رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


بالخروج لتستكشف الأمر ولكنها لم تتمكن فقد تفاجأت بزوج النساء الغبيات الاتي حاولن معها في بداية دخول السچن ولكنها أوقفتهن بقوتها وبخبرتها في التعامل مع مخضرمات قبلهن من عتاة الإجرام وذلك ما شجعها لتقابهلن الان بصيحة ساخرة رغم الخۏف الذي زحف بقلبها بوجودها وحيدة معهما في المكان الخالي من الجميع على غير العادة.

اسم الله يا حلوة انتي وهي واقفين متصدرين قدامي كدة ليه عايزين تاخدولي صورة
لم يتفوهن ببنت شفاه بل ظللن على حالة من الصمت المريب يطالعنها بنظرة فهمتها جيدا لا تونبئ بالخير أبدا يتقدمن نحوها بخطوات متأنية تزيد من رعبها ولأنها ذكية وتعلم انها الخاسرة لو حدث واشتركت معهما في الشجار الغير متكافئ على الإطلاق حزمت امرها للهروب تكتيكيا
دا باين فطار الفول تربس دماغكم بلا خيبة 
قالتها وهي تتحرك ببطء بعيدا عن محيطهما حتى كادت تتخاطهم لتعدوا هاربة ولكنها تفاجأت بالمرأة البدينة تباغتها بأن حاوطتها من خصرها لترفعها كطفلة بيدها قائلة
على فين يا حلوة هتهربي برضوا قبل ما نرحب بيكي ولا انتي فاكرانا نسينا الواجب
قاومت تضربها بمرفقها وترفس بقدميها في الهواء مرددة
اوعي يا بت مين دي اللي تناوليها ترحيبك هو انتي خيبتي ولا ايه أوعي كدة بدل ما اضيعك. 
الټفت لتقابلها المرأة الأخرى قائلة بتشفي
ما احنا برضوا كنا فاكرينك كبيرة ع الترحيب لكن دا كان الأول قبل ما تيجي الإشارة دا انتي متوصي عليكي بالجامد.
مين دا اللي موصي عليا بالجامد
سألتها ميرنا بجزع قبل أن تجفلها المرأة البدينة بدفعة قوية جعلت ظهرها يصطدم بقوة بحائط الحمام الرخامي فصړخت على أثرها متأوهة
ااااه انتوا مجانين
ضحكتا الاثنتان لتعلق احداهن
هو انتي لسة شوفتي جنان واديكي زي ما انتي شايفة اهو الساحة خالييية يعني التظبيط هيبقى ع الكيف.
دمدمت بشفاه مرتعشة وقد علمت بصدق نواياهن الخبيثة وما قد دبر في الخفاء لها
بقولكم إيه انا مستعدة اديكم الفلوس اللي انتوا عايزينها بس بلاش تأذوني دا انا اللي بيقرب مني بيكسب اوي تحبوا تشوفوا
قالت الأخيرة وهي تضغ يدها في جب صدرها في الاعلى لتخرج مجموعة من الأوراق المالية فتطلعت لها المرأة البدينة تجلجل بضحكة عالية لتردف بحسم
هو انتي لسة هتعزمي علينا ما احنا هنشوف بنفسنا.
قالتها كإشارة بدء لتهجم هي والأخرى يكيلن لها باللكمات والضربات الموجعة في كل انحاء الجسد وهي غير قادرة على تفادي ما تتلقاه من الاثنتان وصوت ضرخاتها يصل لخارج المبني ولكن لا أحد يستطيع المساعدة حتى رفيقتها سكسكة كانت تستمع بقلة حيلة ولا تجرؤ على الاقتراب حتى لا ينالها هي الاخرى نصيب من الضربات.
توقف بسيارته بالقرب من الموقع الذي يعمل به الرجال وظلت عينيه تبحث في كل الأنحاء عنها حينما لم يجدها أسفل المظلة الشمسية التي وضعها هو مخصوصا لها كي يخفف عنها من مشقة المتابعة اليومية في هذا الحر الشديد انتبه عليه عبد الرحيم فخطا سريعا نحوه يستقبله بزوق مرحبا
منور يا هندسة شرفت الموقع وانستنا.
اهلا يا عبد الرحيم هي شهد فين
سأله بلهفة امتزجت بتوتره فجاءه الرد سريعا من الاخر
الست شهد اخدت عربيتها وميشت حالا أكيد هتجيب اختها الست أمنية. 
تطلع نحو الساعة التي تزين رسغه فخرج صوته بضيق
دلوقتي دي اللجنة زمانها على وصول هي إيه اللي أخرها كدة
مط شفتيه بعدم معرفة قائلا
الله أعلم حضرتك .
