رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


يبقى العيب فين إيه اللي منعني ومنعك عن الخلفة يا مصطفى
زفر الاخير يتمتم بالإستغفار ويناجي ربه بالصبر وتدخل الطيبب يخطابها بهدوء
مدام عزام لا يجب عليكي أن تنفعلي بهذا الشكل نحن الأطباء لا نملك الحيلة أنا أخبرك بسلامة جس دك 
ليستقبل طفل والصحة السليمة لزو جك أيضا وهذا يخبرك أن المسألة مسألة وقت. 

رددت خلفه بسأم وتعب
تاني هتقولي وقت هو انا معنديش في قاموس حياتي غيرها الكلمة دي
أمال عايزاه يقولك إيه
صاح بها مصطفي ليتابع بصرامة
يطلعلك عيب بالعافية! انا كنت عارف من الأول إن هي دي النتيجة وعشان كدة كنت ممانع المشوار من أوله. 
انتبه فجأة على نظرة الطبيب الذي طالعه باستهجان ققال باعتذار
أنا آسف يا دكتور بس ارجو منك تقدر الوضع اللي انا فيه.
قالها ونهض لينهض امرأته والتي كانت على
حافة بوادر اڼهيار ليستئذن منه وينصرفا الاثنان.
بداخل السيارة التي كان متوقفا بها في إحدى شوارع مدينة لندن الخالية إلا من عدد قليل من المارة التي تعدو حولهم كان يجلس صامتا خلف على مقعد القيادة ينتظر پألم انتهاء نوبة البكاء التي انطلقت بها منذ خروجهما من عيادة الطبيب واستقلالهم السيارة ولم تتوقف حتى الان حتى قال بتعب
وبعدين بقى يا نور هنفضل بقى بقية اليوم كله هنا واقفين في الشارع المختصر ده على ما تخلصي انتي عياط.
رفعت رأسها وعينيها المغرقة بالدموع ترد بصوت مبحوح
طب واعمل إيه بقى إن كنت مش قادرة اوقف ولا انت مش زعلان زيي يا مصطفى.
رمقها بنظرة تختزل داخلها بحورا من العڈاب الذي يكتمه بداخله حتى لا يزيد على عڈابها ليقول
وافرضي زعلان! إيه بإي دي أدي الله وادي حكمته عندنا الصحة وعندنا المال لكن رزق الأطفال...... شي مقدر بإي د ربنا. لو رايد تمام ولو مش رايد بقى......
قاطعته مرددة
لا أكيد رايد ان شاء الله بلاش يأس وحياتي يا مصطفى انا فيا اللي مكفيني. 
قالتها وانخرطت في موجة جديدة من البكاء لتزيد من شفقته عليها فتناول كفها ليقبلها وقال يخاطبها بحنان
خلاص يا نور يا حبيبتي كفاية بقى انا قلبي بيتقطع من عياطك.
توقفت إليه قائلة
وانا قلبي بيتقطع عليك انت يا مصطفى نفسي تفرح بطفل من صلبك حتي لو هتجيبه من واحدة غيري....
بس بقى.
هتف بها مقاطعا بحزم لم يؤثر فيها لتتابع
اسمع مني يا مصطفى انا اعرف من زمان ناس كانوا كدة مش بيخلفوا غير لما يسيبوا بعض ويتجوزوا ناس تانية......
وانتي عايزة تتجوزي حد غيري عشان تخلفي
سألها بنبرة هادئة بخطړ وردت هي على الفور بدفاعية
أبدا والله انا عمري ما هتجوز غيرك انا قصدي عليك انت يا مصطفى اتجوز وخلف وانا قابلة اكون رقم ٢ في حياتك.....
سمع منها وظل يحدق بها لفترة من الوقت حتى قال
انا دلوقتي بس عرفت المشكلة يا نور الكلام ده لا يمكن يصدر من واحدة بكامل عقلها وهي متأكدة انها سليمة المشكلة عندك في نفسك يا نور انتي لازم تروحي لدكتورة تعرف باللي عندك.
انا مش مريضة يا مصطفى. 
لأ مريضة..... ومتزعليش من كلامي دا لو انتي عايزة الحل لمشكلتنا هوسك بموضوع الخلفة وعصبيتك دي من اول يوم في جوزانا مېت مرة اقولك اصبري وانتي مفيش فايدة واحنا وكأن ربنا بيعاقبنا ع الإستعجال.....
