رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


واحد عايزك
واحد مين مين اللي عايز صبا
خرج السؤال من شادي بحدة يسبق ردها ليصحح له الرجل
دا مندوب شركة للشحن بيقول ان صاحبة الاسم طلبته على هنا......
اه يا عبد الرحمن خليه يدخل هنا.
قالتها صبا ليخرج رجل الأمن على الفور ويدلف خلفه رجل الشحن والذي بدا من هيبته أنه شابا في بداية العشرينات من عمره

السلام عليكم. 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل. 
قالتها صبا وقد نهضت عن مقعدها لاستقباله ليتوقف الشاب فجأة مرددا بأعين توسعت بإعجاب واضح
انتي الانسة صبا
انتبه شادي ليقف هو الاخر تاركا ما يعمل به ليرد بالنيابة عنها
أيوة هي الانسة صبا انت بقى فين بطاقتك عشان نتأكد ان انت مندوب الشحن
أجفل الشاب من حدته ليخرج له البطاقة من محفظته على الفور بارتباك أمام صبا الذي استغربت هذه الهيئة منه وتدخله أيضا ولكنها انتظرت حتى تأكد ليعود إليها قائلا بعصبية
هو انتي كنتي طالبة ايه
باضطراب ردت وعينيها تتنقل منه والى الشاب بحرج
طلبت سلسة فضة.
وانا جيبتها اهو أكيد زوقها يجنن زيك. 
خرجت من الشاب المتحمس ببلاهة جعلت شادي يخرج عن شعوره ليحط بكفه الكبيرة على طرف قماش القميص الذي يرتديه الشاب يردد له بشراسة
هي إيه اللي زوقها يجنن زيها هو انت جاي توصل ولا جاي تشعر في صاحبة الطلب
پخوف شديد ردد الشاب
يا عم انا مش قصدي حاجة والله دي دعابة عادية. 
هي إيه اللي عادية
هو أكيد مش قصده حاجة وحشة.
صاحت بها صبا خشية على الشاب لينقل بغضبه إليها
وانتي إش عرفك قصده ولا مش قصده اقعدي مطرحك يا صبا.
بزعر تملكها جلست مزعنة حتى انتهى من الشاب الذي سلمها طلب الشحن بعد ذلك بالأدب دون التفوه بكلمة زائدة عن التعامل برسمية تحت مراقبة مشددة من شادي الذي لم يتمالك فضوله في السؤال فور ذهاب الفتي
ولما انتي عايزة تشتري سلسة ما روحتيش ليه مع رحمة أو والدتك ع المحلات في السوق عشان تنقي براحتك
للمرة الثانية يتدخل وهي تتقبل غير معترضة لتجيبه
انا مكنش عندي وقت دا حاجة جات كدة فجأة عيد ميلاد واحدة معرفة وعزمتني عليه النهاردة بصراحة اتكسفت احضر وإيدي فاضية. 
سألها باستفسار
مين صاحبة عيد الميلاد مودة
لأ مش مودة دي ميرنا.
قالتها لتتبدل ملامحه على الفور بعبوس جعله يشيح بوجهه في البداية قبل أن يعود إليها محتدا
هو انتي تعرفي ميرنا منين عشان تحضري عيد ميلادها انا مش عايز أتدخل بس انتي بتجيبلها هدايا ليه
كل ده ومش عايز تدخل
غمغمت بها داخلها قبل أن تجيبه بتروي
مش صاحبتي ولا حتى معرفة شخصية بس كلمتني مع مودة وأحرجتني عشان ما هي يعني واحدة وحدانية ومعندهاس حد يحتفل معاها في اليوم ده.
ميرنا وحدانية ازاي يعني معندهاش أصحاب ولا أهل
نفت بهز رأسها
لأ معندهاش أهل غير خالها أبوها وامها متوفين واتجوزت مرتين وفشلت لا خلفت ولا عندها اصحاب دا حسب كلامها دا غير انها بتقول إن الناس فاهماها غلط عشان ما هي منفتحة في اللبس حبتين ونفسها تلاقي حد يصاحبها بجد.
سألها بتجهم
وانتي صدقتيها مش يمكن تكون بتكدب
فكرت قليلا قبل أن تجيبه بصدق
مش عارفة بس بصراحة هي صعبت عليا لما بكت على حالها فلقيت نفسي بهاودها رغم اني رفضت اروح بيتها واتحججت پغضب ابويا لو غيبت لبعد المغرب بس هي سهلتها وجالت انها عزمانا في مطعم جريب من هنا.
صمت يطالعها بإعجاب متزايد لصراحتها في الرد لترتخي ملامحه في سؤاله لها بهدوء مع تركيزه في كل لفظ يخرج بلهجتها الجنوبية المحببة
ابوكي عارف بالمشوار
أومأت بهز رأسها ليتابع بأمر
