رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


الحياة ما بينا تبقى مستمرة على حالها في الجمود لحد اما ازهق انا واقول حقي برقبتي زي ما حصل فعلا.
قلب عينيه بسأم وافتر فاهه يهم بالتحدث ولكنها اوقفته بقولها
انت ليه محبنتيش يا عدي
فاجئته بالسؤال حتى لاح على ملامحه الاضطراب ولكنها واصلت في البوح بما يجيش بصدرها
شايفني وحشة ولا باردة طب لو وحشة او مش عجباك ليه اتجوزتني أو لو باردة مسألتش نفسك انا ليه كدة 

تلقف سؤالها الاخير وكأنه وجد الثغرة ليبادل سؤالها بسؤال
حلو أوي قوليلي بقى يا ست ميسون ليه انتي كدة
امتدت رأسها نحوه واضعة عينيها بخاصتيه تجيبه بقوة
عشان انت اللي وصلتني لكدة انا عارفة اني كنت الاختيار الأمثل لوالدتك وانت وافقت تنفيذا لرغبتها لكن انا وافقت بيك عشان كنت بحبك أيوة كنت بحبك.
على قدر اللحظات القليلة اللي قابلتك فيها وانت عازب في الحفلات اللي جمعت بين العيلتين دا ما منعش اني أحبك.
اجفل لهذا الإعتراف المباغت وللمرة الثانية تربكه بصراحتها الغريبة عن طبعها المتحفظ في العادة ظل على صمته وهي واصلت
مستغرب كلامي صح وأكيد بتسأل نفسك هي ليه عمرها ما قالت الكلام ده واحنا مع بعض انا برضوا هرد واقولك انك السبب....... عشان انت أناني عايز اللي قدامك بس هو اللي يعطي انا لو حسيت بربع الحب اللي في قلبي منك كنت رميت نفسي في حضنك من غير انتظار إنا كنت بمۏت على كلمة حلوة تقولها كنت بتقهر لما اشوف الحب في عيون مصطفى لمراته وانا نفسي الاقي منك اي اهتمام يا عدي.
خرجت الاخيرة بضعف لم تقوى على كتمانه وقد أسقطت كل حصونها أمامه فلم يعنيها أي شيء الان أما هو فقد ابتلع ليحاول الرد بلطف يبتغي من خلفه المساومة
انتي أكيد انسانة رائعة يا ميسون وانا لو كنت قصرت في حقك فدا بيحصل كتير ياما جوزات بتفشل الأيام دي ودي مش نهاية الدنيا اهم حاجة دلوقتي الأولاد لازم نراعي البعد النفسي للمرحلة دي من سنهم مينفعش يتقلعوا كدة من جدورهم مرة واحدة انا والدهم وعمري ما هبعدهم عنك لو عايزة اجيبهم كل شهر ويقضوا الأجازات معاكي بالشهور أكيد مش همانع. 
انا شايفة المقابلة لحد دلوقتي مفيش منها جدوى انت مصمم تاخد الولاد معاك وانا خلاص سيبت الأمر في إيد جدي واظنك عرفت قراره كويس.
نهض هو الاخر سائلا بانفعال
يعني إيه يا ميسون جدك اصدر فرمانه ومفيش منه رجوع.
مطت شفتيها وهي ترفع النظارة الشمسية لتضعها على عينيها مرددة بعدم اكتراث قبل أن تنسحب وتذهب
والله انا بلغتك اني سيبت الأمر في إيده يعني مفيش فايدة من الكلام معايا عن اذنك.
استيقظ من نومه شاعرا بحرارة الشمس التي اخترقت الغرفة من نافذة الشرفة التي كانت مفتوحة على مصراعيها حتى وصلت إلى فراشه زفر ساخطا وهو ينهض بجذعه بضيق ليتناول الهاتف كي يرى الساعة عليه زوى ما بين حاجبيه مستغربا حينما راها تعدت الثانية عشر ظهرا هو في الطبيعي يتأخر في الأستيقاظ لكن ليس إلى هذه الدرجة نهض عن سريره بخفة ليخرج مناديا على والدته
أما انتي فين يامة
وصله صوتها من المطبخ وهي تخرج إليه سريعا
أنا هنا يا نور عيني صباح الخير. 
جلس على كرسي مائدة السفرة التي استند بمرفقيه عليها يرد تحيتها بنزق
صباح الفل ياما كدة برضوا تخلي الشمس ټحرق في عيني
بلهجة متأسفة ردت تستجدي رضاءه
سامحني يا قلب امك دخلت لمېت الغسيل من البلكونة ونسيت اقفله تحب بقى احضرلك الفطار.
رفع رأسه المثقل ليقول بتهكم 
