته جيهان بمقت وهي تنظر نحو التي لا تعرف سبب لتلك المكانه لديه رغم طلاقهم .. فكيف لها أن تحظى بذلك التقدير والشأن في شركته وحياته ستجاهد في التخلص منها تماما حينا تصبح زوجته وتصل لهدفها
دفع إليها الملف وضحك وهو يرى جيهان تجره نحو الخارج بتذمر طفولي أصبح يسلب فؤاده
اغمضت عينيها تزفر أنفاسها بضيق
خاېفه عليك يا جسارانا مصدقت بقيت إنسان طبيعي ونسيت وجعك وفوقت من الماضي
...
ركضت نحوها فتون بعدما تركت الطعام الذي تقوم بتفريزه من أجل السيدات العاملات بجانب الطعام الذي تعده في المنزل
ازالت جنات حذائها تنظر نحوها ثم تخطتها لتهوي بجسدها على الأريكة
يعني احتمال كبير اتقبل.. بس بصراحه مش عايزه اتقبل فيها
اتبعتها فتون تستغرب حديثها تجلس جوارها
ليه ده انتى تعبتي من التدوير على شغل من ساعه ما سبتي شركة السياحه اللي كنتي شغاله فيها
ادعي متقبلش وخلاص يا فتون.. لاني لو متقبلتش مش هقدر أرفض الشغلانه ديه
رمقتها فتون متعحبة لتقبض فوق كفيها
جنات في ايه من امتى بنخبي على
بعض حاجه
اشاحت عينيها بعيدا عنها تخبرها اخيرا بالسبب
الشركة طلعت تبع سليم النجارشوفته النهارده فيها واللي عرفته أنه بيديرها.. شكله كده بطل مهنه المحاماه ولا هو شكله شغال في كل حاجة
استطردت في حديثها دون أن تنظر نحو التي تسارعت أنفاسها وعاد ذلك الضجيج يعلو داخلها
لا يا بيه متعملش فيا كده.. ابوس ايدك
ذلك الصقيع الذي احتل جسدها للتو يذكرها ببروده تلك الليلة وهي تركض في الطريق المظلم
كان نفسي اهجم عليه وافضحه قدام الناس
انسحبت من جوارها.. فتعلقت عينين جنات بها تعاتب حالها
كان لازم يعني لساني يتسحب مني واقولها
جوابه أصم أذنيها.. وما هو الجديد فكل مره تخبره عن أبناءه يهتف بتلك العبارة
معنديش ولاد
سقطت دموعها وهي تنظر نحو الصغار وهم يركضون مع مربيتهم
دول زي الملايكه يا بني حرام عليك.. انت بتعاقب مين فينا بس
مدام كاميليايا هانم
هتاف خادمتها جعلها تفيق من ذكرياتها
هتخرجي يا هانم
ايوه يا صباح عندي جلسة في المجلسخدي بالك من الولاد مع المربية
اماءت لها الخادمه.. وانصرفت من أمامها فتعلقت عينين كاميليا بأحفادها
ربنا يسامحك يا ناهد ډمرتي حياة ابنى ويرحمك يا مها مش قادره اقول غير كده
...
طالع الصور التي بعثت إليه ينظر إليهم بتمعن والسخريه ترتسم فوق
________________________________________
شفتيه
هوجعك يا ملكهوجعك زي ما وجعتينيبكره اخليه يطردك وتلاقي نفسك من غير ولا شئ..هخليكي تركعي تحت رجلي
وسرعان ما كان يلقي هاتفه فوق الفراش بكل قوته ..اقترب من المرآة ينظر لحاله يرفع شفتيه متهكما لقد أصبح رجلا آخر رغم استمرار تفوقه في مجاله كطبيب إلا إنه أصبح قاسې عابث
عاد هاتفه يعلو بتلك النغمة المخصصة للرسائل فاسرع في إلتقاط هاتفه يتوقع صور أخرى ليجد صوره لصغيريه.. للحظه لمعت عيناه وهو ينظر إلى ملامحهم التي تشبه تماما ولكن سرعان ما مسح الصوره التي بعثتها له والدته لعلها تحرك غريزة الأبوة داخله.. اهتز هاتفه الذي أخذ يقبض عليه بقوه فلمعت عيناه وهو يفتح الخط يستمع لصوت المتصل
الخطه ماشيه صح.. جسار قريب هيكون ليا يا رسلان.. و ملك تقدر تعمل فيها كل اللي انت عايزه بعد ما اخليه يكرهها ويطردها من النعيم اللي معيشها فيه.
