رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


عليا اللقمة في الأكل وانتي ما شاء الله في شقة طويلة عريضة دا حتى في الشكل انتي جمال وحلاوة وجسم ولا المليكان وانا جس مي واقع وقصيرة......
هتفت ميرنا تقاطعها بانفعال تدعيه
بطل عبط يا بت وخلي عندك شوية ثقة في نفسك اتعلمي يا ختي من المنيلة اللي بتمشي معاها.
صبا!
ايوة صبا شوفي يا ختي التناكة والعنجهية اللي هي فيها.

التوى ثغر مودة باستياء تردف للأخرى
وغلاوة النبي عندك يا شيخة بلاش تريقة وانا اجي حتى ربعها عشان اقلدها
انتفضت ميرنا لتنهض وتنهضها معها لتقول بتحفز
بقولك ايه يا بت انتي انا النبرة دي محبهاش قومي دلوقتي معايا هأكلك أكلة معتبرة وبعدها هوضبك واخليكي واحدة تانية عشان تعرفي ان السر في الاهتمام مش في الهبل اللي انتي بتقوليه ده.
بلهفة وعدم تصديق قالت مودة
انتي بتتكلمي جد يا ميرنا. 
ردت تجيبها بثقة
وجد الجد يا روحي دا أنا ميرنا يا بت والأجر على الله.
في اليوم التالي صباحا
خرجت صبا من المصعد في طريقها لمغادرة المبنى بعد أن اطمأنت صباحا على والدة شادي ونيته في الذهاب للعمل لتأخذ قرارها في الفعل مثله كانت تعدو بخطوات مسرعة حتى تلحق بأتوببس الفندق حتى أنها لم تنتبه له وقد كان يتابعها من الجهة الأخرى جهة الدرج الذي هبط منه خمس أدوار حتى لا ينضم معها في هذه المساحة الصغيرة غير عابئا بتعب أقدامه يكفيه تعبه الداخلي والصرعات التي تدور بعقله منذ قولها مساء أمس وفعلها اليوم لقد كانت على استعداد للتغيب عن دوام عملها من أجله! أيعقل أن تكون تعلقت به أم هو التعود أم هو إفتقاد للأمان في غيابه أم أنه! يا إلهي يشعر برأسه على وشك الانفجار من كثرة التخمينات والتكهونات تنهد بثقل شديد فقلبه لا يحتمل املا كاذبا يعد نفسه به هي كالنجمة رغم قربها منه وهو المثقل بهموم ومسؤولية كبيرة وجد نفسه مزروعا به ولا يستطيع التنصل منها هذا بالإضافة إلى العديد من الفروق الهائلة بينهم.
سحب شهيق طويل ليعود لواقعه متمتما بالإستغفار قبل أن يخرج من المبنى حتى يلحق بها ولكن بسيارته المتواضعة يتمنى لو يأتي اليوم لتشاركه بها.
استيقظت شهد من نومها على اثر الحركة التي كانت تشعر بها حولها فتحت عينيها للضوء لتلتقي بفيروزتي صديقتها المشاكسة دوما والتي اصرت وفعلت بأن باتت ليلتها معها رغم اعتراض التمريض ومسؤلي المشفى.
صباح الخير يا بيضة انتي صحيتي
قالتها لينا وهي تجفف بالمنديل الورقي على وجهها الذي بللته بالماء منذ قليل اعتدلت الأخرى بجذعها على الفراش الطبي تجيبها بابتسامة
يا صباح القلش والأستظراف العروسة باين نومة الكنبة عجبتها فقايمة مصحصحة بدري بنشاط. 
ضيقت عينيها لينا تطالعها بغيظ اثار ابتسامة شقية على ثغر شهد لتهتف بها 
بذمتك مين فينا اللي بيقلش دلوقتي ولا مين فينا اللي قايم رايق من الأساس
تمطعت شهد لتفرد بذراعيها وتثنيهم مصدرة أصوات بدلع وهي تقول
يا ستي بقى مرة من نفسي ابقى رايقة واهو عشان تتأكدوا اني كويسة واستحق الخروج من امبارح.
تغيرت ملامح لينا لتأخذ وضع الجدية وهي تقترب لتجلس على طرف فراش الأخرى تقول
لا انتي مش كويسة يا شهد وبلاش تكابري....
همت لترد الأخيرة ولكن لينا أوقفتها متابعة
بقوولك بلاش تكابري..... انتي بتضغطي على نفسك كتير وانا بفوت لكن في دي مينفعش انتي عارفة وانا عارفة كويس قوي انك تعبانة ولازملك بريك عشان تفصلي شوية مفيش حد كبير ع التعب .
ردت شهد تدعي التفكه
الله يا ست لينا دا انتي بقيتي محللة نفسية جامدة بقى ايه يا عسل دي مكنتش وقعة دي اللي وقعتها امبارح وخلت الكل يقلق عليا.