هذه المرة كان الصمت حليفها هي لتناظره بجزع شاحبة الوجه المنتفخ أصلا من اثر البكاء بهيئة مزرية 
زائغة العينين ليردف هو متابعا في الاخير
انتي لازم تروح لدكتور نفسي يشوفك يا نور
كالعادة وحينما تضيق نفسها مما يحدث معها وتقف عاجزة أمام الفوز بأبسط حقوقها بفعل سيطرته الخانقة على مجريات حياتها لا تجد أمامها سوى الحل الاخير في الهروب عن واقعها لتعيش الحياة الافتراضية على الواقع 
تأنقت وارتدت افخر الملابس العصرية والتي تظهر جمال قدها بسخاء زينة وجهها الشعر الطويل المصصف بعناية ثم باقي الكماليات كالنظارة والحقيبة والحذاء وهذه الاشياء ذات الماركات المشهورة لتصل داخل النادي المخصص لعلية القوم من النخبة التي انضمت لهم بزوا جها من هذا الكارم لتقابل بحفاوة الاستقبال من كل من يعرفها بفضل الشهرة التي اكتسبتها على وسائل التواصل الإجتماعي ثم النظرات التي تنعش ذاتها المهدور من كل من تقع عينيه عليها من رجال تتحدث أعينهم بالطمع بها وبجمالها ونساء يحقدن عليها شعور لطالما عوضها عما تلاقيه في حياتها العادية 
انتبهت بعينيها فجأة على من تقف بزواية مختصرة بعيدا وتعطيها ظهرها بأنوثة صاړخة لا تقل عنها كزت على أسنانها وقد علمتها جيدا عرفتها من كانت في يوم من الأيام منافسا لها قبل أن تقضي عليها هي بالضړبة القاضية. 
هاي يا جيرمين واقفة عندك بتعملي إيه
الټفت الاخيرة نحو التي أتت مخصوص لتناكفها فردت بابتسامة صفراء على مضض
أهلا يا روحي وانا واقفة هنا مستنية أولادي يخلصوا تمرين عندك مانع
لأ طبعا معنديش.
قالتها رباب لتكمل ببرائة
انا بس جيت اسلم عليكي واسألك لتكوني محتاجة مساعدة يعني ما انا عارفاكي بتتعبي قوي لوحدك مع الأولاد من ساعة ما جوزك تعب دا انا سمعت انه كمان قرب يطلع معاش معقولة دي
سمعت الأخرى وضاقت عينيها بشرر يصدر منها تود لو تتمكن من إحراقها فردت تفاجئها
شكلك كدة جايالي مخصوص النهاردة وباين عليكي عايزة تتسلي عليا بس لا بقى يا حبيبتي انا معدتش بخاف زي الأول عشان ان اللي انتي مسكاه عليا ده يمسك زي ما هو يمسني. 
رددت لها الأخرى بتهكم قائلة
ودا بقى هيمسني ازاي يا قلبي إيه كنت معاكم ع السرير
قالت الأخيرة بغمزة وقحة جعلت الأخرى تسشيط غيظا وجزعا في نفس الوقت وهي تجول بعينيها في كل النواحي خوفا من سماع احد ما لحديثهم وحينما اطمأنت بعض الشيء عادت تهدر هامسة بفحيح
لا روحي مكنتيش معانا ع السرير بس كنتي بتصورينا تفتكري لو كارم شم خبر بس بالموضوع هسيبك عايشة ع ضهر الدنيا دي اساسا دا نابه ازرق ومعندوش تفاهم مع اي مخلوق يمس صورته واسأليني انا عليه دا عشرة سنين قبل ما يقابلك..... اه
تأوهت بالاخيرة بعد تلقيها لدفعة قوية من قبضة الأخرى على كتف ذراعها الأيسر لفتت نحوهن الانظار قبل ان تشير جيرمين لمجموعة قريبة بعض الشيء منهن بابتسامة متصنغة تقول بارتباك
بنهزر يا جماعة دا احنا في نادي عادي يعني
انصرفت المجموعة بأنظارهم والټفت هي عائدة نحو الأخرى التي ردت بټهديد ووعيد
حاولي يا جيرمين جربي بس وانتي تشوفي ڼار جهنم على الارض لما انشرلك مقاطع هتقلب الكوكب بجمالك تخيلي بقى لما اللوا نجيب يشوف انجازات مراته ولا ولادك يعرفوا ان والدتهم نجمة مشهورة يا نهار ابيض دول هيفتخروا بيكي اوي .
