رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
أقولهم إنك حاولتي تسقطيني. و طبعا مش محتاجه أقولك أن الكل هيصدق إنك تعملي فيا كدا . عارفه ليه عشان بتكرهيني و يتغيري مني عشان حازم حبني و محبكيش !
تجمدت سما بمكانها جراء حديث جنة الذي أصاب صميم قلبها و لكن ما الذي يمكن أن ننتظره حين ندهس بكل قوتنا علي جراح الآخرين فالقلب الذي ېنزف ۏجعا إما أن يترك الۏجع ېقتله أو يحيا پقتل من أوجعه و هي أختارت أن تحيا حتي لو كلفها ذلك أن ټقتلها بنصل كلماتها الحادة و لكن أحدهم كان له رأيا آخر
حين سمع حديثها القاسې إلي إبنه عمته التي أمتقع لونها و كادت أن تفقد وعيها فلم يستطع الصمت أكثر فقڈف كلماته المحمله بإحتقار واضح نفذ إلي صدرها كالړصاص فتجمدت في مكانها و هي تشعر بخطواته الباردة تتقدم نحوهم و هو يقول لسما بأمر
أسبقيني عالبيت !
لم يكرر كلماته فقد كانت كمن ينتظرها حتي تجر أذيال خيباتها و هي تغادر منكثه الرأس و قد كان مظهرها يوحي بما تعانيه من ألم فشعرت جنة بالندم لثوان و لكنها نهرت نفسها بشدة فهي أيضا آلمتها و أهانتها و هي لن تسمح بذلك أبدا لذا ألتفتت تناظره بقوة واهيه و لم تستطع منع الكلمات من أن تخرج من فمها حين قالت بإندفاع
كانت نظراته غامضه و ملامحه قاسيه كنبرته حين قال
لا مش هقولك كدا ! أنتي حتي الكلمات دي عجزت أنها توصف حقارتك ! وصلت بيكي الوقاحه إنك توجعيها بالشكل دا ! أومال إنتي لو متجوزة زي باقي البنات المحترمين ولاد الناس كنتي عملتي إيه
أنا محترمه و بنت ناس و يمكن دا إلي وصلني للوضع إلي بقيت فيه دلوقتي ! و حقارتي دي هتشوفها فعلا لو مبعدتش عني عشان وقتها هروح أقول للحاجه أنك أنت السبب إني كنت هسقط قبل كدا و أنك عايزني أسقط و أبقي شوف هتقولها إيه
وصلت بيكي البجاحه إنك ټهدديني ! إنتي أزاي قادرة تكوني مؤذيه للدرجه دي ! ضميرك مبيأنبكيش خالص
ألتفتت قائله بقوة
زي مانتا قادر تكون ظالم و مفتري بالشكل دا !
ألتفت يناظرها بإستنكار قائلا
ظالم و مفتري ! بعد إلي قولتيه دا كله و أنا إلي ظالم و مفتري
أيوا ظالم و مفتري . من أول يوم شوفتني مبطلتش تهددني و تسمعني أوحش كلام من غير حتي ما تعرفني تهمتي إيه حتي دلوقتي لما سمعت كلامي معاها مسألتش نفسك للحظه أنا قولتلها الكلام دا ليه كأني من الباب للطاق وقفتها و قولتلها كدا !
كان ڠضبها يخفي الكثير من الألم و العڈاب الذي لم تفلح في إخفاؤه نبرتها و معالم وجهها و عيناها المتألمه و قد شعر بشئ يأن في أعماقه و كأنما سهام حزنها أخترقت جانبا ما بداخله و لكنه تجاهل كل هذا و قال بإستنكار
جنة باندفاع
دا بالظبط إلي حصل ! بس أنت كالعادة مبتسمعش غير الكلام إلي يديني أنا
كانت تشير بإصبعها أمام وجهه فأغضبه هذا كثيرا فأمتدت يدا تعتصر إصبعها بين أنامله القويه و قال صارخا
بطلي كڈب بقي إلي يشوف منظر سما و أنتي واقفه بتكلميها عمره ما يصدق كلامك دا . ماتحاوليش تقنعيني إنك ملاك برئ عشان عمري ما هصدقك !
فجأة أنطفأ وهج عيناها و تهدلت أكتافها و ناظرته بيأس تجلي في نبرتها حين قالت
بس أنا مش عايزة أقنعك بحاجه! أقولك .. أنا وحشه ! أنا وحشه أوي . أوحش بني آدمه ممكن تقابلها في حياتك . فأبعد عني أحسنلك و أدعي ربنا يقصر أيامي معاكوا و أمشي من هنا و مشوفكش تاني أبدا
أختتمت كلماتها بعبرات خائڼه لم تفلح محاولاتها بالسيطرة عليها و قامت بإنتزاع إصبعها من بين يديه و ألتفتت مغادرة المكان بخط مثقله بآلام و خيبات لم يعد قلبها قادر علي حملها و قد كان رأسها منحني لأول مرة بحياتها و هي تواصل طريقها إلي الملحق الخاص بهم لتتفاجئ بصوت الشړ الذي تحدث قائلا
لو تعرفي أتمنيت
متابعة القراءة