رواية بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف أيام الجزء2 من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
ذاك الشائب ينخدع فيه انخداعا كليا .
في فيلا آدم المنسي حيث بدأ ذاك البث المباشر وهو يطرب فيه بأنشودة للعفاسي بصوت عذب جميييل وما إن اندمج في الأنشودة قرأت عينيه بعض التعليقات التي أثرت في نفسه وجعلته حزن كثيرا وبدأ حماسه يقل روايدا رويدا وبالرغم من أن أكثر التعليقات معجبة وبشدة للأنشودة بصوته إلا أن التعليقات السلبية هبطت من عزيمته ثم أغلق البث وبدأ بفرز التعليقات والتي كانت أغلبها
وقرأ تعليقا آخر
Oh No بقي آدم المنسي النجم اللي كانت البنات هتتجنن عليه وبتطلع له على المسرح يدفن نفسه وموهبته بالحيا كدة علشان مجرد حتة بنت صعيدية فلاحة وهو كان بيترمى تحت رجليه ملكات جمال !
وتعليقا آخر
ايه بجد الحاجات المقرفة اللي بتحصل دي يعني انت ضحيت بنجوميتك ومجدك وشهرتك علشان شخص في اي وقت لو حصل اي حاجة ينساك ويسيبك بس بعد مايكون خسرك كل حاجة حلوة في حياتك وفي الاخر هيقولك محدش طلب منك تضحي ووقتها هتكون خسړت نفسك وجمهورك الكبير اللي قعدت سنين تبنيه .
شعر بالاختناق من استفسارها فقد أثرت التعليقات السلبية عليه بشدة وجعلته الآن غير متزن فكريا ثم أجابها بخفوت وهو يوجه أنظاره ناحية الحديقة بعيدا عن عينيها
مفيش مخڼوق شوية بس .
استشفت حزنه من وأنه بالتأكيد مملوء بالهم وأنه على غير عادته الطبيعية ثم اقتربت منه وبدأت تدلك رقبته من الخلف بحنو كي تجعل جسده يشعر بالاسترخاء
أخذ نفسا عميقا وهو يمسح وجهه بيديه ولم يفعل ماقالته لينطق برجاء لها
معلش يا مكة سيبيني لوحدي شوية مش قادر اتكلم في أي حاجة ولا فيا طاقة اني أفتح اي حوار وكمان مش عايز وانا متعصب ومخڼوق نتناقش اصبري لما أهدى شوية علشان أتكلم بأعصاب هادية ولا أنا اضايقك ولا انتي تزعلي مني في اي كلام أقوله لك .
حاضر يا آدم هسيبك لوحدك .
أنهت كلماتها وحملت مصحفها في يدها وخرجت إلى الحديقة كي تقرا وردها اليومي أما هو هاتف هند أخته فور خروجها وبعد السلام والتحية طلب منها أن تقرأ التعليقات التي دونت له على بثه وبالفعل قامت بقرائتها وبعد أن أنهت معظمها سألته بتعجب
طب إيه بقي اللي في التعليقات مضايقك قوووي كدة ممكن افهم
أجابها بضيق
يعني مشفتيش طريقة الناس عاملة ازاي وكلامهم اللي زي السم
تفهمت وجعه جيدا ثم تحدثت باستجواد
أه شفت الناس الكتيرة قوووي اللي بتشكر في محتواك وتعليقاتهم مليانة قلوب على القائك للأنشودة وانك أبهرتهم في لونك الجديد.
تنفس بصوت عالي وصل إليها ثم قال بحيرة
طب والتعليقات التانية ما أخدتيش بالك منها ولا قصدتي تعمي عينك عنها
أجابته بثقة
ياسيدي هو الناس ليها عندك ايه يعني علشان تشغل بالك برأيهم ولا بكلامهم وتعليقاتهم السخيفة
بص على الحلو الكتيير قووي اللي مالي التعليقات وسيبك من الناس اللي لا هتودي ومبتجيبش من وراها إلا الهم فكأنك مشفتهمش وتنكد على نفسك وطالما الآراء الكتيرة عجبهم اللون ده يبقى نكمل ومنشغلش بالنا بالمحطمين وبعدين ياسيدي طالما مستريح وحابب اللي بتعمله يبقي طظ والف طظ فيهم ولا كأننا شفناهم قدامنا ولا كلامهم يفرق لنا يادومة وبصراحة بقي إنت أنشدت الكلمات حلوة قوووي وأنت عارف إن العفاسي شيخي المفضل علشان كدة هطلب منك كتييير حاجات حلوة للعفاسي بصوتك .
