رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


حمدي عن المعارضة وساهمت في ارتخاء الاخر وقد اتخذه بادرة جيدة منها ثم بالطبع استجاب الأول ليخرج محترما رغبتها وثقة تامة في رجاحة عقلها. 
فور اختلاء الغرفة عليهما بادرها بالسؤال الملح
إنتي بجد مخطوبة لشادي يا صبا
ردت بهدوء وصراحة أيضا
هي لسة مبقتش خطوبة رسمي يدوبك كلام في بدايته.
توسعت عينيه بذهول ودائرة الأمل تتوسع بداخله ليردف

طب كويس أوي يعني ينفع صبا تقبلي طلبي مدام لسة مفيش اتفاق ولا خطوبة رسمي قولي اه وانا مستعد انفذ كل اللي تقولي عليه أكيد عرفتي كويس اوي دلوقتي إن انا محتاجلك قد ايه وعايزك ازاي
سألته بما يشبه الأختبار
في السر برضوا ولا عرفي
نفى سريعا وقد تغلب الشوق على العجرفة التي كان يتمسك بها
زي ما تحبي يا صبا لو عايزة إشهار والدنيا كلها تعرف انا مستعد.
دلوقتي!
تمتمت بها فطالعها بعدم فهم قبل أن تردف نحوه بانفعال
حضرتك جاي دلوقتي تعرض عليا الجواز بعد ما زقيت ميرنا عليا أنا وصاحبتي
احتج پعنف ينكر بكذب مكشوف
يا صبا البت دي كدابة بلاش تصدقيها دي اكيد بتألف من دماغها انا لو مش عايزك في الحلال مكنتش جيت اعرض عليكي الجواز من تاني اهو.
تكتفت بذارعيها ترمقه بتمعن لتزيد من توتره قبل أن يخرج ردها
عارف يا عدي باشا انا ممكن اصدق كلامك في إني عجبتك او ممكن تكون حبيتني على فكرة مع ان دي مش متأكدة منها بس اللي انا متأكدة منه هو انك شوفتني واحدة زي أي واحدة تقدر تجيبها بفلوسك طبعا عشان الفرق الخرافي في المستوى ودي مقدرش الومك عليها بس انا كمان محدش يلوم عليا لم ابقى معتزة بنفسي ومبقلش بواحد يشوفني اقل منه حتى لو كان بيعشقني بجد مش كمان كل محاولاته في القرب مني كانت بالغلط........ يا باشا دا انت حتى لما حاولت تصلح جيت واتقدمت لأهلي انك تتجوزني في السر وغرورك صورلك ان احنا ما هنصدق ونتمسك بالفرصة.
للمرة الأولى يتمكن شخص ما من جعل عدي عزام يشعر بالخزي لقد كانت قوية لدرجة جعلته يسبل أهدابه عن مواجهتها في إحدى المرات قبل أن يتمسك بغروره الواهي في الإنكار رغم فشله لقد كانت رحيمة حينما أنهت لقاءه بها سريعا وقد استكفى من هذا الكم من الحقيقة التي ألقتها بوجهه. 
على قدر رزانتها في الحديث على قدر قسۏة الكلمات التي كانت تلسعه كالسياط لعلمه التام أنها محقة في كل حرف تلفظت به لقد كان يبتغي التغير والتمرد ونسي أن التغير لابد أن يكون بداخله
عدي انت سرحت
تسائل بها كارم لينتشله من دوامته قبل ان يجفله رنين الهاتف أيضا فتناوله سريعا يجيب الإتصال الغريب من زوجته
الوو.... أهلا يا ميسون.
وصله صوتها بصړاخ
عدي الحقني يا عدي.
بخطوات وئيدة حريصة خرجت من حمام الغرفة تلف رأسها بالمنشفة البيضاء بعد أن أنعشت جسدها بالماء الدافئ والمعبأ بالروائح العطرية التي تعشقها كي تستعيد بعض من روحها القديمة بجرعة من الرفاهية والدلال فقد سأمت المشفى وملازمة الفراش طوال الفترة الماضية ما زال الدوار يكتنفها على أقل حركة رغم اختفاء بعض الأعراض الأخرى مثل الرنين في الأذن والإرهاق الدائم وكثرة النوم والحساسية من الضوضاء وضعف التركيز والذاكرة وغيرها من الأشياء التي كانت تفقدها صوابها في بعض الأوقات. وتبقى معه الصداع الذي يأتي ويجيء رغم كل الإحتياطات والعلاجات.
حاسبي يا رباب.