الفصل السابع والعشرون
_ بقلم سهام صادق
ذرفت ما يكفي من الدموع على حلقة اليوم من مسلسلها الكئيب كما تسميه ولكنها كل يوم في موعيده تنتظره.. حقا هي غريبة الأطوار.
ضحكت ساخرة من نفسها وسارت نحو الشرفة الواسعة فلعلا هواء البحر المنعش يعيد لها مزاجها.. اغمضت عينيها تستمتع بملمس الهواء على بشرتها تضم جسدها بذراعيها والزمن يأخذها لما مر من سنوات
ثلث سنوات وأشهر والمشهد لا ينسي
تحمل حقيبتها مغادرة بعدما رفضت ذلك القرار الذي اهانتها به السيدة فاطمة..السيدة فاطمة قبلت عملها حتى تجعلها زوجة مؤقته بعدما أوصلت لها الرساله أنها بلا عائلة ومأوي
تجمدت عينيها على تلك السيارة التي اوقفها سائقها أمامها
عمي عزالدين
الصدمة كانت مرتسمة فوق ملامحها وهي ترى عزالدين يهبط من سيارته.. الټفت خلفها لتتعلق عينيها بعينين السيدة فاطمة التي أماءت برأسها لعزالدين كأنها كانت تنتظره .. الصورة أخذت تتضح لها رويدا رويدا
وهي ترى إشارة السيدة فاطمة بعينيها نحوهم بأنهم يمكنهم الدلوف للمنزل والحديث بحديقته
ممكن يا بنتي نتكلم كلمتين
وتعلقت عينيه بحقيبتها التي تحملها قبل أن يسحب ذراعها برفق لتتقدم أمامه
سارت معه كالمغيبة.. نبضات قلبها أخذت تتسارع وهي تهوى بجسدها فوق احد مقاعد بحديقة المنزل
أنتي أكيد فاهمه سبب وجودي هنا يا ملك
لم يكن لديها سؤال أو جواب هي تنتظر سماع ما يريده وعن المنفى الذي سيخبرها به حتى لا يروا لها أثرا في عالمهم..
أنتي عارفه إن عبدالله الله يرحمه
انحدرت دموعها على خديها.. فاستطرد بحديثه
رسلان و مها اتجوزوا...
زفر أنفاسه وهو يتمهل في إستكمال حديثه.. يشفق عليها ولكن رحيلها من هنا وزواجها من أخر لا بد أن يحدث و إلا إبنه سيضيع كلما راءها حره.. لعلا ما سيحدث يريحه
وجودك في نفس البلد وظهورك ليهم هيدمر حياتهمرسلان بقى حلم مستحيل يا ملك
حلم مستحيل ! ...
انسابت دموعها على خديها تفتح عينيها تطالع ظلام الليل تهتف ساخره بعدما فاقت من ذكرياتها التي تعيدها لما تخطته ومضت
حلم مستحيل
اخذ رنين هاتفها يتعالا برقم ميادة ورغم كل شئ إلا أن صداقتها بميادة استمرت.. نعم ابتعدت عنهم كما نبذوها حتى عندما عادت من إيطاليا مع جسار منذ عام بعد ۏفاة السيدة فاطمة وصراعها مع المړض.. لم ترغب في العيش بالقاهره ومن حسن حظها أن جسار استقر بفرع شركته الأم بمدينة الاسكندرية
يعني لو مسألتش أنا متسأليش عني يا ملك
عادت للداخل بعدما اغلقت الشرفة خلفها تهتف معتذرة
ڠصب عني يا ميادة.. الشغل واخد
كل وقتي
يا سلام.. ما انا كمان بشتغل وبدرس وقاعده في الغربه ومش بنساكي يا ست ملك
لم تجد ملك ما تخبرها به.. فقد ازدادت قوقعتها على نفسها واصبحت اكثر انطوائية
رايدن قالي إنه بيحبني يا ملك
هتفت بها حالمة.. فابتسمت ملك وهي تستمع إلى الطريقه التي أجادها رايدن في التعبير عن حبه...البروفيسور العظيم المعقد الذي أرهق صديقتها الطموحه المشاغبه احبها ومن حسن الحظ إنه مسلم الديانة ولكن إختلاف العادات والبلدان كانت العائق ولكن رايدن اتخذ اول خطوه