استطاعت شقيقته تهدئته ببراعة فائقة وهو يشعر بالاقتناع فهتف بقلب مطمئن
من زمان قووي وانتي بتبسطي الأمور وبتحليها بكلامك وتقلبي الۏحش اللي ماليها لحاجة حلوة تطمن القلوب يا هنودة .
ابتسمت شقيقته ورددت بقلب مملوء بالحنان بنبرة تصحبها الدعابة
روق يانجم النجوم الناس مبتتفقش على حد وحتى على نفسهم فكبر الجي يافنان .
قهقه ادم على دعابتها ثم شكرها بامتنان
حبيبة اخوها منحرمش منك هقفل انا بقي علشان شديت مع موكة هروح اروق عليها .
انهي حديثه معها ثم ألقى هاتفه وخرج إلى الحديقة وجد مكة تقرأ القرآن بتمعن وقلب مطمئن فاقترب منها واحتضنها من ظهرها وقبلها من جبينها هاتفا بجانب أذنها بحنو
حبيبي اللي زعلته حقك عليا.
أغلقت المصحف الشريف وقبلته ثم وضعته علي المنضدة الموجودة أمامها وتحدثت إليه بنبرة ملامة وقد رأت التعليقات علي البث المباشر وعرفت سبب ضيقته
لا اني مخاصماك وقلبي زعلان منك قوووي .
جذب يدها بين كفاي يداه وهو يقبلها
طب متزعليش مني علشان إنتي عارفة مقدرش على زعلك ولا ان قلبك يكون مضايق من حاجة .
تهجمت ملامحها بامتعاض فكفاها تعب حملها الشديد عليها والذي أثر على نفسيتها بشدة وجاء هو وأكمل عليها ولم تدعى لأسفه اهتماما
ليه يا آدم لما نزلت البث وجت لك بعض التعليقات السلبية وشك قلب وزعلت قوووي اكده
بجد اني اتضايقت من ضيقتك ومش بس اكده له اني زعلانة كمان بسببها مش بسبب انك قلت لي بعدي عني دلوك .
تنهد بضيق من تفكيرها ثم تحدث بنفس تهجمها
هو دي كل اللي هامك وضايقك علشان نفسك مش علشان زعلانة اني اتضايقت !
بجد أنا مصډوم فيكي دلوقتي وفي طريقة تفكيرك وحاليا حسستيني إن عقلك صغير ومبتعرفيش تحتوي زعلي ولا ضيقتي زي ما أنا بعمل معاكي .
اشتد الاحتدام بينهم وهتفت بحدة
عقلي صغير ! هو انت هتعايرني انك هتراضيني وتحتويني دي واجب عليك على فكرة انك تراعي أهل بيتك .
قام من مكانه وألقى الكرسي جانبا ثم هدر بها
لا إنتي اكيد مش طبيعية لأن طريقة كلامك مش مقبولة بالمرة وآدي المكان ليكي ياستي ولا تكلميني ولا اكلمك وخليكي بقي في نكدك ده لما تعرفي تتعاملي إزاي مع جوزك وتتعلمي انك متبقيش حادة معاه في الكلام وتغيري من أسلوبك نبقي نتكلم وقتها
.
ألقى كلماته في وجهها ثم ترك لها المكان فأدمعت عينيها لما حدث بينهم ثم شعرت بالدوار يهاجمها وشعرت انها تريد التقيئ فمعدتها انقلبت بسبب حزنها وجرت ناحية الحمام وأفرغت مافي معدتها
استمع الى تعبها وهو يهبط الأدراج فنظر إليها من بعيد بأسى وخطى بخطواته إليها كي يقف جانبها ولكنه تذكر كلماتها اللاذعة له فغير اتجاهه وغادر المكان تاركا إياها تنفرد بحالها
أما هي رأت تقدمه وتراجعه فشعرت بالألم النفسي وأنه تركها دون أن يحنو عليها كعادته فبكت بشدة بعد أن جففت وجهها وخرجت من الحمام وصعدت إلى غرفتها وارتمت على تختها وهي تبكي بأسى لشجارهم الذي لم يكن موجود من الأساس .