تفوه بها مرافقا لذراعيه التي تلقفتها فور ان أهتزت بسيرها وتابع بسؤاله بعد أن تفحص وجهها جيدا
لسة برضوا الدوخة
رفرفت بأهدابها قليلا ثم أومأت رأسها بخفة لم ينتظر مزيدا من الشرح دنا بذراعه الاخر يحملها من أسفل ركبتيها والمئزر الأبيض الذي كانت تريديه ثم ذهب بها إلى الفراش يريحها عليه بكل حذر وقال معاتبا
ما استنتيش ليه على ما اطلعلك مكانش ليه لزوم أبدا تعملي أي مجهود من غيري.
اشرق وجهها بابتسامة ضعيفة لترد
ويعني انا عملت ايه بس انا أخري بس غطست في البانيو.
برضوا كان لازم تستنيني وانا اساعدك.
قالها منشغلا بشد الغطاء على جسدها فضحكت بصوت مكتوم لتردف بمشاكسة
إنت باينك استحلتها يا كارم وانا اللي فاكراك بتساعدني لكرم أخلاق منك مش لأغراضك الدنيئة.
بادلها هو الاخر الضكك ليندس بجوارها اسفل الغطاء الذي غطى نصفه وقد استلقي بنصف نومة وقال معترفا
بصراحة اه منكرش دي كانت من أجمل المهمات على قلبي.
خبئت إبتسامتها مع تذكرها للمجهود الخرافي الذي قام به طوال الفترة الماضية ليوفق بين رعايتها ومزوالة عمله بالمنزل ف الټفت ذراعها حوله لتريح رأسها بعناقه وتمتمت بهمس
أنا تعبتك أوي معايا يا كارم حملتك فوق طاقتك بصراحة مكنتش اتخيل ان عندك روح المساعدة والصبر دا كله عليا.
قبلها فوق رأسها بخفة متقبلا نقدها ليقول
فاهمك
انا على فكرة بس اللي عايزك تفهميه انتي هو اني عمري ما اتعرضت للمواقف دي مع الناس اللي بحبهم والدي لما تعب مخدتش يوم بليلة واتوفى وماما ربنا يخليها لسة موضعتنيش في موقف اختبار زي اللي اتحطيت فيه معاكي انا لو بإيدي كنت شيلت كل الألم منك وخدته ليا بعيد عنك.
زادت من التشبث به متنعمة بدفئه ورائحته التي تعشقها تردف ردا على كلماته
بعد الشړ عليك يا حبيبي حمد لله انا متقبلة اختبار ربنا.
تبسم بمكر يبعد رأسها بخفة ليطالع وجهها الجميل قائلا
بس بيني وبينك يعني فين الصعوبة اللي بتتكلمي عليها دي دا انا بشتغل يدوب ساعتين وبعدها اطلع عندك ادلع نفسي بقعدة حلوة معاكي يا في الجنينة تحت او في الأوضة هنا اخدلي حضڼ او بوسة من خدود القمر....  
كارم .
اجفل فجأة على صوت والدته يتبعه طرق على باب الغرفة تسحب من جوارها بهدوء حتى فتح للأخرى والتي دلفت خلف طفله الصغير
بابي.
يا قلب بابي.
قالها وهو يتلقفه بين ذراعيه ثم قام برد التحية لوالدته بقبلة على جانب وجهها قبل أن تسبقه للداخل قائلة
عاملة إيه مراتك النهاردة إيه أخبارك يا حبيبتي
همت لتعتدل بجذعها ولكن المرأة أوقفتها
أوعي تتحركي خليكي زي ما انتي انا اساسا كلمتين وماشية على طول.
ليه طنت هو انتي لسة قعدتي
اضاف كارم هو الاخر
ايوة يا ماما اقعدي الأول وبعدها اتكلمي براحتك. 
يا حبيبي انا مش تعبانة انا بس كنت عايزة اخد رأيك في مشوار كدة أصل الست مجيدة كلمتني بنفسها دا غير الدعوة اللي وصلت من أيام هتقدر تحضر النهاردة فرح أولاد عمك أمين وحسن
سهم بنظرته نحوها ثم انتقل نحو زوجته بشيء من توتر وقبل أن يعترض سبقته هي
مش أمين دا اللي هيتجوز لينا سكرتيرة طارق دي زهرة وجوزها كمان هيحضروا مع كاميليا خلينا نروح مع طنت يا كارم.
احتج قائلا بحدة
ازاي يعني هو انتي حمل سهر ولا أغاني وزيطة ثم أمين نفسه ده انا مش قابل اروح فرحه لو كان اخوه بس كنت عديتها. 
اشاحت بوجهها عنه تفمغم بكلمات غير مفهومة جعلته يردف سائلا بحنق
بتبرطمي
 

 

 

تم نسخ الرابط