رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


لنفسك. 
قالها والټفت متنبهة على نبرة صوته لتجد منه النظرة الثاقبة المتفحصة على جس دها وما ترتديه من عباءة منزلية بيتيه من القماش الناعم الذي يلتصق بها على بعض الأماكن نظرة على قدر ما تنعش انوثتها بأن تشعر أنها مرغوبة في أعين رجل كإبراهيم صال وجال في عالم النساء بسمعة تعلمها من حديث فتيات الحي عنه قبل ذلك لكن في نفس الوقت تخيفها

امشي يا ابراهيم امي في السوق وشهد محرجة عليك اساسا ان متجيش هنا .
قالتها متصنعة الحزم بلغة يفهما ابراهيم جيدا وهي التمنع بدلال وهو الخبير بعالم النساء يجيد التعامل معها ويراوض عقلها الغبي جيدا لذلك قال
بقولك إيه يا بت انا محدش يحكم عليا خصوصا لو كان الحد دا ح رمة .
وحد كان قالك توافق انت وابوك ما انتو اللي سكتو وخلتوها مش كلمتها عليكم.
قالتها واشتعلت عينيه حتى اعتقدت انه على وشك الھجوم عليها فتراجعت خطوتين حتى تغلق الباب بوجهه لو فعلها حقا انقذها خروج جارتهم السيدة أم هشام والتي القت التحية بنظرات مرتابة نحوهما
صباح الخير يا أمنية صباح الخير يا ابراهيم عاملين إيه
ردت امنية خلفها التحية بصوت عالي لتداري توترها
صباح النور يا خالتي تعالي اقعدي شوية واشربي الشاي مع امي جوا.
الټفت لها المرأة برأسها بنفس النظرة لتقول
ليه بقى يا حبيبتي لهي لسة مرحتش السوق اما ولية كسلانة صحيح .
قالتها ومصمصت بشفتي ها تصدر صوت مستهجن قبل ان تلتف لتهبط الدرج وتتركهما لتغمغم امنية خلفها بامتعاص
ولية عقربة خدت بالك من تلميحاتها ونظرتها لينا
الټفت توجه الحديث إليه بعصبية
بس انتي اللي جايب الكلام والحديت بوقفتك الغريبة دي الولية دي انا عارفاها كويس مش بعيد تقابل امي في السوق وتعملها قصة انا عارفة انت مش هتستريح غير لما تسوء سمعتي انا عارفة...
وإيه تاني يا روح امك
قالها مقاطعا يجفلها بلهجته العدائية نحوها لتلتصق بالباب تكاد أن ټموت في جلدها بعد أن أسهبت كعادتها في السخط والصياح كما تفعل دائما مع والدتها وشقيقاتها وانتظرت رد فعله بعد فترة من التحديق المستمر بها ليبث في قلبها الړعب قبل أن يرمي سيجارته على الأرض يدعسها بقدمها ثم قال
عارفة يا بت ال....... لولا اني مش عايز افرج الناس عليكي صح لكنت دلوقتي مسحت بيكي بلاط السلم ده ولا كنت اخلي فيكي حتة بس اقولك انتي لسة حسابك عندي وانا برضوا ابن كلب عشان جيت وعبرت واحدة زيك
بتشوفي نفسك عليا يا اختي لكن ع العموم انا عندي إستعداد افضها سيرة واخلص.... وعادي اوي على فكرة.
قالها وتحرك يسحب شياطينه معه أما هي فقد كانت على وشك ان تقع مغشيا عليها خوفا من التنفيذ في أن يفسخ الخطبة تحركت خلفه تهتف بجزع
براهيم استني يا ابراهيم يا نهار اسود هو انت هتسبني بجد ولا إيه براااهيم. 