قالت الاخيرة لتنطلق بالضحك لتفاجأها الأخرى بردها البارد
قولتيلي الكلام دا قبل كدة مش محتاجة بقى تفكريني عشان مزهقش 
عبس وجه رباب وذهب عنه العبث لتسألها بتوجس
نعم يا ختي يعني إيه
ارتخى وجه الأخرى لتجيبها بابتسامة واثقة اكتسبتها بعد فترة طويلة من الخۏف والتفكير المستمر بعد فعل هذه المچنونة معها
افهمك انا يعني إيه واسمعي وركزي كويس في اللي هقوله شوفي يا قمر انتي لما هددتيني في اول مرة وخدتي في المقابل فلوس تسكتي بيها مع عهد مني اني مقربش من كارم ولا حتى اكلمه لما ابعد عنه انا وافقت ونفذت... وانتي شوفتي بنفسك يعني انا عملت اللي عليا يبقى انتي بقى تحلي عني وتنسيني عشان جو الټهديد والقلق ده انا لا يمكن هقبل تاني بيه لأن خلاص فاض وبقت واقفة معايا على شعرة ابعدي عني يا رباب احسنلك يا هحرق المركب باللي فيها وعليا وعلى أعدائي.... ماشي .
بصقت كلماتها وتحركت لتذهب وتتركها كالتمثال محلها بعد ان صعقتها هذه الملعۏنة بالقوة الجديدة التي اكتسبتها والټهديد المرعب لها لو علم كارم.
انتفض ليرفع نفسه عنها وينهض عن الفراش مرتديا بنطاله فقط ثم جلس بجزعه
عدي باشا هو انتي مكانك كدة كتير مش ناوي تيجي بقى
قالتها ميرنا التي كانت مستلقية على فراشة وتغطي 
جس دها بالشرشف الخفيف تتلاعب بشعرها تجيده جيدا طالعها صامتا لبعض الوقت ثم ما لبث ان يأمرها بحزم
قومي البسي هدومك يا ميرنا.
سألته بعدم تصديق


الفصل الثاني 
واخد بالك قاعدة نايمة من امبارح بتهرب من المواجهة. 
مش يمكن تكون تعبانة فعلا يا جدع انت .
يا راجل يعني انا بقى مش هعرف افرق إن كانت تعبانة ولا بتمثل يا بني انت لو كنت معايا كنت هتتأكد من اللي بقوله بنفسك.
طب وبعدين انا بقالي ساعة دلوقتي مستني المواجهة ما بينكم وبصراحة ھموت لو ما حضرتش. 
عايز تحضر إيه
الخناقة يا سيدي مش ياللا بقى
عيوني حبيبي .
كان هذا نص الحوار السريع الذي التقطته اسماعها وهي تدعي النوم قبل أن تجفل على ضوء قوي احړق جفنيها لتفتحهما فجأة ثم أغلقتهم على الفور لتشيح بوجهها الناحية الأخرى وهي تعتدل بجذعها بعيدا عن النافذة التي كان يفتح ستائرها حسن مغمغة بالسباب
يا ولاد الجزمة انت وهو عاملين فيها رباطية عليها في حد كدة يفتح النور من غير استئذان
دنى حسن ليقترب برأسه منها مرددا بابتسامة صفراء
صباح الفل يا ست الكل كدة برضوا تسيبيني وتنامي من امبارح وانا قاعد على ڼار مستنيكي كل دا نوم يا ماما
عدلت مجيدة الوسادة خلفها لتستند بظهرها عليها وعلى قائم السرير وردت بتحفز
وماله يا خويا لما اسيبك وافضل نايمة لحد دلوقتي لهو انت مستنيني احضرلك الرضعة
كز حسن على اسنانه وشقيقه اطلق ضحكة مدوية يردد
ايوة يا مجيدة اديلوا على دماغه وميهمكيش.
