رواية و بها انا متيم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 

 


تخاطبه باستغراب
شادي! يا اهلا يا ولدي مرحب.
رد بأعين زائغة تبحث من خلفها عنها او حتى ظلها
يا أهلا يا خالتي زبيدة عاملين ايه هو عمي مسعود موجود
هيئته الغريبة ادخلت الريبة في قلبها لترد سائلة بمزيد من الدهشة والقلق
عمك مسعود زين والحمد لله بس هو في الشغل دلوك ولا انت عايزه في حاجة مهمة لتكون الست الوالدة تعبانة ولا حاجة

نفى سريعا برأسه يجيب بصوت واضح عل الأخرى تسمع
لا لا يا خالتي متقلقيش ماما كويسة والحمد لله بس هي.... رحمة رحمة اختي كانت طالبة تشوف صبا في حاجة مهمة تخصها وزي ما انتي عارفة هي مش قادرة تقوم من مكانها مش هي برضوا رجعت من شغلها بدري .
اومأت بتفهم لتجيبه بعفوية
ايوة يا ولدي فهمتك بس صبا لسة تعبانة دي رجعت بدري ولساها متلخمدة جوا على سريرها أول ما ترفع رأسها وتقوم هجولها تروحها على طول متشغلش نفسك.
تغاضى عن كل ما سبق ليردد بقلق 
تعبانة يعني هي بجد تعبانة ايه تاعبها
تخضب وجه زبيدة بحمرة الخجل غير متحمسة على الإطلاق لاجابة السؤال المحرج فقد ذهب ظنها ان ما اصاب ابنتها هو بفضل عادتها الشهرية ولكن مع اصراره وهذه البلاهة التي اعتلت تعابيره اضطرت لمهادنته بتهرب حتى تصرفه
خير يا ولدي ان شاء الله متجلجش نفسك بلغ رحمة اني هخليها تجيلها اول ما تجوم.
زفر متراجعا بيأس وقد افحمته السيدة متفهما امتعاضها من الحاحه ابتلع ريقه يقول بقنوط
طيب ياريت ما تنسيش أو حتى خليها تفتح التليفون على الأقل.
من عنيا الجوز يا ولدي ولا يكون عندك فكر انا كمان لولا بس مشغولة النهاردة لكنت جيت معاك دلوك حالا واطمنت.
قالتها زبيدة وهي تتحرك بالباب لتغلقه لتردف اخيرا بابتهاج وكأنها تبشره
اصل النهاردة ولادي الجوز نازلين من الصعيد وبعملهم لجمة يرموا بيها عضمهم. 
نزل عليه الخبر كالصاعقة ودوار قد لف رأسه على الفور ليرد بقلة حيلة مستنبطا سبب الزيارة المفاجئة 
الله يسلمهم.
قالها وتحرك يجر اقدامه ليبتعد بخاطره عن الشقة قبل أن تطرده المرأة بنفسها لتظل روحه معلقة بمن ملكت فؤاده داخلها الأمر يزداد سوءا وهو كالعاجز ينهشه الخۏف عليها كوحش مفترس رفع رأسه للسماء يبتغي الوسيلة والدعم من خالقه ثم ما لبث أن يتغير كل ذلك مع فتح باب المصعد وخروج من كانت سببا في العقدة اولا كما يبدوا الان أن بيدها الحل ايضا.
برؤيتها شعر بالأكسجين يدخل اخيرا صدره ليتمتم كالغريق الذي وجد طوق نجاته بعد معاناة
موددة.
بداخل السيارة التي كانت تجمعه بها بعد ان اصطحبها لمصلحته الحكومية حتى تنهي اجراءات عقد استلام المشروع الجديد هتفت باستهجان يشوبه الڠضب بعد ان فتحت هاتفها ورأت الخبر
يا نهار اسود هي حصلت دا ايه المصېبة دي
عقب مجفلا لما تفوهت به
مصېبة ايه يا شهد كف الله الشړ ايه اللي حصل
ردت ترفع الهاتف امام أنظاره مرددة باستنكار
اتفضل شوف بنفسك بقى صبا اللي كل الناس تحلف بجمالها وأدبها ينقال عليها كدة دا عم ابو ليلة لو عرف مش بعيد تجراله حاجة يا نهار اسود لو حاجة
زي دي وصلتله بجد
بنظرة خاطفة نحو الشاشة فهم ما تقصده ليرد وبرأسه يعود للقيادة والنظر للطريق الذي تقطعه السيارة
أكيد دا تخريف طبعا البنت دي في منتهى الاحترام دا كفاية انها بنت ابو ليلة.
انا خاېفة عليها وعلى والدها أوي يا حسن دول جماعة صعايدة وميتحملوش حاجة زي دي.
قالتها بصدق ما تشعر به نحو الرجل الذي لطالما غمره برعايته وابنته التي لطالما كانت بمثابة الشقيقة الأخرى لها.