طب اكتبيلي اسم المطعم بالكامل وعنوانه وابقى اتصلي بيا اوصلك لو حسيتي انك مش مرتاحة او لقيتي أي حاجة معجبتكيش.
سرحتي في إيه يا صبا ما تقولي رأيك.
استفاقت على صوت ميرنا التي هتفت بها لتتحمحم قائلة باضطراب
لا عادي يعني مش لدرجة السرحان بس هو يعني... انتي كنتي عايزة رأيي في إيه
قلبت عينيها ميرنا لتقول بسأم
يا ستي بقولك كلمي صاحبتك اللي عملاها حكاية وفاكراني زعلانة عشان مجبتليش هدية زيك انا بقولها مش مهم وهي بتقول انها لازم تردها لما تقبض.
سمعت منها لتنقل بعينيها نحو الأخرى قائلة برقة
لو هامك قوي اشتري بعد ما تقبضي بس انا من رأيي ان الموضوع مش مستاهل انا سديت عنك وعني والأكيد يعني هو أن الجيات أكتر من الريحات ماشي يا ست مودة.
باقتناع رددت خلفها الأخرى شاعرة برفع هم سوف يثقل ظهرها وينقص من مرتب أول قبض لها.
ماشي.
عقبت ميرنا ضاحكة
يا سلام كدة من مجرد كلمتين هو انتوا مين فيكم الصغيرة
ردت مودة بابتسامة
بصراحة انا فرق بيني وبين صبا أكتر من سنة تقريبا بس اعملها ايه بقى بتعرف تقنعني وعقلها اكبر مني بنت ابو ليلة بجد.
يا دي ابو ليلة وبنت ابو ليلة. 
عمغمت بها ميرنا داخلها بحنق قبل أن ترتفع أنظارها لتجفل الفتيات بشهقة تدعي المفاجأة بقولها
يا نهار أبيض عدي باشا وهنا معانا في المطعم
التفتت صبا بانتباه لتجد المذكور يقف أمامها بالقرب منهم لا تدري متى جاء وكيف وصل إليهم لتهلل ميرنا باستقباله وهو يجيبها بعجرفته المعتادة
اهلا يا ميرنا انتوا عاملين عزومة هنا ولا ايه
ردت مودة بلهفة وعدم تصديق
اصل النهاردة عيد ميلاد ميرنا واحنا بنحتفل معاها كدة ع الضيق. 
اومأ برأسه ليلتفت نحو صبا التي أذهلت بحضوره وقال يخاطبها
عاملة ايه يا صبا
اومأت برأسها وهي ما زالت بجلستها ولم تنهض كالأخريات
الحمد لله كويسة.
قالت ميرنا
شكلك كدة متعود ع المطعم يا باشا ما تجبر بخاطري وتدوق من التورتة بتاعتي.
نقل بأنظاره نحو ما تقصد ليفاجئ الفتيات بسحب كرسي يجلس عليه قائلا بموافقة
تمام يا ميرنا كل سنة وانتي طيبة.
وانت بألف صحة وسلامة يا باشا ربنا يجبر بخاطرك يارب.
كانت تهلل مدعية عدم التصديق متاجهلة صدمة صبا ومودة التي ظلت على وقفتها ببلاهة وقد نسيت الجلوس في حضرته ليخاطبها
اقعدي يا بنتي هتفضلي أنتي واقفة
هاا.
تفوهت بها بعدم تركيز قبل أن تجفلها صبا بقولها القوي
اقعدي يا مودة. 
سمعت منها لتجلس على الفور وتتابع ميرنا التي كانت تتحدث بحماس
ما تستغربوش يا بنات عدي باشا مفيش اطيب منه دا أفضاله عليا من ساسي لراسي انا صحيح يدوب موظفة عنده بس هو عمره ما ردني في طلب ربنا يبارك فيه.
بلاش الكلام ده يا ميرنا.
قالها يدعي التواضع لتتابع الأخرى في المدح بصفاته حتى هتفت مودة بمبالغة تعقب
دا على كدة احنا كنا واخدين فكرة غلط عنه صدق اللي قال صحيح باشا ابن باشا.
بابتسامة خفيفة لم تصل لعينيه استجاب لها وقد بدأ ينتابه شعور بالضيق لعدم اندماج صبا معهم وهي تتململ بجلستها وانظارها متجهة نحو مخرج المطعم ويدها على حقيبتها وكأنها تنتظر الفرصة للإستئذان إلى هنا ولم يستطع الإحتمال أكثر من ذلك توجه لميرنا بنظرة فهمتها للتصرف سريعا
يا لهوي ياما الطقم.
هتفت بها مودة وقد تفاجأت بالبقعة الكبيرة التي توسطت الجيبة التي ترتديها في الأسفل لتزيد بتوسع جراء سقوط العصير عليها من الكوب الذي كانت تمسك به ميرنا رفيقتها والتي شهقت تكمل دورها
يا نهار أبيض انا اسفة يا مودة دا انا كنت بمسكه عشان اشرب منه معرفش ايه اللي خلاه سقط من إيدي.