يعني مش بعادة يعني السيد الوالد يسبني أنام براحتي إيه ناوي يرضى عني النهاردة ويديني اجازة
جلست تقول بتنهيدة ساخطة
ما هو فعلا عاملها اجازة بس اجازة ع الجميع اصله بيجمع الرجالة وعايز يعمل عزوة للمحروسة النهاردة في خطوبتها.
انتبه ليرفع رأسه لها سائلا بتحفز
قصدك مين شهد
ايوة يا خويا هيكون من غيرها يعني 
تابعت غير ابهة بالتجهم الذي اعتلى ملامح ابنها والشرر الذي كان يقدح من عينيه
أصلها هتعمل الخطوبة في قاعة وعازمين لوءات وظباط زمايل اخوه وقرايبهم قال اتاري المنيلة وقعت واقفة واتلمت على ناس كبارات طبعا تخطيط ع العالي دي اختي نرجس بتحكي ع الهدايا اللي جابها البيه خطيبها ولا الهدوم اللي دفع فيها شيء وشويات وكله كوم والشبكة كوم تاني دي بعتتلي الصورة ع
الوتس يالهوي يا ابراهيم حاجة كدة الافرانكا مش بلدي زي اللي احنا جيبناها لأمنية فاكر يا ابراهيم احنا دفعنا في الشبكة كام........
خلاص يامة.
هتف بها مقاطعا بحدة وعدم تحمل ليصيح متابعا بأمر
قومي حضري الفطار بقى معدتي نشفت من الجوع.
يا حبيبي يا بني.
هتفت بها سميرة وهي تنهض عن مقعدها سريعا تردد وهي ذاهبة
حالا هتلاقي فطورك جاهز حقك عليا ما انت اللي اتأخرت في نومك.
انتظرها حتى اختفت بداخل مطبخها ليستل هاتفه من جيب بنطاله البيتي وضغط على الرقم المعروف فجاءه الرد سريعا كالعادة
الوو يا هيما صباح الخير يا قلبي 
هتف بخشونة يوبخها
صباح الزفت ما اتصلتيش بيا ليه تبلغيني بآخر الأخبار
اخبار ايه
قالتها بعدم فهم قابل قولها پغضب
انتي هتستعبطي يا روح امك انا بتكلم عن خطوبة المحروسة ما قولتيش ليه انها هتتعمل في قاعة
ردت بصوت مهتز
يا حبيبي ما انا معرفتش غير الصبح بعتلك كذا رسالة استئذنك عشان اخرج ولما مرديتش.....
صاح يقاطعها بصوت عالي
تخرجي ولا تزفتي انا بتكلم في إيه وانتي بتتكلمي في ايه
يا ابراهيم افهمني ما هو انا مضطرة دلوقتي ارجع فستاني وأجر واحد احلى بعد ما فاجأتني المحروسة بعملتها وكأنها قاصدة تبيني اقل منها .
بس يا زفتة.
صاح پعنف يوقف إسهابها ف انتفضت تغلق فمها في انتظاره.
التقط انفاسه ليفرغ طاقة غضبه في بث السمۏم كالعادة
اللي عايز اعرفه دلوقتي هي جابت منين اجرة القاعة هي البت دي هتفضل كدة تعمل عمايلها وانتوا زي الهبل ساكتين
لأ يا ابراهيم ما هي بتقول ان المهندس هو اللي متكفل باللية وعاملها قال مخصوص عشان قرايبه شوفت بقى الحظ متكفل بالخطوبة كلها ومش هامه العوايد اللي ماشين عليها بيحبها يا سيدي.
قالتها أمنية بمغزى وصله على الفور ليزيد من غليل حقده يضغط على شفته بأسنانه حتى كاد أن يدميها بأنفاس متسارعة الحمقاء تردف الكلمات بقصد إشعال غيرة المنافسة بداخله ولا تعلم بأنه محترق من الأساس لا يرى نتيجة ملموسة لكل ما يخطط له ولكنه لن يقف مكتوم الأيدي.
حين طال صمته وصله صوتها
سكت ليه يا ابراهيم
تمالك كي يسيطر على مراجل الڠضب بداخله ورد بلهجة جعلها هادئة بعض الشيء
مسكتش ولا حاجة انا بس كنت بفكر في كلامك روحي دوري على فستان عدل لخطوبة اختك وانا كمان هأجر بدلة كويسة احضر بيها.
صاحت مهللة من محلها
حبيبي يا ابراهيم يعني انا وانت هندخل وحاطين إيدينا في إيدين بعض.
اه امال ايه ونرقص رومانسي كمان.
في وقت آخر لو سمعتها لذهب ظنها للسخرية ولكن اللهفة بداخلها الان جعلتها تتلف قوله بالتصديق مرددة
يا لهوي عليا انا حاسة قلبي هيوقف ربنا ما يحرمني منك يا هيما القلب كله.