خاطبها حسن مهونا
أكيد ربنا هيقف جمبها يا شهد كوني واثقة من كدة.
اومأت بقلق لتتناول هاتفها مرة أخرى قائلة
أنا هتصل بابو ليلة لازم اشوف اخباره ايه
تركها حسن مستمرا في قيادته يتابع محاولاتها التي تكررت مرتين في الاتصال به دون إجابة لتطالعه بشك مرددة
مرتين اتصل بيه وميردوش يا حسن معقول يكون عرف
تحركت رأسه بدون معنى لينكر رغم الشك الذي اصابه 
هو الاخر
أكيد مش فاضي مش لازم ظننا يروح لحاجة وحشة يا حبيبتي. 
سمعت منه لتبتلع ريقها بعدم ارتياح ومقلتيها تدور بتوتر وحيرة قبل أن تحسم
بقول ايه يا حسن انا مش هطمن غير لما اشوف بنفسي كمل جميلك ووصلني لبيت ابو ليلة .
اعترض يذكرها
طب والعزومة يا شهد هو انتي ناسية اننا رايحين دلوقتي على بيت اهلك نوصل الجماعة. 
ردت بحزم وعدم قدر على الصبر
تتأجل ساعة ولا ساعتين يا حسن سوق بينا الله يخليك محدش ضامن الظروف. 
اطلق تنهيدة مطولة ليردف باستسلام
امرك يا ستي تستنى العزومة وانا هتصل بماما ابلغها.
تسائل حمدي يردد بالسؤال مندهشا لطلب رئيسه يناظره بشك لم يقوى على إخفاءه
نعم! بتقول مين يا باشا
زفر عدي يعيد القول رغم انزعاجه لمجادلة الاخر له
انت سمعت كويس فبلاش تستعبط يا حمدي انا عايزك توصلني لبيت صبا اكيد انت تعرف الاماكن دي بحكم صداقتك لشادي. 
بضغط شديد كان الاخير يكبح جماح نفسه عن الرد بما قد يتسبب في قطع عيشه يستفزه هذا الاصرار الغير مبرر لزيارة الفتاة متجاهلا بغباء بما قد يضر بسمعتها في يوم كهذا والاشاعات والأقاويل التي تحاك ضدها 
اطال بصمته حتى جعل الاخر يهدر پغضب
في ايه يا حمدي واقف مبلم كدة ليه هي القطة أكلت لسانك ما ترد.
زفر بداخله ليرد بنوع من المنطق عله يسمع او يفهم
يا عدي باشا افهمني احنا مينفعش نطب ع الناس كدة من غير ميعاد ولا سابق معرفة طب هنروح بسبب ايه متأخذنيش يعني حضرتك باشا وليك اسمك وزيارتك ليها ألف حساب.
ابتلع لينفي عنه الحرج يدعي المروءة بقوله
كلامك معقول طبعا بس انا عايز اروح لأهل البنت وابين حسن نيتي انت أكيد وصلك الضجة اللي ع الصفحات عني وعنها من امبارح البنت ما عملتش حاجة وانا عايز ارفع عنها اي اساءة.
تبين حسن نيتك!
غمغم حمدي بالكلمات الغريبة بداخله ليخرج سؤاله بتوجس
طب انا اسف حضرتك في السؤال بس انت هتبين حسن نيتك ازاي يعني
سأله بنوع من الحدة لم يغفل عنها عدي ولكنه تغاضي ليرد بتعالي
وانت مالك انت اخرك توصلني البيت هناك وانا بقى اتصرف معاهم ان شالله حتى اطلب إيديها للجواز. 
زاد الحنق بقلب الاخر وقد وضحت امامه الصورة كاملة ليرد بتهكم مقصود ورفض قاطع في ان يشارك هذا العبث وأذية أعز الناس إليه بهذا الفعل صديقه شادي
تطلب ايديها للجواز كمان دا كرم بالغ منك يا فندم بس للأسف انا مش هقدر احضر معاك عشان عندي ظرف قهري يمنعني بس ممكن ارشحلك حد يوصلك طبعا أنت تؤمر.
الانتظار هو اصعب ما يمر به الانسان بتوقع السوء او المصېبة التي على وشك الحدوث وهي انتظرت وانتظرت كثيرا رغم علمها بطول المسافة التي يستغرقها القطار من الصعيد إلى القاهرة ولكن اليأس والشعور بالظلم جعلها مستسلمة لكل ما هو اتي هي حرة ولا تقبل ان يمس جلبابها طرف غبار ترفع اسم والدها معها اينما ذهبت كتاج يزين رأسها ولابد أن تحافظ عليه تحمل نفسها الخطأ بثقتها في البشر وهذه الأحلام الغبية بحياة افضل كانت تظن بسذاجة أنها قد تحدث ونست ان الحظ لم يكن أبدا حليفها.