اومأ له حسن لينصرف وتناول هاتفه يتلاعب بشاشته بغرض الاتصال بها ولكن وقبل أن يضغط على اسمها أجفله الاخر بنداءه
اللجنة يا بشمهندس. 
نظر نحو ما يشير اليه عبد الرحيم فتأكد من صدق ما أخبره به مما اضطره لتأجيل الاتصال حتى ينوب عنها في استقبالهم الان.
توقفت شهد بسيارتها أمام المبنى الذي كان يقف وينتظرها أمامه ترجلت منها لتعدو بخطوات مسرعة نحوه قبل أن تصل إليه وتسأله
اختي فين
مال برأسه نحو مدخل المبني ليسبقها بالدخول بهدوء مستفز فلحقت به لتدلف داخله بقلب وجل تبحث بعينيها يمينا ويسارا مرددة
هي فين
سمع منها وتابع يصعد الدرج الأسمنتي الخالي من الحواجز ثم خرج صوته كتمتمة
تعالي ورايا على فوق انا طلعت بيها على الدور التاني عشان الهوا الجو هنا كتمة.
تقلصت ملامحها بضيق لتصعد هي الأخرى وتلحق به دلف لإحدى الغرف ودلفت خلفه تجول بعينيها في أنحاء الغرفة
هي فين بالظبط انا مش شايف......
توقفت الكلمات على طرف لسانها فجأة وقد راودها الشك فالتفلت رأسها إليه بحدة لتفاجأ به يغلق مدخل الغرفة بإحدى البراميل الثقيلة والتي يستخدمها العمال عادة في محارة الحوائط والسقف وذلك بأن أسقطه أمامها 
احتدت عينيها بنظرة ڼارية نحوه وقد استدركت للفخ ألذي أوقعها فيه ولكنها ابدا لن تكون ضعيفة لشخص جبان مثله ولذلك خرج صوتها بازدراء تخاطبه
ايه قصدك م اللي انت بتعمله دا يا ندل يعني كل اللي حاصل ده وقصة اختي وتعبها لعبة منك
ضحك يتكئ على البرميل من خلفه ليرد بسخرية
لا وحياة عيونك الحلوة ما لعبة اختك فعلا مختفية ومحدش يعرف بمكانها غيري.
انتفضت والڠضب يعصف بها لتهدر قائلة پعنف
بقولك ايه يا ابراهيم أمور الهبل والشغل اياه ده بتاع الزمان ما يخيلش عليا فوق لنفسك واصحى كدة للي بيكلمك اختي فين ياض
جلجل بضحكاته ليرد بسخرية
لا خوفتيني يا بت وكشيت في جلدي من الړعب منك ايه يا معلم يا شهد دا انا المعلم ابراهيم برضوا لتكوني نسيتي يعني
رمقته بنظرة متدنية تقارعه بصيحة
معلم مين ياض وهي دي برضوا عمايل معملين ما تفوضك من الوهم بتاعك دا ابراهيم ووسع من طريقي عشان انا لا عندي مرارة ولا عندي وقت. 
ضحك بخشونة وتحشرج اثار تقززها لينهض فجأة بوجه تحول لطبيعته المتجهمة يعقب قائلا
يعني هتمشي وتسيبي اختك اهو امال ايه حكاية دور الخۏف ده اللي رسماه
من ساعة ما جيتي ع المحروسة. 
عايز ايه يا ابراهيم 
صاحت بها سائلة بانفعال قابله بابتسامة جافة قائلا
عايز نتحاسب يا شهد.
دار حولها يستطرد بفحيح
عايز حق الوعد اللي خدته من ابوكي واخلف بيه حق السنين اللي فضلت مستنكي فيها وبتمنى نظرة رضا وفي الاخر ضاع عمري بلاش في انتظارك أناا عايز حقي فيكي يا بنت المعلم ناصر.
دفعته في الاخيرة بكفيها على صدره ليرتد بأقدامه للخلف وتحركت لتتخطاه وتخرج ولكنه كان الأسبق بأن قبض على مرفقها يهدر غاضبا
عايزة تهربي زي كل مرة وتنفذي اللي في مخك طب المرة الاخيرة وروحتي كتبتي كتابك على البقف اللي بتتحامي فيه هو وعيلته المرة دي عايزاني اضيع الفرصة عشان ترجعي بعيل. 
حاولت نزع ذراعها تنهره كازة على أسنانها
سيب إيدي يا حيوان واللي انت بتقول عليه بقف ده بكرة هخليه يأدبك.
دا لو سيبتك تقعدي لبكرة.
طب بلاش اختك مدام مستغنية عنها مش عايزة تعرفي ابوكي ماټ ازاي
حدجته بنظرة كارهة بوسط الدرج لتردف بتصحيح
اختي مش هسيبها وهجيبها من عينك يا حيوان بس ايه حكاية ابويا ده ماله ابويا
ضحك يتمخطر بخطواته يردد بتأني متسليا بالقلق الذي يرتسم على
 

 

 

تم نسخ الرابط