انا فرحانه ليكي اوي يا ميادة
وبعدما كانت ميادة غارقة في أحلامها وحماسها زفرت أنفاسها خائفه
متوقعش إن عزالدين بيه وكاميليا هانم هيوفقوا ولا حتى رسلان
وعلى ذكر اسمه الذي لم تكن تقصدهخفق قلبها.. عضت ميادة على شفتيها بعدما أدركت ما تفوهت به
عزالدين و عبدالله عاملين ايه.. بقالك كتير مبعتيش ليا صورهم
ومشاعر الخالة كانت أكبر وأقوى من أي مرارة ډفنها الزمن
هبعتلك صورهم حالا.. بقوا شبه رسلان مخدوش اي حاجة من مها الله يرحمها
والمزيد من الكلمات كانت تفتح چروح ولكنها فور أن وقعت عينيها على الصغيرين اتسعت ابتسامتها
ذنبهم ايه يحرمهم رسلان من حنانه.. رسلان بقى صعب قوي وقاسې
واستطردت في حديثها بعدما زفرت أنفاسها
استحاله تكون قسۏة رسلان عليهم بسبب مۏت مها.. في حاجة حصلت غيرته اوي كده
اخذت تفضفض ميادة بما تشعر به واسترسلت في حديثها دون شعور ولكن ملك كانت غارقه في ابتسامة الصغار.. إنهم أبناء شقيقتها مهما حدث.. مها شقيقتها من والدها تلك الحقيقه التي لم ينكرها أحدا بعد أن تخلي عبدالله عن صمته قبل ۏفاته وصړخ بها
وبقلب محب لشقيقتها التي كانت تنساق خلف ناهد هانم كما أصبحت تنطق اسمها بعدما فاقت على الحقيقة التي تقبلتها هتفت بأعين دامعه
ربنا يرحمك يا مها..
....
طالعت وقفتها المرتكبة فتركت ما تفعله واقتربت منها تضم كفيها
اتقبلتي في الوظيفه مش كده
اماءت جنات برأسها وهي تشعر بالخجل منها.. فكيف لها أن تعمل ضمن موظفين ذلك الدنئ وهي تعلم حقيقته
جنات ده مستقبلك.. أنا بسمع إن شركاتهم حاجة واصله يعني فرصه متتعوضش.. وانتي شايفه حال البلد..
صدقيني يا فتون لولا فعلا قلة الفرص في البلد مكنتش قبلت اشتغل عنده
أطرقت عينيها تخبرها بمرارة بما أخفته رغما عنها
الجمعية اللي اتولت مشكلتي وساعدتني اكمل حلمي ومشواري ومتولية مشروع المطعم وهتدعمني خديجة النجار هي اللي مأسساها
رمقتها جنات مندهشة فالأول مرة تصرح لها فتون عن ذلك الأمر
إزاي يا فتون.. الجمعية مموله من رجال الأعمال ومدام سحر هي اللي بتديرها
وسرعان ما اتسعت عينين جنات تربط الأحداث ببعضها.. مقتطفات قد مرت زيارة السيدة سحر لها بعدما ټوفي والديها في إنهيار إحدى المباني السكنية منذ أشهر لم أحد يتحرك لدعمها ولكن كل الدعم أتى إليها بعدما وجدت فتون في ذلك الطريق الزراعي تسير حافية هاونة الجسد بهيئة كانت لا تفسر إلا شيئا واحدا
محاولة إغتصاب
يعني مساعدتهم ليا كانت إشارة من خديجة النجار
واردفت وقد فهمت سبب رفضها للتبليغ عن ذلك الحاډث وخاصة عائلتها وكيف أصر والد فتون على رفضه
إحنا ناس غلابة يا بنتي.. خلينا متدارين جانب الحيط
ليه محكتيش ليا يا فتونليه خبتي كل ده
اشاحت عينيها تمسح دموعها التي أخذت تنساب على خديها
أنتي كنتي محتاجه مساعدتهم زي يا جناتكنتي هتفضلي عايشه مع عمتك اللي جوزها مش طايقك ولا ابنها
متابعة القراءة