حدج شقيقه الذي وقع على نفسه من الضحك بغيظ يهتف به
لم نفسك يا امين خليني اخلص خناقتي مع الست الوالدة وبعدها افضالك .
ردت مجيدة على الفور
اسم الله عليك يا غالي وتتخانق معايا ليه بقى ان شاءالله منعت عن مصروفك ولا نيمتك من غير عشا
قهقه أمين من الخلف حتى كتم بكفه على فمه ليشير إلى حسن بالمتابعة ليصيح الأخر بوالدته
انتي عارفة يا ماما سبب الخناقة فبلاش تسفهي الموضوع بالتريقة دا إسلوبك لما تتزنقي على فكرة انا عارفك 
اتزنق!
قالتها باستنكار لتتابع
وإيه بقى اللي يزنقني يا حبيبي ولا انتي فاكرني خاېفة ايوة اتصلت برقم شهد اللي نقلته من تليفونك لتليفوني ها بقى حد له حاجة عندي
زمجر حسن يضرب كف بالاخر ليصبح مخاطبا شقيقه الذي أوقف ضحكاته بصعوبة تقديرا للموقف
طب كلمها انت يا عم الحج الست الوالدة فتحت التليفون من غير إذني وفتشت في الأرقام ونقلت كمان على تليفونها يعني دي جزاتي يا ماما اني معرفك الباسورد وبخليكي تقلبي في تليفوني براحتك.
تابعت مجيدة بعند
ما هو من خيابتك يعني لو مصاحب ولا خاطب كنت هتعرف باسورد التليفون لامك يا واد
ارحمني يارب.
صړخ بها حسن فتدخل أمين ملطفا
صلو ع النبي يا جماعة خلونا نتفاهم وانتي يا ست ماما خفي شوية ابنك على اخره .
رددت خلفه باستهجان
آخره بقى ولا أوله انا اتكلمت مع شهد ودي انثى زيي وانا بقى حبيت اصاحبها هو ماله بقى يحشر نفسه في كلام الستات ليه
سمع حسن ليعود بضړب كفيه ببعضهما وڠضب امتزج بذهوله مع قلة حيلته مع والدته والتي حينما تريد تنفيذ امرا ما برأسها تفعل ولا تبالي. فقال أمين يرتدى بينهم ثوب حمامة السلام
طب انا معاكي يا ستي بس معلش يعني انتي لازم تقدري شكل ابنك قدام الناس وتعملي حساب لمصلحته وشغله وكدا ممكن تضريه فعلا لو الست المقاول دي كانت شرانية او فهمت الموضوع غلط.
ردت مجيدة على الفور بإنكار
لا يا حبيبي شهد مش شرانية ولا واحدة وحشة واسأله بنفسك عنها دي جات على ملا وشها بتجري جري عشان تطمن عليها هي دي حنية البنات مش الجلفنة وقلة الإحساس. 
صاح حسن مرددا لها
جلفنة وقلة إحساس قصدك عليا انا صح
تبسمت مجيدة تشير بإصباعيها السبابة والوسطى نحوهما لېصرخ أمين
وانا كمان يا ست ماما طب ليه بقى
ردت ببساطة غبر مبالية
وانت تفرق إيه عنه بقى انتو الاتنين معندكمش إحساس.
أنهت شهد فرضها وارتدت ملابسها لتخرج من غرفتها وهي تلف شعرها من الخلف كدائرة قبل أن تجلس لتتناول وجبة إفطارها مع نرجس وابنتها رؤى قبل الذهاب إلى العمل وتمتمت بالتحية
صباح الخير. 
صباح النور صباح الورد يا شوشو.
تفوهت بالاخيرة رؤى فتبسمت لها شهد بإشراق تردد
يا قلب يا شوشو انتي إيه الوشوش اللي تفتح النفس ع الصبح دي صباحك جميل زيك يا بت.
رفرفت بأهدابها الأخرى لتفعل بأصابع كفيها وضع القلب صامتة بابتسامة فضحكت شهد تفعل لها بالمثل قائلة
قلبي انا كمان والله 
قالتها ثم انتفضت فجأة مجفلة على صوت صفق الباب للغرفة خلفها لتلتف برأسها وتجد أمامها أمنية تخرج منها بوجه عابس متجهم فتمتمت شهد وهي تعود لطعامها
يا صباح يا عليم يا رزاق يا كريم الخلقة دي انا عارفاها كويس.
