رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم
المحتويات
جانبي رأسها متحدثه بصوت مشوش مش عارفه حساك وافقت عشان خاطر ... وضغطت رأسها اكثر
اقترب منها خطوتان وفي الثالثة كان يحدثها بشك حاسة بحاجة!
صداااع قوي
اشوف دكتور !
اخفضت بصرها قليلا متحدثه اكيد ده من التعب والاجهاد
اكيد
نظرت له بتفحص هو قريب منها بدرجة تستطيع كشف ما بداخله ... هتفت بصوت هادئ ايه اللي خلاك وافقت كده بالسرعة دي!
خاېفه اكون اتسرعت واجبرتك علي كده
طمئنها بنظرته قبل حديثه هامسا صدقيني أنا مش مجبر ورحمة بنت كويسه ألف واحد يتمناها
شعرت راية بالاطمئنان قليلا فأهم شئ عندها قد حدث وهو موافقته عليما تريد
اتبع متحدثا هي هتخرج امتي
بكرة
خلاص هسبها ترتاح يومين وهتكلم في الموضوع رسمي بإذن الله
انشقت ابتسامه صغيرة علي وجهه ردا علي ذلك الشكر وغادر لعمله من جديد
هدأت من روعها فقد تحقق ما تريد وهيلن تطمئن علي رحمة مع أحد كوسيم هو خير خيار لها وخير زوج
تنهدت وهي تتجه بخطوات مطمئنه لغرفتها وجدتها جالسه علي جانب وارجلها لاسفل ترخي رأسها قليلا وقد ازالت حجابها وملامحها تختفي خلف خصلاتها الساقطة علي وجهها ويداها لجوارها تستند بهما علي
رفعت بصرها لها في هدوء متحدثه ايوه
تعجبت اكثر من هدوءها متحدثه أنت كويسه
اومأت لها برأسها مع ثبات اكتافها ايوه كويسه ... واخفضت صوتها تتابع عمري ما كنت
كويسه زي الوقتي
اقتربت منها ترجع خصلاتها للخلف وتربطهم برباط خاص بهم متحدثه ماشي يا حبيبتي يارب دايما تكوني كويسه وبخير
اغمضت عينيها رحمة متحدثه مش عاوزه افكر في أي حاجة دلوقتي عاوزه افصل خالص
اخرج عاصم سېجارة من العلبة التي اخرجها من شقة جلبابه سريعا متحدثا بس كلامك اتغير يا ود خالي
اعتدل فضل في مقعده متحدثا لاه متغيرش ولا حاجة أنا لما أعطي كلمه بنفذ علي طول وكان يقصد بكلامه عزيزة أخت عاصم .... فبعد أن رفضها رحيم كان يرمي بأن تتزوج فضل رضوان ... وهو لم يمانع لكنه لم يعطيه كلمه صريحة ... المصالح بينهم كانت تستدعي منه أن يترك الامر معلق بتلك الصورة حتي لا تتدهور العلاقات ... فهو يملك من الذكاء والحكمة قدر كبير في تصريف الامور بشكل جيد دون خسارة فهو أكثر شئ يكرهه الخسارة ...
تحدث عاصم پغضب وليه تتجوز المصراوية دي هما بناتنا مش ملين عينك ولا ايه!
لاااه مش اكده يا عاصم بس ده شغل وعشان محدش يوجعني أنا بعمل الصالح وبس
نظر له عاصم بشك متحدثا بينك حبيتها يا فضل!
تغيرت ملامحه وقضب بين
جبينه متحدثا بصوت غاضب الحب ده مش في قاموسي يا عاصم جلت لك شغل وبس
اومأ عاصم في شك وبداخله ڼار كبيره ... الكل لا يريد اخته وكأنها عار ... كأنها وباء الكل يبتعد عنها خشية الټأذي يزفر في داخله بڼار مشتعله لو رأها أمامه الآن لحرقها حيه من شدة غضبه الذي لن يظهره أمام فضل حتي لا يشعره بشئ ...
تحدث فضل في هدوء من جديد سيبك من ده كله خلونا في موضوعنا الاهم
نظر لها بتفحص وهو يغلق احدي عينيه قليلا ينتظر ما سيقول
وصل رحيم بعد طريق طويل ومجهد
دلف غرفته كانت تنتظره علي أحر من الجمر فقد تأخر قليلا
قبل رأسها متحدثا معلش كان ورايا شغل مهم اتعشيتي
لا مستنياك وعصافير بطني بتصوصو
ضحك وهو يأخذها تحت جناحه يسير معاها للداخل متحدثا بلطف بتصوصو بتصوصو
اومأت له في تأكيد
تحدث مداعبا لاه مليش حج كيف اتأخر كده واخليها تصوصو لازم نأكلها
هتفت وهو تتبتعد عنه ترتدي ازدالها هنزل اجهز الاكل علي طول وهطلعه ناكل هنا
اومأ لها وهو يخلع قميصه متحدثا جبلنا جوزين حمام كده ولا دكرين بط ... كادت تغلق الباب فرجعت له متحدثه رحيم!
هتف معترضا هو يستلقي علي هو أنا جلت ايه هو الاكل حرام وأنا معرفش!
