رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
المحتويات
الأخرى
أيوة يا طنت طبعا أمين ابن حضرتك كنت عايزة اسأله سؤال بس.
بلهفة مكشوفة تحركت من امام الموقد لتخرج من المطبخ نحو غرفة الاخر مرددة
سؤال واحد قولي اتنين تلاتة زي ما تحبي دا انتي تسألي مجموعة اسئلة يا حبيبتي ولا يغلي عليكي الظابط ولا ام الظابط كمان.
ردت لينا ضاحكة بحرج من جهتها
سمعت منها مجيدة وهي تلج إلى الاخر والذي كان واقفا يصفف شعر رأسه أمام المراة بعد ان ارتدى ملابسه للذهاب إلى العمل ليفاجأ بوالدته وهي تهزهز كتفيها بما يشبه
الرقص الغريب بضجكات مكتومة تلوح له بالهاتف ليردد لها بعدم فهم
إيه في إيه
اقتربت تهمس له بصوت واضح
لينا مين
خرجت منه بصوت عالي جعل والدته تلكزه بالقبضة التي ما زالت ممسكة بملعقة التقليب والتي كان بها من اثر الطعام الذي لوث كم القميص المنشي مما جعل الاخر يصيح بها بنزق
يا ماما حسبي بقعتي القميص الله.
عضت مجيدة على شفتها السفلى تردف من تحت أسنانها لابنها ثقيل الفهم كما جاء برأسها في هذا الوقت
قالت الأخيرة وهي تحدجه بنظرة حانقة قبل أن تتركه وتذهب رفع الهاتف لمستوى اذنه مغمغما
هي مالها اتنفرزت اوي كدة ليه الوو....
جاءه الرد من الناحية الأخرى بلهجة متهكمة
الوو يا حضرة انا لينا اللي وصلتها امبارح بنت الست أنيسة يارب تفتكرني
أيوة أيوة يا شاطرة افتكرتك انا مش نساي أوي لدرجادي يعني
قالها ليفاجأ برد لم يتوقعه على الإطلاق
طبعا أكيد ما هو باين من سؤالك فاكرني أوي.....
المهم بقى أنا كنت بتصل عشان أسألك اصلي بدور على سلسلة كانت في رقبتي وانا راجعة من الشغل امبارح ودلوقتي بدور عليها في كل حتة مش لقياها...
قاطعها باستظراف يستفزها رغم علمه بما تقصده
اه بقى وانتي دلوقتي متصلة عشان اعملك محضر ولا اخلي الشرطة تبحث عنها.
ضحكة سخيفة اطلقتها بغيظ جعلته يضحك بصوت مكتوم بعدم مقدرة على التوقف فمشاكستها أصبحت من أحب الهوايات لديه ف استطردت بسأم
يا حضرة الظابط انا قصدي تشوف العربية لتكون سقطت مني وانا مش واخدة بالي اثناء توصيلك ليا.
امممم
زام بها بفمه ليكمل بلمحة من الجدية يتصنعها عن قصد
خلاص يا لينا فهمت قصدك على الرغم اني مش مقتنع بس حاضر هدور واشوف.
تنهيدة نزقة خرجت منها لتصله عبر الاثير أنفاس حاده قبل أن تنهي بما يشبه الإمتنان
ماشي يا حضرة الظابط ع العموم لو لقيتها يبقى شاكرين افضالك.
ردد خلفها بتشدق
لو لقيتها يا لينا هتصل واقولك !
لو لقيتها يا سيدي اتصل وبلغني سلام بقى
سلام .
انهى المكالمة ليضع كف يده داخل جيب بنطاله ثم يخرج هذا الشي الأنيق والذي وجده منذ الأمس بالصدفة بعد رجوعه للمنزل بعد زيارتهم على المقعد الذي كانت تحتله سلسال ذهبي يتدلى منه قلب مع عين زرقاء وكف فضي أيضا لمنع الحسد غمغم بمرح وهو يتأمله ويلفه حول سبابته
ودا هندور عليه ازاي بقى دا انا كدة لازم ادور بضمير عشان القاه.
خرج من الغرفة ليجد والدته وشقيقه على مائدة السفرة في انتظاره القى التحية على عجالة بدت كغمغمة وهو يسرع الخطا ليقترب ويجلس سريعا حتى سبقهم في تناول الطعام عقب حسن محتجا لوالدته
بقالك ساعة لطعاني استنى الحليوة عشان نجتمع وناكل مع بعضينا اديه خرج يحف من غير ما يستنانا ولا يقول بسم الله حتى.
والله العظيم سميت.