كادت ان تهبط خلفه درجات السلم قبل ان تنتبه على ما ترتديه وهذه العباءة الملتصقة بها فعادت مضطرة لتدخل منزلها وتتناول الهاتف لتلح بالإتصال عليه وهو كالعادة لن يرد إلا بمزاجه ووقت أن يريد بعد أن تتذلل له بالبكاء والرسائل المتعددة ليرضى عنها.
يا لهوي ع الحلاوة إيه الجمال ده بس يا ناس
هتفت بها رحمة تجفل صبا التي كانت في طريقها نحو مخرج البناية بعد ان خرجت من المصعد ف الټفت لها الأخرى بابتسامة مشرقة لتعود إليها وتصافحها بمودة وقالت بتساؤل
إيه دا إنتي رايحة فين بلبس الخروج وإيه اللي موجفك هنا جمب السلم
ضحكت لها رحمة تجيبها
يا ستي انا رايحة اقبض معاش الست الوالدة بس واقفة هنا استنى البواب اصلي بعته على طلب كدة فقولت اقف في مكان مختصر شوية بدل ما ابقى في وش اللي رايح واللي جاي المهم بقى إنتي عاملة إيه في شغلك الجديد
قالت صبا متمتمة بالرضا.
الحمد لله كويس جدا وانا مبسوطة اني بلاجي نفسي فيه.
أومأت رحمة لتسألها
واخويا شادي بقى عامل إيه معاكي في الشغل
سمعت صبا السؤال لتزم شف تيها بابتسامة ملحة قبل أن تجيبها
بصراحة متزعليش مني اخوكي دا مش رئيسي في العمل لكن انا والنعمة مستغرباه دا بيستغفر ربنا كل ما يشوفني وكأني لابسة عرياني أو فيا حاجة غلط والكلام دا على فكرة مش بس من ساعة الشغل لا دا من وجت ما سكنا جمبيكم هنا في العمارة لدرجة اني كنت بسأل نفسي في كل مرة هو في ما بيني وما بينه طار با يت يعني ولا انا كنت مرات ابوه ولا إيه بس فهميني
سمعت منها رحمة لتنطلق في موجة من الضحك لا تستطيع التوقف حتى استطاعت القول اخيرا بشيطنة ومكر
يارب في مرة يسمعك يا صبا عشان ساعتها يبقى طار ما بينكم بجد.
شهقت مرددة
لا لا بلاش الدعوة دي الله يخليكي دي ساعة صبحية ودا راجل صعب ربنا جعل كلامنا خفيف عليه.
قهقهت رحمة مرددة
يا بت الإيه بتقولي كدة على اخويا وفي وشي طب انا هبقى فتانة وابلغه بالكلام ده وهو اساسا على خروج دلوقتي يالا بقى استلقي وعدك منه يا ناصحة. 
بنصف شهقة خرجت منها ادعت الصبا الخۏف لتقول
يا نهار أبيض هو انا جولت حاجة غلط عشان تفتني عني دا مديري في الشغل وباشا مصر كمان ايه اللي انتي بتقوليه ده عن اذنك بجى انا لازم احصل شغلي عشان مديري ميزعلش مني عن إذنك. 
قالتها والټفت مغادرة على الفور ولكنها القت بابتسامة شقية نحو رحمة التي هتفت لها
اه يا جبانة
أمام المراة كانت تستعرض نفسها وتتأمل بتركيز شديد حتى تستكشف إن كان حدث تغير ما بهيئتها التي تدفع فيها المبالغ الطائلة فهذا هو الشيء الذي تعيش عليه هو رأس مالها بالاصح والذي من أجله خسړت الكثير. 
جامدة .
تفوه بها خلف ظهرها قبل ان تلتف ذراعيه حولها ويحيطها من الخلف.
ليقبل رأسها متابعا بلهجة مغوية
ومٹيرة وقنبلة فتنة. 
تبسمت بزهو يكتنفها في كل مرة يذكر لها هذه الكلمات لتزيد من ثقتها وتحثها على المضي قدما فقالت
حلو أوي الكلام ده أنا بنبسط أوي لما احس اني عجباك يا كارم .
أممم

