رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
منذ ساعات وجيزة فهي للحق لم تكن تود رؤيته اليوم بأكمله علي الأقل حتي تهدأ قليلا فقد كان ڠضبها لا يزال مشتعل بسبب تلك المقابله السخيفه التي لو تعلم مسبقا بأنها ستصب في بوتقته فلن تذهب إليها أبدا..
عدة طرقات على باب الغرفه كانت لها وقع مختلف على قلبه الذي لأول مرة منذ زمن طويل شعر بنبضاته تزداد في وجودها و إن كان يرجع هذا إلي أنها نوع مختلف من النساء يثير فضوله و يستفز غريزته الرجوليه بعنادها الضاري و صلابتها التي لا تلين فلأول مرة يكن خصمه بتلك الصلابه و كل هذه الفتنه التي جعلته يهرول خلفها صباحا عندما رآها تستقل سيارة أجرة عندما كان عائدا من الخارج و وجد نفسه يذهب خلفها دون أن يعطي لعقله الفرصه في معارضته و قد كانت دهشته كبيرة عندما وجدها تترجل أمام إحدي شركات عائلة والدته و التي يمتلك بها أسهم عديدة و قد إزداد زهوله عندما علم أنها جاءت لإجراء مقابله عمل !
سمح لها بالدخول فانفتح باب الغرفه و أطلت برأسها قبل أن تتوجه إليه بهدوء و وجه خال من أي تعبير لتتوقف أمامه قائله بنبرة جامدة
كانت نظراته قويه ثاقبه تود إختراقها لمعرفه ما تشعر به حاليا و لكنها أتقنت الجمود علي ملامحها مما جعله يقول بخشونه
أقعدي
أطاعته بهدوء أدهشه و لكن تعابيره لم تتغير و واصل الحديث قائلا بفظاظه
لما تنوي تعملي حاجه زي إلي عملتيها النهاردة دي تعرفيني !
أستمهلت نفسها قبل أن تقول بلهجه متزنه
سالم بخشونه
واجب عليكي تحترمي الناس إلي عايشه وسطهم !
أراحت جسدها علي المقعد أكثر و قالت بهدوء مستفز
و فين قلة الإحترام في الي عملته !
سالم بجفاء
لما تخرجي من بيتي و تروحي تدوري علي شغل في شركه أنا بملك أكتر من نصها يبقي إيه في رأيك !
أحب أعرف منك يبقي إيه
يبقي إستهتار و قلة عقل . تقدري تقوليلي و أنتي بتملي الأبلكيشن كنتي هتكتبي محل إقامتك فين !
هزت كلماته ثباتها و قد تجلي ذلك في إهتزاز حدقتيها لثوان قبل أن تقول بإندفاع مدافعه عن نفسها
مكنتش هكتب اسم مزرعتك طبعا لإني مش ناويه أقعد هنا !
أقدر أعرف كنتي ناويه علي إيه
قالها سالم پغضب خفي لتجيبه هي بسلاسه
و أختك إلي مفروض جايه عشان تخلي بالك منها
كنت يا هخدها معايا يا هاجي علي طول أشوفها و أطمن عليها
تصاعد الحنق بداخله من حديثها و لكنه أرتدي قناع السخريه المعهود لديه عندما قال
قد كدا المكان هنا وحش مش قادرة تتحمل تعيشي فيه !
قد ما مؤهلاتي متلقش إني أشتغل في شركه أنترناشيونال زي شركتكوا . قد ما المكان هنا وحش و مش حابه أعيش فيه !
كلماتها أشعلت بجوفه نيران التحدي الشهي مما جعله يتراجع مستندا بظهره علي المقعد قبل أن يجيبها بتسليه
تصدقي معادله مظبوطه ميه في الميه !
بمعني !
ضيق عيناه فيما أجابها بتخابث
يعني لو قيسنا مؤهلاتك بقد إيه المكان هنا وحش هنلاقيهم متساويين بالظبط !
أخترقت كلماته أعماقها بينما عقلها للحظه لم يستوعب المعني الخفي بها و تلبسها شبح الغباء لثوان و هي تفكر كيف أن مؤهلاتها ترادف قبح المكان حولهم فهو كالجنة إذن ..
أخيرا وصل إلي عقلها غزله الخفي أو لنقل إعترافه بمؤهلاتها مما جعل محصول التفاح الشهي ينبت فوق خديها و قد كان يراقب جميع إنفعالاتها بمتعه كبيرة كان يخفيها جيدا بين طيات قلبه الذي لم يمهلها الوقت للإجابه فقام بإخراج ورقه من أحد الإدراج و مد يده يناولها إياها فأخذتها و حل الفضول محل الخجل لتتفاجئ بتلك الورقه التي لم تكن سوي إستمارة عمل !
رفعت رأسها تطالعه بإستفهام فتحمحم قليلا قبل أن يجيب علي سؤالها الصامت بفظاظه
محتاج حد يمسكلي حسابات المزرعه و بما إنك محتاجه شغل فخلاص أشتغلي !
إغتاظت من حديثه الخالي من اللباقه فقالت بجفاء
ومين قالك إني هوافق !
و ليه ترفضي
و ليه أقبل
كررت سؤالها و كأنها تتحداه فقابل تحديها بهدوء إستفزها كثيرا
عشان مقدامكيش حل تاني!
أجابته بإستنكار
نعم !
بنفس ملامحه الهادئه و نبرته المتزنه أجابها
عايزة تشتغلي و مؤهلاتك متسمحش أنك تشتغلي في شركه كبيرة و