رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


اقرر إن كنت هسمح أو لأ انا رئيس العمل والمالك مش حمدي .
زاد احتقانها وزاد الڠضب المكتوم بداخلها منه ودت أن تقرعه برد يناسب عنجهيته ولكنها تمالكت لتنهي الأمر بدبلوماسية تعلمتها قريبا لتجيبه
تمام حضرتك في أي حاجة تاني
ردها المبهم وهذه الابتسامة الصفراء وكأنها تقصد التهوين من الأمر لإنهاء الحديث يزيد من غضبه ذكائها الحاد يقطع عليه حبل أفكاره وما قرره منذ الأمس لعقابها.

عايز حاجة تاني يا فندم
عادت بقولها له فلم يجد أمامه سوى أن يصرفها بهزة خفيفة من رأسه تلقفت الأمر الغير منطوق حتى تذهب من أمامه على الفور لتقع عينيها على من ولج للفندق بخطوته السريعة لتعدو نحوه كطفلة متلهفة تهتف بإسمه 
مستر شادي مستر شادي 
توقف هو الاخر لها بابتسامة يستقبلها ثم يتابعا طريقهما نحو الغرفة التي تجمعهما للعمل 
أمام انظار الاخر وهو يتابعهما مظلم الوجه مغمغما باحتقان
ماشي ماشي يا صبا!
بتخايل وثقة كانت تسير داخل غرفتها بعد أن أنعشت جسدها بحمام دافئ تغمرها رائحة العطور التي تختلط مع مياه حمومها برفاهية ليست متوفرة سوى للقليل وقفت أمام المرأة لتزيح عن رأسها المنشفة الصغيرة وتتغلغل بأناملها داخل الخصلات الفاحمة المبللة لقد قضت ليلة رائعة بالأمس بعد أن فاجئها كارم ليدعوها لسهرة خاصة بهما معا في أرقى المطاعم ليجعل جميع العمال والمسؤولين به تحت خدمتها بمعاملة ملوكية جعلتها تحلق معه بسعادة لتتذكر أنها فائزة به حتى رغم العيوب الكثيرة بشخصيته إلا أنه يحاول من أجل إرضاءها وهذا تكفي.
تنهدت براحة تغمرها ثم تحركت بخطواتها لتجلس
بروب الحمام الأبيض لتتناول هاتفها تزيد ابتهاجها برسائل المتابعين وتعليقاتهم عنها وعن جمالها وروعة ما تريديه. 
قلبت قليلا لتفاجأ بمجموعة رسائل من هذا الغريب الذي لا يكف بمحاولته للحديث معها همت ان تحظر رقمه بعد أن تصالحت مع كارم زوجها ولكن الفصول جعلها تفتح لترى ما كتب اولا قبل أن تفعل وكانت الصاعقة حينما تفاجأت بعدد من الصور التي تجمع زوجها بامرأة تبدوا من مظهرها أنها أجنبية يضمها من خصرها وهو يسير معها ثم يدلف بها داخل مبنى عرفته من أول وهلة فهو يضم شقة كارم السرية التي كان يجتمع بها مع عشيقاته سابقا واخرهم كانت جيرمين التي أجبرتها عن الأبتعاد عنه ترى من هذه ومتى كان لقاءه بها كانت اسئلة تدور بعقلها قبل أن يرسل لها هذا الغريب وكأنه قرأ أفكارها
لو عايزة تعرفي خانك معاها امتى ف انا احب اقولك ان الميعاد كان أول امبارح هو الراجل دا إيه أعمى ما بيشوفش عشان يخون واحدة زيك
دفعت الهاتف من يدها لتلقيه بإهمال على الفراش وعدم تحمل لقد فعل وخاڼها مرة أخرى برغم كل ما تفعله من أجله حتى بعد أن غيرت هيئتها وأصبحت حلم لمعظم الرجال إن لم يكن جميعهم هو فعلها فعلها ليهدر كرامتها ويطعن إعتزازها بنفسها ثم يأتي وبكل بجاحة ليراضيها بليلة كانت كالحلم بالنسبة لها بالأمس قبل أن يتحول كل ذلك لكابوس بعد أن عرفت ما خلفها.
حبيبة قلبي سرحانة في إيه
ريحتك تجنن بتوزني مسبكيش أبدا النهاردة لكن يا خسارة مضطر.
أجلت حلقها لتسأله
مضطر ليه عندك حاجة مهمة في الشغل
اعتدل ليرد وهو يتناول منشفة نظيفة من خزانة ملابسه
هو انتي نسيتي ولا أيه يا قلبي النهاردة الحفل الخمسيني لفندق عزام باشا الله يرحمه يعني لازم اكون مع عدي.
توقف ليلتف لها قائلا بتشديد