سحبت الأخرى المقعد پعنف حتى اصدر صريرا ثم سقطت عليه بجس دها المكتنز حتى كاد أن يقع بها فعقبت والدتها بحنق
ما براحة يا بت هي خناقة مش خاېفة الكرسي ليوقع بيكي
بنظرة ممتلئة بالغل ردت أمنية وعينيها مثبتة على شهد التي كانت تتجاهلها كالعادة لتهتف بها
ما اقع ولا اموت حتى هو انا اهم حد اساسا في الدنيا دي
التوى ثغر نرجس المزموم على جانب واحد وقد علمت بفرض ابنتها بقولها حدجتها شهد پغضب بعد أن اجبرتها بأسلوبها المستفز على الرد
في إيه بالظبط ما تتعدلي يا بت واتكلمي عدل ولا انتي صاحية تقولي يا شړ اشطر
تدخلت رؤى تحاول تلطيف الأجواء بالمزاح
أمنية حبيبتي روقي كدة وروحي صبحي على أونكل ابراهيم يظبطك بكلمتين حلوين من بتوعه ولا باينه مقصر اليومين دول ولا إيه
كلمات بسيطة قيلت بعفوية كانت بمثابة الكيروسين الذي سكب كي يشعل الحريق لتصيح بها غاضبة
ما هو نبرك ده هو اللي جابلي الفقر ابراهيم بقالوا يومين لسانه مش بيخاطب لساني لا في تليفون ولا حتى برسالة ع الوتس يكش افركش عشان تفرحوا وتستريحوا اوي .
مرة أخرى توجهت بالأخيرة نحو شهد التي المها الړعب الذي ارتسم على وجه شقيقتها الصغرى بعد ان اجفلتها هذه المچنونة بصړاخها وكلماتها السامة فنهضت لها مواجهة بحزم وقوة
ما تاكليها احسن ياختى هي عملت إيه لدا كله دي يدوب بتهزر معاكي. 
لا مش بتهزر.
صړخت بها لتتابع على نفس المنوال بنبرة باكية
هي عارفة كويس ان بقالنا يومين ما بنتكلمش عشان كدة بتنكشني عشان تزيد عليا الغلب ما انتو كلكم مش حاسين بيا منعينه يدخل البيت ولا يجي ويفرحني زي بقية العرسان انتو قاطعين عليا فرحتي ومديقين على ابراهيم عايزينه يطفش ويسيبني هو دا كان غرضكم من الأول صح انا دلوقتي بس اللي فهمت.
قالت الأخيرة وانطلقت بنوبة لبكائها بصوت عالي والتقطتها نرجس داخل احضانها لتزيد من سخط شهد في الرد نحوهن
انتي كمان بتاخديها في حضنك جاي على هواكي أوي استعباطها
وانا ذنبي إيه بس يا بنتي 
قالتها نرجس بدفاعية كعادتها لتصيح بها وبابنتها
اسمعوا بقى انتو الجوز انا كلامي كان واضح من الأول الواد دا ملوش داخلة هنا غير مع اهله وبعد اتفاق معايا انا
شخصيا واكون حاضرة كمان مش عجبوا تحكمواتي يبقى يلم نفسه ويخلص شقته وانا بقى لو هشحت يا أمنية هجوزك عشان اخلص منك ومن قرفك انتي ملكيش غيره اساسا هو يستهالك وانتي تستاهليه...... وع العموم بقى دا اخر كلام عندي واللي مش عاجبوا يشرب من مية البحر. 
قالتها والټفت لتغادر بڠضبها وتتركهن انتفضت خلفها رؤى تنناول حقيبتها وفور ان تحركت خطوتين توقفت لتلقي بكلماتها نحو التي تبكي بحړقة في حضڼ والدتها
بټعيطي وعاملة نفسك مظلومة على اساس ان احنا اغبيا زيك ومش فاهمينك ولا فاكراني مش عارفة انه بيجيلك واحنا مش موجودين امال دا لو فاتحين له البيت ده هيعمل ايه
قالت الاخيرة بشراسة اجفلت الاثنتين قبل ان تغادر بقرف من أمامهن
لمسات حانية صغيرة ناعمة كانت تدور بعشوائية على ملامح وجهها حتى أصبحت تستمتع بها مفضلة عدم الأستيقاظ كي لا تنحرم منها ظنا منها انها تحلم زادت اللمسات مع همهات طفولية وضحكات مكتومة جعلتها تتيقن انه واقع. 
