رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


ذراعيه حول عنقه بابتسامة ساحرة تهديها له وكأنها ميثاق تصالح كي يرضى عنها اهتز قلبه لها رغم الجمود الذي يدعيه فعقله الخبيث ما زال متمسك بالاڼتقام ولكن بعد انتهاء الحفل.
مشهدهم ابهج الجميع وأثر بهم خاصة تلك التي كانت تتابع بحالمية هي الأخرى وأنظارها معلقة بمن كان يناظرها في الجهة المقابلة لها وعيونه منصبة عليها من جهته قبل أن تنتهي الفقرة ف يلوح لها بيده كي تترك مقعدها وتأتي خلفه مستغلا انشغال والدها مع ضيوف الحفل وابتعاده بمسافة كافية. 

اذعنت مستأذنة من والدتها بحجة الذهاب إلى المرحاض ثم تسحبت تتبع أثره حتى انتهى بها المطاف بأن وجدت نفسها بالحديقة الخلفية للقاعة تطلعت في الظلام تهتف منادية بإسمه بعد أن اختفى عن عينيها
شادي يا شادي .
ظهر فجأة من خلف العمود القريب ليصبح أمامها على الفور فلا يفرق عنها سوى سنتميترات قليلة طوله المهيب وحضوره الطاغي يبعث بقلبها ذبذبات لذيذة من الخۏف والترقب وقد بدا أنه على حافة الأنفجار
إيه بتبصلي كدة ليه
تفوهت بها وهي ترتد بأقدامها للخلف وهو على نفس خطواتها محتفظا بالقرب المهلك ليردف بتسلي اختلط بغيظه
تفتكري هعمل فيكي إيه وانا جايبك من القاعة على المكان الضلمة هنا
توسعت عينيها الجميلة لتردف بدراما
يا نهار أبيض لتكون ھټموټني يا شادي
ودنى برأسه ليقارب مستوى طولها فيسألها اخيرا
إيه خاېفة يا صبا
بأعين إلتمع فيها الشغف ردت بثقة ودون تردد
عمري..... عمري ما اخاڤ منك يا شادي.
ضحك بدون صوت قبل ان يعود لانفعاله ضاړبها بكفه على الجدار بجوارها قائلا
حتى وانا عايز اخنق ك بإيدي دلوقتي ع العمايل اللي بتعمليها فيا يا صبا انتي وابوكي 
ضحكت تزيد من حنقه مرددة
طب وانا عملت ايه طيب...
قاطعها يقبض على كفها التي كانت تلوح بها أمامه
متقوليهاش الجملة دي قدامي تاني سامعة عشان دي أكتر جملة بقيت اسمعها منك إنتي عايزة تشليني صح
يدي يا شادي.
قالتها ليستدرك بضغطه على كفها التي احتجزت بيده الضخمة تطلع بها ثم رفع ابصاره نحوها قائلا بانتشاء
ومالها إيدك بقى مش انا جوزك برضوا ويحقلي ان 
امسكها واقرب كمان لو حبيت...
أها.
خرجت منها لتتابع بلهجة ماكرة
يبجى الحج ابو ليلة بجى معاه حج
وكأنها تعزف على أوتار نبضات قلبه التي تصرخ بمحبتها يتقبل منها كل شيء حتى وهي تتعمد إغاظته بألعابها المستمرة وكأنها طفلة في ثوب امرأة كاملة الأنوثة.
زاد بضغطه يكبح ابتسامة ملحة تجاهد للظهور وردد بتوعد
العبي وهيصي على كيفك يا صبا بس خلى ابو ليلة بقى ينفعك لما تبقي تحت إيدي وفي بيتي.
همت لتنزع يدها عنه ولكنه لم يسمح فقالت بتحذير
خلي بالك لو حد طب فوج راسنا دلوك هتبقى ۏجعة وابويا ما هيصدج عشان تبجي تتوعدلي بجى براحتك بعد كدة.
ظل صامتا يأسره السحر بعينيها الجميلة وقد ساهمت الإضاءة الخفيفية لإضافة مزيدا من الهالة العجيبة 
حولها حتى خرج صوته بتأثر
أنتي طلعتيلي منين يا صبا 
توقف برهة ثم اردف
قلبتي حالي وزرعتي في قلبي الحب اللي بيتقال عنه في الحواديت وانا اللي طول عمري بقول عنه كلام فارغ ويصلح بس للرويات.
لم ترد ببنت شفاه وقد جذبها الصدق في عينيه لتظل صامتة تبتغي المزيد مزيدا من عشقه الذي يعيد تشكيلها من جديد فإن كان هو يتعجب من حالته نحوها فهي الأخرى متفاجأة من حجم المشاعر التي تكتشفها يوميا في التعلق به.
وفي خارج القاعة حيث التقت أمنية بمساعد شقيقتها