وانتي يا قمر عايزك تمسحي الكل النهاردة بجمالك انتي عارفة ان مصطفى اخوه مراته الممثلة استاذة في الإبهار دا غير انه هيجيب شلته اللي انتي عارفاها عايزك بقى تجننيهم.
قصد بقوله الاخير طارق وجاسر أصدقاء مصطفى وزوجاتهم زهرة وكاميليا شقيقتها وهو الأعلم بمدى حساسيتها في هذا الأمر بالطبع هزت برأسها إليه تقول بتحدي
أكيد انا محدش يغلبني في الشياكة ولا الأناقة.
أنا واثق من ده.
قالها ليختم بقبلة لها في الهواء قبل أن يتحرك نحو حمامه.
أما هي فقد تناولت على الفور هاتفها فور أن اختفى من أمامها لتبعث برسالة لشقيقها القريب منها والذي يعمل لدى كارم في شركته
مروان هبعلتك صور دلوقتي وعايزاك تقولي مين الست اللي مع كارم.
ارسل لها بعدم فهم
ست مين في حاجة يا رباب
بعث بهم قبل أن تصله الصور وتوقف قليلا قبل أن يرسل رده
دي مدام جاكي الشريكة الجديدة لشركتنا كانت هنا أول امبارح هي وشريكها التاني.
هو انتي مين بعتلك الصور
اغلقت المحادثة ولم تجيبه وقد تأكدت من ظنها وخېانة زوجها لها. اشتعلت رأسها لتمتم بحريق
تاني برضو تخوني أنا يا كارم
بتعملي إيه يا مودة
قالتها ميرنا من خلفها لتتوقف عما تفعله وتلتلف نحوها بتعب قائلة
يعني هكون بعمل إيه بس ست الريسة النهاردة هلكتني بالأوامر بتاعتها أنا مش عارفة إيه لزوم الهرجلة دي ما احنا كل يوم بنضف والفندق اخر حلاوة ليه بقى الإجراءات الزيادة دي يعني
تبسمت تجيبها الأخرى وهي تجلس على حافة الطاولة القريبة منها في القاعة التي كلفت مودة بتنظيفها
يا خايبة النهاردة يوم غير أي يوم النهاردة الحفل الكبير لذكرى تأسيس الفندق للسنة الخمسين الفندق كله مقلوب المسؤلين عايزينها ليلة تاريخية بالزوار ولا الممثلين والمغنين اللي هيحضروا ويولعوها .
بانتباه شديد سألتها مودة
يعني على كدة الأسماء اللي بسمعها من الصبح دي حقيقي هتحضر يا نهار ابيض دا مكنتش مصدقة وكنت فاكراه نخع من الموظفين .
لا يا ختي صدقي وصدقي اوي كمان ما هو انتي لو شوفتي شكل الزوار اللي بيهلوا في المناسبات دي تعرفي ان الممثلين والناس المشهورة ميجوش حاجة فيهم المهم بقى انتي ناوية تحضري حفل الجمهور لعمر دياب وباقي المطربين اللي معاه
ها .
ايه اللي ها بسألك يا بت لو هتحضري
مش عارفة بصراحة أصل يعني .
اصل إيه يا بنتي ما تفهميني. 
اطرقت مودة رأسها بحرج وهي تدعي التنظيف في بقعة من الأرض نظيفة من الأساس لتردف
دا سهر يا ميرنا وأكيد يعني الهدوم اللي باجي بيها الشغل متنفعش ما هم لو كانوا يستنوا يومين بس على ما اقبض كانت تبقى حلاوة. 
ضحكت ميرنا مرددة خلفها
يستنوا إيه يا عبيطة انتي عايزاهم يأجلو حفل عيد تأسيس الفندق للسنة الخمسين عشان القبض بتاعك دا انتي غلبانة أوي.
أكملت ميرنا بضحكاتها والأخرى تأثرت لتتمتم بصوت مسموع
ما انا فعلا غلبانة غلبانة أوي كمان .
رمقتها ميرنا بامتعاض تغلبت عليه بعد قليل لتخاطبها بسأم تحاول إخفاءه فهذه الفتاة تثير ڠضبها في معظم الأوقات بهذا الضعف المبالغ فيه رغم أنه في مصلحتها هي كي تتمكن من استغلال هذه النقطة جيدا بها ولكنها ورغم ذلك تغيظها فهي تذكرها ببدايتها قبل أن يدهسها قطار الواقع المر ثم تفيق لنفسها وتعرف كيف تستغل إمكانياتها جيدا من أجل مصلحتها وفقط
بقولك ايه يا مودة حاولي تخففي من قولة انا غلبانة وحظي قليل والكلام ده ياختي مش كل الناس عندها مرارة. 
قصدك ايه
سألتها مودة بعدم فهم فهتفت الأخرى تجيبها وهي تنهض واقفة عن طرف الطاولة التي كانت تجلس عليه 
قصدي ان اجيبلك من الاخر يا ست مودة لو عايزة تسهري يا حبيبة قلبي انا ممكن اساعدك واتصرف في فستان لكن لو مش عايزة...