قالها أمين يلوك في الطعام الذي يمتلأ به فمه لتعلق مجيدة وهي ترمقه بابتسامة خبيثة
معلش يا حبيبي اصل ما بينش عليك ابدا انك نطقتها اللي يشوفك ما شاء الله عليك يعني يقول انك بتاكل لناس تانية معاك.
تقلصت تعابير وجهه يدعي الضيق ليلوك ببعض التمهل حتى يسلم من السنتهم ولكن مجيدة لم ترحمه
لينا بتتصل عايزة تسألك في إيه يا أمين
توقف فجأة عن المضغ وبدا وكأنه يفكر قبل يعود للطعام مرة أخرى يدعي إجابة بدون تركيز
عادي يا ماما بتسأل على حاجة كدة هبقى اقولك عليها بعدين.
ردت مجيدة بلهجة يملأها الإصرار
وبعدين ليه بقى ما تقول دلوقت.
حاصرته بقولها وهو لا يريد الرد لأنه لا يضمن فعلها ولكن وفي رحلة بحثه عن رد مناسب تدخل حسن قائلا
يعني سبب التأخير في الخروج م الأوضة عشان انت بتتكلم في التليفون مع لينا
استغل أمين ليبعد تركيز والدته عنه فصاح بمبالغة
وما اتكلم يا سيدي زي ما انا عايز اتكلم ما انت بتحب طول الليل في التليفون مع خطيبتك جات على العبد الغلبان يعني انا قايم وسايبهالكم دا انتوا بقيتوا غلسين اوي.
وصل الى الباب الخارجي ليلقي بعبارته الأخيرة قبل أن يغادر نهائيا ويتركهما
عالم غريبة والله.
ردد حسن باستهجان وهو يطالع اثر الباب الذي صفقه شقيقه
دا بيقول علينا احنا عالم غريبة يا ماما هو الواد ده ماله
تبسمت مجيدة بمكر تجيبه
معلش يا حبيبي هو فاكر انه كدة هرب من سؤالي ولكن حياتك عندي يا غالي لاعرف منه هو نفسه كل حاجة استنى عليا بس لما يرجع.
بأعين متوسعة على وجه شاحب كشحوب المۏتي بتخيلها لما كان سيحدث بها وما حيك حولها من خطة غريبة للإيقاع بها تسبقها شواهد هي وحدها من كانت تعاني منها ولا يشعر بها أحد.
انا كان هيتعمل فيا كدة ومن مين من حامد اللي بيشتغل عندي كمأن
صړخت بها بعدم استيعاب ليضيف على قولها كارم بحدة وبدون تصديق نحو محمد الذي كان يسرد على عجالة
ازاي يعني دا راجلي اللي شغال تحت إيدي بقالوا سنين يجي دلوقتي ويخوني بالطريقة الدنيئة دي وانت..... وانت اللي تقدر على بغل زيه وتنقذ اختك ايه الفيلم الهندي ده
تدخلت كاميليا بدفاعية عن شقيقها برد حازم وموجز
والله الأسئلة دي انت اللي تحاول تلاقي اجابتها من نفسك ولو تروح القسم اللي بلغنا فيه وتتأكد واهو وبالمرة تعرف لنا مين الست اللي كانت معاه أكيد ليها علاقة بيك يا كارم .
قولها الاخير اثار بقلبه الضغينة ليهدر بها والشرر يتطاير من عينيه
انتي تخرسي خالص ومدخليش نفسك في الموضوع ده احسنلك.
إحترم نفسك يا أخ انت انا مش هسمحلك تعلي صوتك على مراتي.
قيلت بقوة قاطعة من طارق الذي كان واقفا بتأهب لأي رد فعل منه ليزيد على حنق الاخر يحدجه ببغض قبل أن يرد له
وانا إيش ضمني ان الموضوع ده ما يبقاش لعبة منك ولا من مراتك بعد ما فشلت كل محاولات الصلح معانا أنا ومراتي.
بحالة من الذهول الغير عادي رددت كاميليا بعدم استيعاب
إنت مچنون يعني انت بعد كل اللي قولناه ده عقلك برضوا بيفكر بنظام المؤامرة وان كل اللي حصل دا لعبة مننا انت مصدق نفسك
أه مصدق نفسي.
قالها بتحدي يثير التعجب ليأتيه الرد المفاجئ من رباب نفسها
بس انا مصدقة يا كارم عشان كنت شاكة فيه بقالي فترة ونبهت عليك تغيره.