سابقا ويدها اليمني هي حاليا عبد الرحيم بعد أن اخبرها عن أمر ما في العمل يجب الأسراع في البت فيه القت عليه ببعض التعليمات كي ينفذها صباحا قبل أن يتركها عائدا إلى منزله وتعود هي إلى حفلها.
كانت تسير شاردة وقد أصابها ما كان يحدث مع شقيقتها الكبرى تفكير وقلق مع كل بداية عمل تتولى أمره وقد أصبحت الان هي المسؤلة الوحيدة حتى عودة شهد.
حاسبي يا انسة. 
صدرت من أحد الأشخاص فقد كانت على وشك الاصطدام به استدركت لتتراجع على الفور مرددة باعتذار
معلش معلش انا اسفة مخدتش بالي والله.
ردد خلفها مصححا بجرأءة ينتقدها
لا انتي كنتي سرحانة مش موضوع مخدتيش بالك 
لم يعجبها قوله فانتصبت بوقفتها رافعة حاجبها تردف بشراسة
سرحانة ولا مش سرحانة انتي مالك ما انا اعتذرت وفضيناها على كدة.
لم يأبه لفظاظتها بل فاجئها بأن اقترب برأسه نحوها مضيقا عينيه بتركيز يسألها
هو انا ليه حاسس اني شوفتك قبل كدة هو انتي جيتي عندنا القسم من قريب.
تفاجأت حتى ارتدت رأسها للخلف تبتلع ريقها بحرج قائلة
قسم مين وانت ايه دخلك بالاقسام اساسا
ذاكرته القوية تنشطت حتى علم بهويتها ليجيب عن سؤالها بتركيز شديد غير منتبها للإصفرار الذي غزا ملامحها مع انسحاب الډماء من وجهها وذلك بنبش هذا الغريب وتذكيره لها بهذا الأمر المخجل
انا النقيب عصام بس مش انتي برضوا البنت اللي فتحت دماغ خطيبها اللي حاول ېتهجم على اختها.
ارتفعت وتيرة أنفاسها وقد بلغ الحنق بداخلها آخره فقالت بلهجة معتزة رغم الألم الذي كان ينخر بعظامها في عودتها لماضي تكرهه وتتمنى طمسه من تاريخها لتنسى معه هذه الحقبة من الحمق والغباء وغياب العقل
ايوة انا اللي فتحت دماغ خطيبي وعندي استعداد اعملها مية مرة تانية لو حد حاول يتحرش بيا بكلمة واحدة حتى انا او أي حد يخصني عن إذنك بقى.
قالتها وتحركت تتخطاه ذاهبة بعدم انتظار غافلة عنه وقد توقف محله يطالع انصرافها بإعجاب شديد فهي لا تعلم انه كان متابعا للقضية بحكم صداقته لأمين وذلك لأن الأمر يخص زوجة شقيقه رأها مرة أو مرتين أثناء التحقيقات وكانت في حالة مزرية ليست هي من يراها الان على الإطلاق معتزة بنفسها ورأسها مرفوعة رغم خجلها من عمل يشرف أعظم العائلات وفوق كل هذا جميلة بحق.
اخيرا جيتي يا كاميليا
هتفت بها زهرة فور اقتربت منها الاخيرة لتجلس بجوارها وتأخذ مكانها حول طاولة العائلة اشارت لها بالأنتظار قليلا حتى تلتقط أنفاسها فقد كانت تلهث بتعب اصار القلق بقلب لمياء لتسألها
حبيبتي ليه كدة هو انتي كنتي بتجري ولا ايه
نفت برأسها وتولت زهرة مهمة الرد عنها
لا طنت مش جري بس هي الحمل بتاعها صعب المرة دي وأي مجهود بيأثر عليها. 
يا قلبي ربنا يعينك ويكمل حملك على خير دا انا فرحت قوي لما قالي طارق.
قالتها لمياء بتأثر فتدخل زوجها يقول بمرح
أيوة يا بت يا كاميليا شدي حيلك بقى وهاتلنا قمورة لظافر كمان عشان مجد واخوه يبقوا عدايل.
قالها عامر وانطلقت ضحكات الجميع حتى أتى على أثرها جاسر وطارق الذي التصق بزوجته ليعلق سائلا
إيه يا جماعة ما تضحكونا معاكم.
اجابته زهرة تنقل انظارها منه وإلى جاسر
أصل انكل عامر بيحجز من دلوقتي عايز مراتك تجيب بنت تانية لظافر بعد ما خلاص ضمن مجد لفريدة. 
سمع زوجها ليضرب كفا بالاخر معلقا بدهشة
انتي كمان يا زهرة بتقولي ضمن في إيه يا جدعان دا العيال لسة مكبروش ولا يفهموا أي يا حاجة من الكلام ده. 
رد عامر بتصميم مخلافا له
وانت مالك انت كبروا
 

 

 

تم نسخ الرابط