قاطعتها مودة بلهفة مرددة
عايزة والله عايزة .
بتنهيدة وابتسامة خفية ردت تجيبها قبل أن تلتف لتتركها
خلاص اعملي حسابك ع السهر وسيبي الباقي عليا .
قالتها وتحركت قليلا ثم استدرات سريعا متابعة
وشوفي كمان لو صاحبتك هتنضم معاكي انا برضو سدادة معاها حتى لو هي كارهاني من غير سبب.
قصدك على صبا 
سألتها فردت تجيبها ميرنا بطيبة مصطنعة
يعني هيكون مين غيرها يعني عشان تعرفي بس بمعزتك عندي انا مستعدة اساعدها واساعدك واجيبلكم فساتين تليق عليكم حكم انا اعرف واحد صاحب أتيله مشهور هنا بيأجر فساتين اقدر بقى اتصل بيا واخليه يبعت لنا هنا كذا فستان واحنا ننقي منهم زي شغل الهوانم بالظبط.
هوانم!
صاحت بها مودة لتتابع بلهفة 
انتي بتتكلمي بجد طب ومين بس اللي هيدفع تمنهم ما انتي عارفة البير وغطاه يا ميرنا
تخصرت الأخرى لتقول بزهو
ما تفهمي يا بت بقى وبطلي عبط بقولك الراجل معرفة يعني مش هخليكي تدفعي مليم دا مراته تبقى صاحبتي يعني هي اللي هتجيبهم بنفسها كمان .
كمان !
أيوة يا ختي أمال ايه أنا مش قليلة في البلد دي يا عنيا
وزيادة في الجدعنة كمان مستعدة اميكجكم انتو الاتنين واظبطكم على حق .
بغبطة تغمرها رددت مودة 
يا لهوي ياما دا انتي كدة حلتيها من كله .
تبسمت الأخرى لتقول بانتشاء قبل تلتف وتغادر
يالا بقى عدي الجمايل. 
تسمرت مودة تتابعها حتى اختفت لمدة من الوقت استغرقتها لتستوعب ثم هللت بفرح غامر.
ايوه بقى .
على مكتبها كانت منهمكة بالعمل على أحد الملفات نظرا لانشغال رئيسها في الترتيبات النهائية للحفل الكبير في هذا اليوم الاستثنائي ودت لو تخرج لتشاهد ما يحدث ولكنها لا تجد الفرصة لتراكم المطلوب منها تأديته
شوفتي اللي حضر من شوية يا صبا.
هتف بها شادي وهو يقتحم الغرفة بخطواته السريعة كالعادة رفعت رأسها عما تفعل لتسأله
مين اللي حضر
بابتسامة صافية شاكسها بفعل تفاجأت به وكأنه يغيظها
عمر دياب وانا سملت عليه بنفسي .
شهقت بصوت كتمته على الفور حتى جعلته ينطلق بضحكة رجولية مجلجلة لأول مرة تسمعها منه لدرجة أعجبتها في البداية قبل أن تستدرك لتخاطبه بلوم
طب ليه مندهتنيش مش انا المساعدة بتاعتك برضوا مفتكرتنيش ليه ساعتها
أكمل ضحكاته بصوت مكتوم وهو يراقب عبوس وجهها وڠضب حقيقي ارتسم على ملامحها لتطرق رأسها مغمغمة بإحباط
ما هو انا لو كنت بتابع الشغل برا المكتب مكنتش راحت عليا الفرصة دي انا كدة عارفة حظي.
أشفق يخاطبها
لدرجادي زعلتي يا صبا
رفعت عينيها تجيبه بتماسك واهي
مش حكاية زعلانة يعني بس انا بصراحة حاسها فرصة حلوة أوي اني اقابل المطرب المفضل عندي أنا مبروحش حفلات ولا بخرج عشان والدي وتحكماته. 
طب واللي يخليكي تسلمي عليه بإيدك وتحضري كمان حفلته. 
قالها شادي لتهتف به
بجد يعني انت ممكن تعملها صح 
بابتسامة رائقة وكأنه شخص اخر غير جارها الذي تعرفه
اه يا صبا ممكن اعملها هخليكي تسلمي واعرفه بيكي وقت الحفل الخاص في الفندق ولو عايز اكلم والدك واخليكي تحضري حفل الجمهور برضوا ممكن اتصرف واعملها. 
مش معقول!
هتفت بها وهي تقف عن مكتبها لتتابع بلهفة
أصل ابويا ممكن يرفض اني اتأخر برا لوحدي حكم انا عارفاه .
تبسم لها يقول بلطف
ومين قال إن هتبقي لوحدك أنا ممكن اتصل على رحمة تظبط الدنيا هناك معاه .
هتفت بفرح
رحمة! 
تبسم يردد خلفها بمرح وهو يتناول أحد الملفات 
أه يا ستي رحمة أنا هروح دلوقتي اشوف اللي ورايا وانتي كملي اللي معاكي وان شاء الله متيسرة
 

 

 

تم نسخ الرابط