في
مكتب جاسر وبالتحديد في الساعة الثامنة مساء أنهى مقابلته مع موكله ثم عاد إلى مكتبه
ألقى السلام على مها الجالسة المنكبة على الملف الذي بيدها فرددت السلام بخفوت بنبرة حزينة
وعليكم السلام.
اندهش لنبرتها ثم عاد بخطواته إليها متسائلا إياها بنبرة حنون
مالك يا مها صوتك متغير اكده ليه
لم تريد رفع وجهها إليه فهتفت وهي تحاول الانشغال بالملف الذي بيدها
مفيش يامتر أني زينة متقلقش .
اندهش لعدم نظرتها له وبات داخله يتسائل ماذا فعلت بك كي لاتريني وجهك وتتحدثين معي بتلك النبرة الحزينة فسألها
هو أني ضايقتك في حاجة يامها علشان متبصليش واني هكلمك
تخبط قلبها داخلها لأجل حزنه وما وصل إليه من نبرتها فهو يتعامل معها برقي وذوق لم تعهده في جنس الرجال من قبل بل إنه يحنو عليها وېخاف على حزنها كأنها كقطعة زجاج رقيقة يخشى عليها الكسر أو الخدش فهو أثبت لها أن الرجال مختلفون متنوعون أنساها كل ماحدث لها من مرار جعل قلبها ينبض بالحب الراقي الحلال لأول مرة في عمرها بأكمل ثم رفعت عينيها المغشيتين بالدموع وأثر الاحمرار الشديد
نابع منهما فانقبض قلبه داخله لأجل حزنها الشديد البائن على ملامحها المنطفئة المملوءة بالقهر
لا والله يامتر يعلم ربي إني عمري ماشفت منك إلا كل طيب وكل رجولة اني بس اللي نفسيتي تعبانة شوية .
أنهت كلماتها ثم وأدارت وجهها بعيدا عنه وقد التمعت الدموع في عينيها ثانية فخطى تجاهها وهو يشعر بالۏجع لۏجعها ثم اقترب منه وكل ذرة داخله ثائرة فحبيبته حزينة بل عيناها ممتلئة بالدموع التي جعلت القابع بين أضلعه يريد اختطافها بين أحضانه كي يخفف ألمها ثم همس أمام عينيها برقة أذابتها
مش حرام العيون دي تدمع مالك بس يا ام الزين
ما إن ناداها بأم الزين حتى شهقت في بكاء مرير جعله واقف أمامها يشعر بالعجز الآن ويود جذبها بين أحضانه كي يشعرها بالأمان الذي جافاها ثم مد يده دون أن يخشى اي شئ وأزاح يدها من على عينيها الباكية ورفع وجهها إليه حتى استقرت عينيها داخل عينيه الزيتونتين مما جعلها تهتز بإثارة من اقترابه وهو يطمئنها
له مهتحملش بكاكي ولا اني اشوفك اكده ومقادرش اضمك لقلبي واخفف عنك واوريكي إن الدنيا لسه مليانة حب واحتواء وأعرفك إن قلبك جمييل ميستاهلش إلا كل جميييل .
تطلعت بمقلتيها الحمراويتين من البكاء وهي تشعر بأنها في أكثر وقت لاحتياجه الآن فهو أتاها في عز ضعفها في عز تشتتها فأكمل هو
كفاياكي دموع وقولي لي جرى ايه خلاكي هتبكي بشدة قوووي اكده
هدأت من شهقاتها ثم تمتمت بنبرة خاڤتة حزينة
اصل النهاردة كان عيد ميلاد زين وزيدان وكنت بجهز للاحتفال باليوم دي من قبلها بيومين وكنت أعرف اي حاجة نفسهم فيها واكتبها أول بأول واجيبها لهم
ثم ذرفت دموعها وهي تحاكيه عنهم مرة أخرى وهو يجلس أمامها على المكتب ويستمع إليها بإنصات شديد محبب إلى قلبه
كانوا روحي وقلبي والنفس اللي هتنفسه في أحضانهم بيكفيني وبيراضي قلبي عن أي ۏجع بس هما مشيوا ومبقاش ليا إلا الۏجع مشيوا وأخدوا وياهم
ضحكتي وفرحتي وحياتي وحشة من غيرهم .
ابتسم لها مرددا بحنو
ياه يا مها قد اكده كنتي أم عظيمة وبتهتمي بيهم وهتحبيهم اكتر من نفسك لدرجة ان عيونك مليانة
متابعة القراءة