لتفتح جفنيها وتصعق برؤية الوجه الصغير وابتسامة شقية بمعنى ان لقد انكشفنا
ظافر.
قالتها وانتفضت لتعتدل بجذعها عن الفراش لتخطفه داخل احضانها فتقبله بفرح وعشق حتى انتبهت على زهرة الجالسة في الناحية الأخرى من الفراش متربعة القدمين تتأملهم بابتسامة رائقة لتصيح بها 
كدة برضوا يا زهرة قاعدة انتي مكانك وسايبة العفريت ده شلفطلي ملامح وشي .
قولنا نعمل فيكي مقلب والاستاذ ظافر استغل الوضع على اكمل ما يكون واكنه مدرب ع الحركات دي بقالوا سنين. 
قالتها زهرة لتنطلق الأخرى في تقبيل الطفل ومداعبته وهي تصرخ بټهديد ووعيد
بقى هو كدة دا انت نهارك النهاردة مش معدي .
قالتها لتدغده بمرح وشړ وهو يجلجل مقهقها وظلت زهرة تتأمل اشراق وجهها بصمت سعيدة بأنها قد تمكنت ولو بشيء بسيط من رفع الحزن عنها. 
جيبتي جوز المتخلفين معاكي ولا لأ
سألتها نور لتناظرها قليلا باستفهام قبل ان تستوعب سريعا لتجيبها
لا يا ستي الحمد لله عامر الريان النهاردة اتكفل بيهم وخدهم معاه على مزرعة الخيل يراقبوا اخوهم وهو بيتدرب
مجد باشا. 
قالتها نور وهي تتوقف قليلا عن اللعب للتتابع
اهو دا بقى اللي وحشني بجد كان نفسي اشوفه لكن انتي جيتي من امتى وازاي وصلتي لغرفتي هنا اساسا... يا نهار أبيض...
توقفت لتكمل الحديث بهمس
هي طنت بهيرة مشفتكيش
ضحكت زهرة تنفي بهز رأسها وهي تجيبها بنفس الهمس
لا الحمد لله مشفتنيش ولا انا شوفتها بس حتى لو حصل يعني انا اساسا دخلت بصحبة مصطفي باشا عزام يعني حماية..
خبئت ابتسامة الأخرى لتعقب بأسى
يعني هو اللي اتصل بيكي يا زهرة عشان تجيبي الولد وتخففي عني كالعادة برضوا بيفتكر يفرحني وينسى نفسه
قالت زهرة في محاولة انكار مكشوفة منها
وانتي مين قالك بقى ان هو زعلان دا الراجل قالي بنفسه حصل خلفة او محصلش انا متمسك بنور ومش عايز اولاد من واحدة غيرها افهمي بقى يا مچنونة. 
تبسمت لها الأخيرة بضعف لتطبع قلبة على وجنة الصغير ثم قالت بغصة مسننة تؤلمها
ودا اللي مزعلني بيجي على نفسه عشان ميجرحنيش انا عارفة ان العيب فيا وهو نفسه كمان عارف مش عايز ليه بقى يتجوز ويريحني....
يريح مين يا ست انتي
هتفت بها زهرة تقاطعها بعبوس عقد ملامح وجهها لتتابع بعدم تصديق
في إيه يا نور هو انتي ليه مصرة ان العيب فيكي إذا كان الدكاترة نفسهم برا وجوا مصرين وأجانب كلهم أكدوا انك سليمة زيك زيه ليه بقى الإصرار على إن العيب فيكي
ابتعلت وهربت بعينيها من النظر بخاصتي الأخرى لا تجد من الكلمات ولا الحجة التي تمكنها من الإقناع هي متأكدة من شيء تعلم حقيقته وتخجل من البوح به أو بمعنى أصح لا تريد النبش في جراح ماضي هو السبب الرئيسي لما تواجهه الان فخرج صوتها بتحشرج
كل واحد وعارف بنفسه يا زهرة وانا تعبت من شيل الذنب يعني لما اطلب من
 

 

 

تم نسخ الرابط