لم تستجيب لها لينا وقالت بإصرار
متحاوليش تهربي بالهزار ولا تاخذيني في دوكة زي عوايدك انا مش غبية عشان مكونش فهماكي اللي انتي بتعمليه ده اسمه اڼتحار.
اڼتحار! 
أيوة اڼتحار انتي لازم تشوفي نفسك وتفكري فيها محدش هينفعك لو وقعتي.
عبارتها الأخيرة أصابت شهد في الصميم لترد بشبه ابتسامة ليس لها معنى قائلة
اللي يشوف العقل والرزانة دلوقتي ميشوفش الجنان بتاع امبارح وانتي ماسكة في خناق الظابط. 
ظابط!
هتفت بها لينا باستنكار لتتابع
دا لا يشبه ولا حتى يليق عليه بأسلوبه البيئة المستفز ده.
ردت شهد ساخرة
بيئة ومستفز كمان! واسم الله عليكي انتي بقى اللي راقية ومن جاردن سيتي يا بت دا انتي ډخلتي في الراجل امبارح زي القطر ولولا الست والدته واخوه موجودين لكنتي لمېتي علينا المستشفى بزعيقك. 
استشاطت لينا ڠضبا لتهدر بها
طب والنعمة يا شهد لو ما لمېتي لسانك الطويل ده لكون مطلعة عليكي القديم والجديد ولا يهمني تعبك ولا مستشفى وزفت.
قالت شهد لتزيد من استفزازها
بجد! طب ما توريني كدة.
بغيظ وتوعد نهضت لينا تقفز لتحط بكفتيها الباردتين تدعي خن قها مع علمها الأكيد أن اللمس في هذه المنطقة عند شهد يصلها كدغدغة لا تحتملها لتنطلق ضحكات شهد بصوت عالي ونبرة طفولية بعيدة عن شخصيتها الجادة وهي تتوسلها
خلاص يا مچنونة شيلي إيدك اللي عاملة زي التلج دي مش قادرة اتحمل.
بعند طفولي ردت لينا بابتسامة تكتمها
لا مش هشيل عشان تحرمي تتحديني مرة تانية يا اللي عاملة فيها سبع رجالة انتي.
اصوات الضحكات والمرح بصخب منهن كان يصل لخارج الغرفة حتى تفاجأ به حسن الذي طرق بخفة وهو يدفع الباب ليلج داخل الغرفة ليصله هذه النبرة الغريبة لشهد في الضحك نبرة صافية خالية من الهموم نبرة شقية بأنوثة ناعمة لفتاة تدعي الرجولة والتجهم يعتلي وجهها دائما
صباح الخير هو انتو
بتتخانقوا ولا بتهزروا
قالها قاطبا بتوجس
على الفور نزعت لينا كفيها بحرج لتعطي الفرصة لشهد تلتقط أنفاسها وتحاول التوازن أمام حسن الذي كان يراقب احمرار وجهها بابتسامات تلملمها بأثر الضحكات السابقة فقالت
لا بشمهندس مفيش خناق ولا حاجة ربنا ما يجيب خناق.
اضافت لينا على قولها
دي حاجة بسيطة يا بشمهندس عشان بس الهانم تحرم تطول لسانها تاني. 
رمقتها شهد مضيفة عينيها بتوعد ورد حسن يقارعها
واضح كدة ان طبعك الحامي دا يا انسة لينا مع الكل حتى مع اقرب الناس ليكي مش بس مع أمين اخويا.
عبست ترفع طرف شفتها بغيظ وتولت شهد تغير دفة الحديث تجنبا لبدء مشاجرة أخرى قد تفتعلها صديقتها المچنونة
ما قولتليش يا بشمهندس اخبار عبيد إيه
بابتسامة صافية اجاب يطمئها
الحمد لله يا ستي ربنا كتبله عمر جديد ودلوقتي فاق من الغيبوبة وبقى حاسس بالدنيا. 
بجد
هتفت بها وهي تعتدل بجذعها لتتابع باهتمام
يعني كدة هيعيش ومش ھيموت
تعقد حاجبيه يجيبها بدهشة لسؤالها المباشر
لا إن شاء الله ما يموتش ربنا يحفظه لامه واخواته البنات انا كنت معاهم من شوية دول كمان مش مصدقين لحد دلوقتي رغم انهم شافينه بعيونهم .
تمتمت بالحمد وتدخلت لينا تقول
اكيد عشان الصدمة صعبة عليهم دا غير انه محتاج وقت على ما يقدر يتفاعل معاهم ضړبة المخ دي حاجة صعبة اوي وبتحتاج وقت على ما البني ادم يرجع لطبيعته.
أومأ حسن يوافقها
فعلا عندك حق انا عرفت من الدكتور انه هيفضل تحت الملاحظة عشان يعرفوا كمان درجة الوعي عنده. 
انا عايزة اروح اشوفه. 
قالتها شهد وهي تنزل بقدميها على الأرض قبل أن يوقفها حسن على الفور بقوله
أوعي تتحركي من مكانك يا شهد الدكتور بتاعك منبه عليا جامد انك متروحيش هناك ولا تشوفيه أي شيء يأثر على أعصابك. 