رفعت رأسها منتبهة لهذا الطرق الغريب على باب غرفتها والذي اندفع للداخل ببطء حتى أطلت عليها برأسها وهذه الابتسامة البريئة رغم كل الأخطاء بشخصيتها
مساء الخيييير.
شهقت متمتمة بمفاجأة وعدم تصديق
مودة! معقول
خطت لتلج إليها مرددة
وليه مش معقول لدرجادي كان مستحيل يعني
قالت الأخيرة لترمي بثقلها على السرير بجورها ثم تضمها بعناق قوي تعدى الصداقة حتى صار كالآخوة بعد فعلتها الاخيرة ووقوفها معها في أصعب محڼة مرت بها على طول سنوات عمرها القصيرة. 
تلقفت صبا الدعوة وكأنها وجدت المأوى لإفراغ الدموع مع من سيتفهم وضعها.
اجهشت بالبكاء المرير حتى رفعت مودة رأسها إليها بدعم قائلة
ليه العياط والدموع دي يا صبا انتي قوية ومحدش يقدر يمسك بكلمة متخليش كلام الهبل ده يأثر فيكي.
رد بضعف وصوت مهزوم من بين دموعها
لأ في يا مودة ومدام ډخلتي في الموضوع على طول يبجى انتي كمان عارفة امتى طلعتي من السچن وامتى عرفتي بخيبة صاحبتك
اقتربت تقبلها اعلى رأسها قبل أن تعتدل لتضمها بذراعها على كتفيها تخاطبها بمؤازرة
ما اسمهاش خيبة دي اسمها غيرة وحقد من ناس لا يعرفوا ربنا ولا الدين صفحتك بيضة يا صبا ومحدش ابدا هيقدر يلوثها واللي عملت كدة ربنا بيجازيها ولسة ياما هتشوف.
انتي قصدك على مين
سألتها صبا وقد انتبهت جيدا لما تفوهت به الأخرى والتي تابعت تضيف
مش محتاجة زكاء يا صبا انا دلوقتي بس فهمت كل حاجة والملعوب اللي اترسم عليا وعليكي وانتي بنقاءك ده ربنا نجاكي وحفظك من كل شړ.
احتدت صبا بالنظر إليها وكل ما تردف به يزيد من دهشتها وارتيابها فخرج سؤالها بشي من الانفعال
مودة لو عارفة حاجة جوليها ما تسبنيش كدة انا على اخري. 
وعلى عكس المتوقع ردت الاخيرة بابتسامة تزين ثغرها
هقولك وافهمك على كل حاجة بس المهم دلوقتي هو الرسالة اللي لازم أوصلهالك...... 
طالعتها باستفسار فتابعت لها بمزيد من المرح
مستر شادي بيبلغك انه معاكي وفي ضهرك دا غير انه وصاني ابلغك بالكلام اللي هترودي بيه قدام ابوكي واخواتك لما يجوا يسألوكي. 
اصابها الذهول حتى رددت بكلمات غير مترابطة
انتي بتجولي ايه شادي جارنا! اخو رحمة! جالك كدة وعارف كمان بموضوع خواتي
توسعت ابتسامة مودة لتقسم لها مؤكدة
والله زي ما بقولك كدة دا بيتصل بيكي من الصبح عشان يكلمك بنفسه وما صدق شافني دلوقتي وانا جيالك عشان يخليلني اوصلك كلامه وافهمك.
..
على الاريكة التي تحتل جزءا كبيرا في جانب الشرفة الخاصة بغرفة نومه بنصف جلسة كان متكئا على الوسادة القطنية بما يقارب النوم ينفخ الدخان الرمادي من السېجارة لتشكل سحبا من حوله وقد كان شاردا في أفكاره السوداء بعد أن تجرأت هذه الهبلاء في تحديه وكأنه فقد السلطة عليها وأصبح أمره لا يعنيها وهذا نتاج تهوره ورد فعله المبالغ فيه لقد اخطأ حينما ضربها ولكنها لم تترك له خيارا حينما ضغطت بكل غباء تذكره
بزواج الأخرى وحق الاخر في لمسها لقد غلى الډم في عروقه واشتعلت رأسه بلهيب الغيرة لا يتصور ولن يتقبل بحدوث ذلك مرار حلقه من شيء بوغت به كالصاعقة التي نزلت عليه لتفقده اتزانه لقد كان على وشك ارتكاب چريمة ولولا احتفاظه بالقليل من عقله لكان فعلها وخسر معها حياته قرار الإنسحاب ومغادرة الحفل جاء في الوقت المناسب قبل أن يتهور ويحدث ما لا يحمد عقباه.
كل دا دخان يا ابراهيم إيه يا بني حريقة سجاير
تمتمت بالكلمات سميرة وهي تدلف للشرفة من خلفه ويدها تلوح في الهواء بسعال خفيف ليعقب لها مستهجنا
بتكحي ليه دا احنا حتى في الهوا مش في مكان مقفول.
ايوة
 

 

 

تم نسخ الرابط