مين اللي ع الباب
وصل صوت الخادمة الذي اهتز من صيحته
انا المربية إحسان يا فندم أصل الهانم الكبيرة اتصلت بيا تستعجلني عشان اروحلها بالولد.
فلتت رباب نفسها عنه پغضب متجهمة الوجه تعطيه ظهرها ورد هو يجيب المرأة
خلاص جهزيه يا إحسان على ما البس انا كمان واخرج عشان اخدكم معايا . 
امرك يا فندم. 
قالتها المرأة وذهبت ليلتفت نحو هذه التي تكتفت تهتز بجس دها بعصبية يعلم سببها جيدا وقال يأمرها بخشونة
محبش حد انا يديني ظهره لفي وشك يا رباب عشان تكلميني. 
سمعت منه لتقابل نظرته الباردة بغيظ يفتك بها حتى تنف جر به
عايز مني إيه ما انت كدة كدة بتعمل اللي انت عايزه حتى لو جه على حساب كرامتي الست والدتك بتتصل بالمربية يا كارم ومش هاين عليها تكلمني انا والدته طب انا كدة من حقي بقى اني اخد موقف ومخليهاش تشوف الولد نهائي بعد كدة.
إيه هو اللي من حقك بالظبط سمعيني تاني 
قالها بنبرة هادئة مريبة دائما تنجح في بث الړعب بها لتبرر بصوت مهتز
انا بتكلم عن كرامتي يا كارم مامتك من ساعة ما اتجوزنا وهي مش متقبلاني وانت شوفت بنفسك كام مرة احاول اتقرب لها وهي اللي بترفض وتبعد حتى لما خلفنا الولد برضوا بتفرض سيطرتها في الاستحواذ عليه دا ابني انا يا كارم.
على نفس النبرة الهادئة
وهو في حد خد منك ابنك 
ثم ارتفعت سبابته ليطرق بطرف الإصبع على خدها يتابع
الولد بيقضي وقت لطيف مع جدته يا قلبي بلاش تبقي وحشة وتحرمي ست عن حفيدها أنا متعود عليكي قمورة وحلوة يعني مفيش داعي انك تغيري صورتك الجميلة دي في عنيا عشان انا كمان متغيرش ولا اقلب على الوش التاني معاكي ماشي يا بيبي. 
ظلت على وضعها تناظره بصمت تبتلع ما تبقى بداخلها من اعتراض فهو يفعل ما يشاء وهي اعتادت ان تظل في الركن الذي وضعها به لا تتحرك ولا تحيد بإنش عنه .
قرص على طرف ذقنها بابتسامة منتشية مستمتعا باستسلامها ليردد
هي دي روح قلبي .
بخطوات سريعة متعجلة كان يقطع طريقه في بهو الفندق العظيم نحو الغرفة التي يعمل بها وقد أصبحت المقر الرئيسي لسعادته حيث الجمال والروح النقية بقربه حيث الرقة والقوة في نفس الوقت حيث الصبا وعيون الصبا.
وصل اخيرا كي يصطبح بوجه القمر وجهها كما يطلق عليه بداخله ويلقي التحية بقلبه قبل أن يلقيها بلسانه
صباح الخير.
قالها لتنتبه إليه وترفع وجهها عن الهاتف الذي كانت تتلاعب به وتجيبه باحترام وهي تعتدل في جلستها
صباح النور.
تحمحم يجلي حلقه ليقول وهو يتخذ مكانه على كرسي مكتبه
عاملة إيه النهاردة
كويسة والحمد لله. 
قالتها
بعجالة وحرج وهي تتناول احد الملفات لتعمل عليها فهذه اول مرة يسألها عن شيء آخر لا يخص العمل شادي الجار الغريب خشن الملامح متجهم الوجه دائما ولكنه رجل محترم هذا ما لمسته بنفسها خلال الأيام القليلة الماضية.
سمعت صوت استغفاره المعتاد قبل يوجه السؤال إليها
خلصتي البيانات اللي طلبتها منك امبارح
أجابته بعملية وهي تعود للبحث في الملفات
اه خلصتهم وعملت ملف جديد بالحسابات الجديدة بعد ما عدلت القديم اجيبلك تشوف.
قالت الأخيرة وهي ترفع الملف الذي اخرجته من وسط كوم من الملفات.
ناظرها بصمت قليلا ثم قال
أنا مطمن لحسبتك يا صبا هخدهم عشان اراجع بس لكن قوليلي بقى حد من عمال الفندق او المقيمين ضايقك
نفت تهز رأسها لتجيبه
لا يعني.... انا ملفتش كتير يدوبك قابلت مدام ميري وسجلت كل اللي تحتاجه الغرف وبعدها روحت المطبخ عند الشيف منصور ودا راجل مشهور وسكرة اساسا.
تغضنت ملامح وجهه فجأة يردد خلفها باستهجان
مشهور وسكرة كمان هو لحق يهزر ويضحك كمان معاكي
شعرت بمعني غير مريح خلف كلماته فقالت بدفاعية
ضحك أو هزر دي حاجة عادية للشيف هو دايما روحه خفيفة ع الشاشة ولما شافني امبارح اتكلم معايا ببساطة عشان متكسفش منه.
اطرق يكبح ڠضب يلوح في افق عقله الضيق والذي لن يرضى لها بالحديث او الكلام مع أي رجل غيره حتى لو كان هذا الرجل هو الشيف منصور صاحب أشهر برنامج يعلم النساء الطبخ
 

 

 

تم نسخ الرابط