سقط من إيدك يبقى ينزل على فستانك انتي مش فستانها هي.
خرجت من صبا بحدة أجفلت الأخرى لدرجة جعلتها تتعلثم في الرد قبل أن تسعفها مودة بسذاجة أذهلتها
مكنش قصدها يا صبا هي مسكته وهي سرحانة اساسا أكيد يعني مخدتش بالها.
همت لتقرعها لهذا الرد المستفز ولكن عدي سبقها
خلاص يا بنات روحو على حمام المطعم وصلحوه. 
لا حمام ايه احنا ماشين اساسا. 
قالتها صبا بحزم وهي تنهض وتلملم اشيائها پعنف لتضعهم في حقيبتها اليدوية قبل أن توقفها ميرنا
لا طبعا مينفعش الكلام ده انتي عايزة الناس تضحك عليها ولا ايه تعالي يا ميرنا معايا ع الحمام وانا هتصرف واخليه ينشف بسرعة .
قالتها وهي تسحب الأخرى سريعا وتتحرك بها وتصعق صبا بقولها
استنينا هنا مع عدي باشا وخلي بالك من حاجتنا واحنا مش هنعوق عليكي. 
بأعين متوسعة تابعت عدوهن السريع ليختفين عن أنظارها في لمح البصر وهي متسمرة محلها بعدم استيعاب
هتفضلي واقفة كدة كتير مينفعش تجري وراهم واقعد انا ارعي حاجتهم هيبقى شكلي وحش اوي.
وانت ايه اللي مقعدك 
ودت ان تبصقها بوجهه ولكن تمالكت لتمسك بزمام أمرها ثم تعود لمقعدها مرة أخرى بجمود ملحوظ جعله يسألها
مضايقة ولا متوترة يا صبا
لا مضايقة ولا متوترة انا بس مستعجلة عشان واعدة ابويا متأخرش عليه والوقت قرب ع المغربية 
قالتها وهي ترفع طرف كمها لتشكف عن الساعة التي ترتديها وتلقي نظرة عليها ثم تنهدت بضيق تكتمه فقال عدي مع نظرة متمعنة بها وهذا ما كان يزيد عليها
قوليلي يا صبا انتي مستريحة في الشغل عندنا
نعم!
قالتها كسؤال ليرد بابتسامة
بسألك عن شغلك يمكن تفكي شوية لما تتكلمي انا عدي عزام يا صبا لو تاخدي بالك يعني مينفعش الموظفة عندي تنفخ وهي قاعدة قصادي في مطعم انا أملكه.
جحظت عينيها پصدمة ومقلتيها تحركت في الأجواء كرد فغل طبيعي ليستطرد بثقة
أيوة يا صبا يبقى ملكي وانا جاي هنا مخصوص بعد ما شوفتك مع البنات انا عايزك يا صبا.... أنا عايزك تشتغلي معايا.
الجيبة خلصت ولا لسة 
هتفت مودة من داخل الغرفة الصغيرة بالحمام النسائي الكبير لتجيبها الأخرى بنزق وقد كان تركيزها منصبا نحو الطاولة التي تركتها لعدي كي ينفرد بهذه المحظوظة وتنحشر هي على مدخل الطرقة الفاصلة تصطدم بالنساء التي تدخل وتخرج من الحمام لتعطل هذه الغبية حتى وهي ممسكة بالجيبة وقد أتت بها الفتاة العاملة وجففتها منذ لحظات.
ما تتصلي ع البت الساعية بقى يا ميرنا أنا زهقت دا غير اني بدأت اقلق لتكون البت دي عملت فيها حاجة أو حرقتها كمان عشان تبقى وقعة.
صدر مرة أخرى الصوت المتذمر لتتجعد ملامح وجهها بسخرية مغمغمة
تعمل فيها حاجة! دا على أساس أنها محسوبة لبس اساسا
مصمصمت
بامتعاض قبل أن تتدراك بتذكرها للهاتف الذي تناولته لترفعه أمامها وتبدأ التصوير!
اشتغل معاك فين
سألت بحدة تجاوز عنها من اجل الوصول لهدفه ليتابع بهدوء
بغض النظر عن عصبيتك في الرد بس انا هعديها عشانك انا طالبك تشتغلي عندي في الشركة دي الشركة الخاصة بيا بعيد عن المجموعة ولا شركاتي مع كارم ابن اللوا حمدي فخر هتبقي السكرتيرة لمكتبي هتاخدي مبلغ خيالي دا غير انك هتبقى واجهة للشركة بمنصب متحلمش بيه أي واحدة متخرجة جديد زيك .
برغم النيران التي اشتعلت برأسها ولكنها استطاعت التحكم في انفعالها لتسأله بفضول
اشمعنا انا
نعم!
بسألك يا فندم اشمعنا انا اللي اخترتني دونا عن كل الكفاءات الموجودة في الفندق وغير الفندق في املاكك واملاك الأسرة الكريمة رغم اني خريجة جديدة زي ما قولت
عشان مش عايز غيرك.
ود لو يقولها بصوت واضح لها أو يدخل في
 

 

 

تم نسخ الرابط