رد يجاريها حتى ينهي المحادثة
ماشي يا ستي اقفلي بقى عشان ما قلبش. 
يا نهار ابيض تقلب دا إيه دا انا ما صدقت سلام بقى وهقفل من عندي.
القى الهاتف على سطح المائدة وهو يتوعد بداخله
يعني برضوا المحروس هيمشي ويتم الخطوبة تمام...... أما نشوف ايه اخرتها بقى ولا مين اللي هيضحك في الاخر.
في المنطقة الساحلية
وفي ذاك المنزل الخالي من جميع السكان إلا منها وقد اصبح لها المأوى الامن منذ هروبها كانت بداخل المطبخ المفتوح حينما شعرت بدخول أحدهم وخرجت إلى البهو لتتبين أنها صديقتها مالكة المنزل التي تختفي بداخله من أعين الشرطة وحراس كارم وعقاپ زوجها.
صباح الخير عاملة ايه النهاردة
قالتها المرأة الأربعينية وهي تضع الأكياس الممتلئة على الأرض قبل أن تقترب منها وتقبلها سريعا على وجنتها كتحية قبل أن تسقط على اقرب المقاعد لاهثة تنهج من الحمل الذي كانت تحمله لحقتها لتجلس على الاريكة المجاورة لها تقول بحرج وأعينها مازلت منصبة على الأشياء الكثيرة التي احتلت الأرضية
كل دا أكل وطلبات يا سوزي هو انا لحقت اخلص اللي في التلاجة
قيمتها المرأة بنظرة سريعة من شعر رأسها المشعث في الأعلى ثم هذه البيجامة الصيفية بقماشها الخفيف بنصف كوم وبنطال قصير حتى ركبتها ثم هذا الخف الملتصق بقدميها فقالت بعدم رضا
إنتي مالك مبهدلة في نفسك كدة مش عادتك دي يا جيرمين
التوى ثغر الاخيرة لترد بتهكم ظاهر 
وهتزوق ولا اتعدل لمين يا حسرة للحيطان .
مش لأي حد لنفسك يا جيرمان.
قالتها المرأة لتصيح بها الأخرى محتجة
لنفسي كمان هو انا بقى عندي نفس اساسا سيبيني في حالي الله يخليكي.
قالتها الاخيرة واستلقت رأسها بتعب للخلف فعقبت الأخرى بمؤازرة كي تخفف عنها
معلش يا حبيبتي نعمل ايه بقى نصيبك كدة يعني نفضل نخطط ونظبط واجيبلك المادة التمام معايا من امريكا نفسها وع الاخير كل حاجة تبوظ بسبب عيل.
ضړبت بكفيها على فخذيها تردد بغيظ يقارب الولولة
عشان حظي الهباب بدل ما اخد حقي من بت الجزمة دي اللي كانت حاطة السکينة على رقبتي ينقلب الوضع وتبقى هي الضحېة في عيون جوزها والناس كلها واخسر انا كل الفلوس والعز اللي كنت عايشة فيه وعليهم جوزي والولاد اللي لبسوا ڤضيحة بسببي اه يا انا يا ڼاري.
وافقتها الأخرة مرددة خلفها
بصراحة عندك حق دا انا كل ما راجعها في دماغي مخي يشت بس اقول ايه خلينا بقى في اللي جاي وانا بظبطلك الورق المضړوب اللي اتفقنا عليه مع الواد اياه وهسفرك في اقرب وقت وابقى سوزي قالت .
ردت تطالعها بامتنان شديد
تعيشي يا حبيبتي وما نحرم منك ابدا مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه صاحبتي الغالية من أيام الفقر والمرمطة.
نهضت المراة تقول بعملية وهي تخلع عنها سترتها
ايام الفقر ايام الزفت خلينا في المهم الواد حامد الاهبل كل يوم مصدعني بسؤاله عنك ابن المچنونة مش مكفيه الفلوس اللي اخدها بيقولي عايز تعويض قال عن الوظيفة اللي خسرها والبوليس اللي بيدور عليه.
جاته مصېبة تاخده هو مش مكفيه اللي حصلي
هتفت بها جيرمين وهي تتبع صديقتها والتي دخلت المطبخ بالأشياء التي ابتاعتها لتضع بعضها في الثلاجة والباقي في درفة الخزين وتابعت بشرود وهي تتناول إحدى ثمار الفاكهة من التفاح
اه يا سوزي ياما كان نفسي ع الأقل حتى انشر صورها بالقميص العرياني دي كانت هتبقى ڤضيحة بجلاجل ع الأقل كانت هتبرد ڼاري.
تركت المذكورة ما بيدها
 

 

 

تم نسخ الرابط