هتفت به منفعله
معني كدة ان حالته لسة خطېرة أمال بتطمني ليه بقى ومش عايزني اروحله
هتف هو الاخر بدوره حازما
انا مقولتلكيش انه رجع ووقف على رجليه احنا اطمنا بس انه رجع للأحياء ومتفقين ان حالته صعبة وهتحتاج وقت ورعاية الدكاترة مش سايبنه وأهله أنا شرحتلهم عن حالتك يعني مفيش داعي لزيارتك الكريمة. 
ازاي يعني.......
تفوهت بها تنوي الجدال قبل أن تقاطعها لينا بصرامة
اسمعي الكلام يا شهد وبطلي عند بقى جيتيك هنا من الأول كانت غلط كان كفاية اوي تهتمي من بعيد لبعيد وانتي عارفة ومتأكدة إن اعصابك مبتتحملش!
حدجتها بنظرة غاضبة اخرستها عن التكملة وتدخل حسن بسؤاله
عارفة ومتأكدة من إيه
ردت شهد بوجه عابس
متشغلش نفسك انت يا بشمهندس انا بس كنت عايزة اسأل الدكتور المسؤل عن حالتي عشان اخرج بقى.
في انتظارها في داخل الحافلة التي تقل مجموعة كبيرة من موظفي الفندق تفاجأت صبا بالهيئة الجديدة لصديقتها التي صعدت بثقة وتخايل حتى جلست بجوارها تلقي التحية بابتسامة
صباح الخير يا صبا.
بتأمل شديد ردت تجيبها
صباح النور يا حبيبتي ايه التغير ده
قالتها مشيرة على قصة الشعر الجديدة والزينة المتقنة لوجهها ضحكت الأخرى تقول بلهفة
عجبتك التسريحة ولا المكياج دا لسة كمان لما اقبض هجننك بالطقمة اللي هاجيبها ما انا لازم اللبس واهتم بنفسي.
القت صبا نظرة خاطفة نحو بعض الأشخاص الذين انتبهو للحديث لتخاطبها بنظرة محذرة
وطي صوتك شوية الموظفين بقوا مركزين معانا .
ياختي وما يركزوا.
قالتها ثم توقفت على الفور للنظرة القوية من صبا فتابعت بصوت خفيض
انا بس كنت عايزة اسالك حلو عليا الشعر القصير ولا المكياج مظبوط كدة على بشرتي ولا لسة في أثر بهتان
صمتت صبا قليلا بتفكير ترمقها قبل أن تجيبها
أكيد طبعا التغير كويس بس انتي مقولتيش انك رايحة الكوافير امبارح أو عندك مناسبة تخليكي تعملي دا كله.
ضحكت مودة لتقول مبتهجة
لا ما انا مروحتش الكوافير دي واحدة صاحبتي بس إيه ممتازة عملت معايا شغل ماسكات وحاجات للبشرة والشعر ولا شغل الصالونات الكبيرة الغالية.
توقفت لتلتف للأمام بشرود تتمتم
بنت حلال أوي! ربنا يخليها.
وصلت الحافلة لمقر العمل ليترجل منها الموظفون والموظفات كل فرد في اتجاه قسم عمله وتفرقت مودة عن صبا بعد أن ولجتا الإثنتان بداخل الفندق كل واحدة في اتجاه صبا والتي كانت في طريقها نحو غرفتها تفاجأت بإحدى العاملات توقفها
انسة صبا لو سمحتي استني. 
الټفت إليها باستفسار تسأله
نعم عايزني في حاجة
اجابت المرأة بعملية قبل أن تلتف وتتركها
مش انا يا انسة دا عدي باشا هو اللي طالبك. 
تطلعت صبا نحو الجهة التي أشارت نحوها المرأة قبل أن تغادر لتجد هذا المتعجرف جالسا على مقعده في الركن الذي أصبح خاص به وحده واضعا قدم فوق الأخرى يناظر في بعض الأوراق الخاصة بالعمل زفرت داخلها بضيق قبل أن تجر قدميها عنوة لتقف أمامه ملبية
أفندم حضرتك. 
رفع عينيه عن الأوارق بنظرة خاطفة قبل أن يجيبها بعد دقيقة من الصمت
الناس بيقولوا تحية الصباح الأول وبعدين يتكلموا.
بشبه ابتسامة ليس لها معنى ردت بغيظ تكتمه
صباح الخير يا فندم كنت عايزني في إيه بقى
ازاح الأوارق من فوق أقدامه ليضعهم على الطاولة القريبة منه قبل أن يرد
مستأذنتيش ليه امبارح قبل ما تخرجي وتكسري أمر مديرك
برقت عينيها الجميليتين لتقول باندهاش
انا كسرت أمرك ومستأذنتش كمان يا فندم انا مبلغة حمدي وواخدة منه الإذن......
كان يجب الإذن يبقى مني أنا مش حمدي. 
قالها بمقاطعة حادة ليردف
أنا اللي أصدرت الأمر يبقى تيجي لحد عندي وتطلبي وانا بقى ساعتها
 

 

 

تم نسخ الرابط