رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر
تترك الشرفة راكضة نحوه فتلقفتها ذراعيه يرفعها عن الأرض بضمة قوية وكأن الغياب مر عليه سنوات وليس يوم واحد بليلته.
غاصت في عناقه ببكاءه حارق أجفله ترتجف بين ذراعيه حتى أثارت بقلبه الجزع ف استل نفسه عنها بصعوبه ليكوب وجهها بين يديه مرددا وهو يتأملها بمزيد من الخۏف
مالك ليه العياط دا كله حصل حاجة في غيابي
مفيش طيب ماما تعبت معاكي ولا جرالها حاجة
فعلت نفس الأمر ونهنات بكاءها ازداد علوها حتى صړخ بعدم احتمال
أنا قلبي وقع في رجلي يا نور جيبي من الاخر الله يخليكي.
سمعت وحاولت التماسك لتتحرك من أمامه حتى تناولت ملف طبي من أعلى الكمود لتضعه أمامه تناوله بحركة سريعة يلقي نظرة استكشاف لمحتواه حتى ارتفعت رأسه إليها يردد بعدم فهم أو بالأصح يخشى التصديق
من بين بكاءها الحارق كانت تخرج الكلمات بابتسامة غريبة
اللي فهمته صح يا مصطفى.... دا تحليل الډم اللي بيقول..... إني حامل.
تجمد يطالعها ساكنا بأعين توسعت بشدة فعادت هي للبكاء تومئ برأسها مؤكدة
والله زي ما بقولك يا حبيبي انا حاسة من فترة بس كنت بكدب نفسي الدكتورة شافت التحليل وهي كمان مكانتش الفرحة سايعاها انا.......
بتتكلمي بجد يا نور يعني هخلف طفل منك يا نور.
على صوت بكاءها مع التماس الضعف والارتجاف الذي تخلل نبرته مشفقة عليه بشدة لقد ذاق الأمرين في الصبر عليها ولم يمل حتى حدث المستحيل اخيرا.
وفي مكان آخر
داخل غرفتها وقد استيقظت باكرا كعادتها لتؤدي فرضها وحين انتهت من الورد اليومي لتجد الساعة تقترب من السابعة هبت منتفضة تتذكر موعد الأولاد وسفرهم
قوم يا حسن انا عارفاك خوم نوم وانتي يا شهد قوم انتي كمان.
انتفض من امام المرأة التي كان يهندم أمامها هيئته
انا صاحي يا ماما اقسم بالله صاحي وعارف بميعاد الطيارة وشهد كمان صاحية اطمني.
وصله صوتها المشاكس كعادتها من خلف الباب
خلاص يا خويا متعصبش نفسك براحة كدة هروح انا اشوف الحلوف التاني صباحية مباركة يا عرييس.
عريس فين بعد حلوف دي دايما ست الحبايب تختمها.
تفوه بالاخيرة نحو شهد اللي كانت تضحك من خلفه ليتابع مستطردا بمرح
ولا إيه يا عروستي
اقتربت تشاركه المساحة الصغيرة أمام المراة لتصفف شعرها بجواره قائلة
انتي بتاخد رأيي امك دي عسل.
والله انتي اللي عسل.
قالها ليجذب نحوها يضمها مقبلا
يا شهد حياتي وقلبي كمان يا عسسل.
وفي الغرفة المجاورة
وقد كان ينتظرها على طرف التخت بغيظ يفتك به حتى إذا طلت اخيرا بهيئتها المهلكة ترتدي مئزر الحمام وشعرها المبتل يحاوط وجهها ويزيد من فتنته وهدوء اثار استفزازه ليهتف بها ساخطا
ما كنتي كملي نومك احسن في البانيو ساعة مستنيكي.
القت الفوطة الصغيرة من يدها بإهمال فلم يعجبها رده وردت غير مبالية
ولا اما انت مزنوق أوي كدة ما كنت خرجت للحمام اللي في الصالة حبكت يعني اللي في الأوضة.
افتر فاهه بذهول لينهض مستقيما يقابلها بحنق مرددا
مزنووق! كل تفسيرك راح ع الزنقة وكمان عايزاني اخرج في أول يوم ليا على حمام الشقة دي كانت امي تاكل وشي بتريقتها.
تخصرت تميل برأسها باستخفاف ردا على كلماته غير واعية بحجم ما تفعله به
وانا اعملك ايه يعني ما انت اللي جايبه لنفسك بخناقك على أول الصبح دا بدل ما تسمعني كلمتين حلوين على بداية اليوم.
قارعها بانفعال ظهر بتقليد طريقتها في الكلام مرددا
كلام حلو وهيجي منين الكلام الحلو وانتي عصبتيني من أولها دا غير انك مأخرانا اصلا.
اشټعل حجري الفيروز بعينيها لترمقه بنظرات حاړقة تحتج على سخريته منها
أنا صوتي مسرسع كدة بتتريق عليا أمين ما انا لو صوتي وحش كدة اتجوزتني ليه عشان تعكنن عليا في اول يوم كمان......
رافق كلماته الاخيرة الضړب بقبضتيها على صدره حتى أوقف كل شي الضړب بتكبيل يديها الاثنتين بيده والكلمات التي ابتلعها بحلقه بعد أن أخرسها بقبلته قاومته في البداية ولكن سرعان ما استكانت مستجيبه له غير انها استدركت الوقت لتباغته فجأة بدفعة بقوة أجفلته يناظرها بذهول مستفسرا وكانت إجابتها
ميعاد الطيارة يا أمين هو انت نسيت
نظر إلى الساعة بيده فارتفعت راسه قائلا بعجالة
لسة فاضل نص ساعة تعالي بقى.
........ تمت ........