تقلصت تعابيره بارتباك ملحوظ لقولها المباغت له أمام اعدائه فخرج رده بدفاعية
انتي قولتي انك عايزة تغيري السواق والحارس عشان مش عاجبينك ما وضحتيش سبب منطقي عشان انفذ طلبك.
عشان مكانش
معايا دليل.
صړخت بها بأعين باكية وپقهر تتابع
دايما كانت بتجيني رسايل مريبة من معجب مجهول في الأول كنت بطنش لكن لما زادت عن حدها اشتكيت لمروان اخويا بس قالي متخديش في بالك لكن الرسايل دي زادت حدتها لما بقى المجهول يوصف اللي لابساها ويحدد الأماكن اللي بروحها بالتفصيل عشان يجنني كل ده كان بيخليني اشك في الاتنين حامد والسواق.
مع قولها الصاډم وهذه الحقيقية التي رمتها بوجهه وسط هذا الظرف وامام هولاء اربد وجهه بظلام دامس براكين الڠضب في عينيه تقدح شررا عروقه اصبحت بارزة يضغط على قبضته حتى ابيضت مفاصله فخرج سؤاله من قعر الچحيم يجاهد بكل قوته حتى لا يفتك بها أمامهم
ولما انتي بيحصل معاكي دا كله مقولتليش ليه
ردت بصيحة غير مبالية وقد سقطت الأقنعة ولم يعد لديها ادنى طاقة للمواربة
عشان كنت خاېفة منك لأن كنت متأكدة أن عمرك ما هتصدقني السنين اللي عيشتها معاك خلتني عرفتك كويس إنسان ظالم والنية السيئة بتسبق عندك في أي شيء كنت هتحط اللوم عليا ومش بيعيد تقتلني من غير بينة.
أنا كنت هعمل كدة
تفوه بها يعتبرها إهانة في حقه رغم زحام الأفكار التي كانت تدور كالرحا برأسه الان في هذه اللحظة وبموقف القوة التي لا يتخلى عنها تابع ينهي النقاش رافعا سبابته أمامها بټهديد
انا خارج دلوقتي حالا اتأكد من صحة الكلام ده وسواء كان طلع صح ولا غلط الحساب ما بينا وع الكلام اللي اتقال دلوقتي مش هيعدي بالساهل يا رباب.
تحرك بعضبه وقبل أن يصل لنصف المسافة استدار مؤكدا
وحطيها قاعدة في دماغك.
قالها متوجها لفتح باب الغرفة والذي تفاجأ باندفاعه للداخل فجأة ليلج منه جاسر الريان وخلفه مدير امنه الشخصي إمام تواجهت الأعين بحديث سريع ومقتضب قبل ان يبادر جاسر بإلقاء التحية
مساء الخير يا جماعة عامل ايه يا كارم
أخرج كتلة من الهواء ليبدوا متماسكا ومسيطرا كعادته
في الرد بلهجة تبدوا عادية
أنا تمام وفل الفل يا باشا بس مضطر اسفا إني أسيبك دلوقتي عشان عندي مشوار ضروري لازم اعمله عن أذنكم.
ترجلت صبا من حافلة العمل الخاصة بموظفي الفندق وكانت في طريقها نحو وجهتها تتبع رئيسها الذي كان بالصدفة يمر أمامها ولكنه لم ينتبه عليها خلفه همت لتناديه حتى يقف وينتظرها لترافقه إلى القسم ولكن رنين الهاتف منعها توقفت لتنظر من المتصل فتقلصت تعابير وجهها بالضيق وهي ترى الرقم المميز على شاشة الهاتف أمامها لتستجيب مضطرة للرد على صاحبه وقد تذكرت كلماته بالأمس عن وضع مودة
الوو السلام عليكم.
السلام عليكم يا صبا عاملة ايه بقى
سألها بنبرته الهادئة والتي دائما ما تثير عصبيتها تمالكت لترد بجديتها المعهودة
تمام والحمد لله يا فندم كنت عايزة أسألك بقى عن مودة.
كدة ع التليفون يا صبا.
قالها ليصدر صوت طقطقة بفمه قبل أن يتابع
أنا منتظرك تجيني عشان افهمك الوضع كويس.
اومأت برأسها ترد سريعا
تمام تمام يا فندم يعني انا دلوقتي لو جيت المكتب هدخل على طول .
لأ.
قالها لترد بعدم فهم
لأ ليه
ردد يؤكد لها
بقولك لأ يا صبا عشان انا مش موجود في الفندق النهاردة انا عندي اعمال تانية بتابعها لكن عشان خاطرك مخصوص اضطريت اوقف النهاردة ساعة وانتظرك في المطعم.
باستنكار احتلط بعدم
متابعة القراءة