زفرت وهي تتجه للخارج متحدثه حاضر هجبلك خروف
تحدث بصوت عالي جوام وحياتك اصلا جعان جوي جوي
غادرت والبسمة تملئ وجهها وقلبها فهو كفيل بأن يغيرما تشعر به في لحظات يملك من الحنان ما يكفي ويزيد ... وضع يده خلف رأسه يتذكر ما حدث منذ ساعات ... وهو يقف أمامه في مكان عمله ... يسأله بكل صراحة ماذا يريد منهما
هتف رياض مستهزءا به وهي وكلتك محامي عنها ولا جوز الست جاي يدافع عنها
تغير قسمات وجهه وظهر العرق النابض برقبته مع ارتفاع انفاسه توقع رياض لكمه تطيح به بعيدا لكنه فوجئ من هدوء نبرته متحدثا من الآخر جول عاوز ايه من غير لف ودوران ... أنا جيتك دغري جيني دغري
رفع حاجبه متحدثا بسخرية هكونةعاوز ايه ابن اخويا ميترباش في بيت راجل غريب
ضحك رحيم متحدثا به به علي الحنيه ياولاد ... مليجاش عليك شوف حچة تانية
هتف في ڠضب أنت جاي تهزقني هنا ولا ايه احنا بنا المحاكم وشوف مين اللي هيضحك في الآخر
تنهد رحيم متحدثا أنا جيتك لحد عندك مش خوف ولا ضعف أنا أعرف أجف جصاد كويس جوي بس جيتك عملت حساب للدم ومعاك يومين كلمتني جلت عاوز ايه فيهم كان بها مكلمتنيش خلاص يبجي أنت اللي
اخترت
حدقه بنظرة غاضبة متحدثا مبتهددش ومتفكرش الكلمتين دول خوفوني ولا هزوا شعره مني
هتف رحيم قبل أن يغادر أنا عملت اللي عليا خلاص والكرة في ملعبك
لم يفق من شروده الا علي لمسه حانيه وصوت عذب يخبره أن الطعام جاهز
الټفت لها يستجمع افكاره ثم اقترب من الطعام يسمي الله وكانت أول لقمة توضع في فمها بإيثار وهي تنظر له بحب كبير وشعور بالامان لم تحسه قط إلا معه
مر يومان ...
أنتهت المهله التي تركها له
لن يتراجع عن ما قرر سيعرف كيف يأخذ سيف منه بحكم قضائي لن يتراجع اتجه لغرفة المكتب يطرق الباب علي فارس ودخل علي الفور
تحدث فارس وهو يقلب في اوراق يطالعها اهلا يا خوي
كيفك عاش من شافك ياود ابوي
ضحك رحيم من قلبه وهو يجلس متحدثا بينك بتتريج علي صح أنا مش هرد عليك كاني مسمعتش حاچة
انتقل الضحك لفارس متحدثا بتعجب به به لاه دا أحنا مزجنا بحيعالي جوي اهه
اومأ رحيم وهو يرخي جسده علي المقعد متحدثا جوي جوي يا اخوي
ابتسم فارس في سعادة وتلك المرة تحدث بجدية حاسك مبسوط يا رحيم مش كده
أومأ متحدثا الحمدلله يا اخوي
تنهد فارس متحدثا ياااه يا رحيم من زمان مشفتش وشك منور زي دلوك يارب فرح جلبك علي طول يا اخوي ويرزجك الولد
تنهد رحيم يجيبه امين يا اخوي بجولك هات رقم المحامية عشان اكلمها في القضية
تحدث فارس في شك عمه موفجش علي التراضي معاك
لاه يا اخوي رحت لحد عنده وموفجش
اومأ فارس متحدثا سيبه بجي للجضايا والمحاكم وحبالها الطويلة وفي الاخر مش هيطول حاچة واصل
اكد رحيم في قلق ربنا يستر هكلم المحامية اللي صحيح اسمها ايه
راية
صمت رحيم يتأمل الاسم متحدثا حلو جوي الاسم ده
اومأ فارس دون حديث واعطاه الرقم غادر رحيم وقد اخبره انه سيحاكيها ليعرض عليها الامر كامل
وبالفعل هاتفها ...
كانت رحمة قد غادرت المشفي منذ أمس ... كانت كل من رحمة وراية تشاهد التلفاز فب غرفة المعيشة راية تجلس ورحمة ممدده علي الاريكة ورأسها علي أرجل راية ... رن هاتفها مالت قليلا لتلتقطه من جوارها ... ونظرت للرقم لتجده رقم لا تعرفه ... وضعت الهاتف لجوارها من جديد وبداخلها يتسأل ياترا لمن هذا الرقم
تسألت رحمه بشك مش هتردي يا راية!
اجابتها سريعا لا رقم معرفوش
اومأت قليلا ودارت الافكار في رأسها هي الاخري من المتصل هل يكون فضل او أحد اتباعه
لكن مع الرنين الثاني استوت رحمة جالسة تطالع الهاتف بقلق والاخري كانت تطالعه بنبضات عالية
هتفت بصوت مهتز مش هتردي
كان سؤال لكنه كان تحفيزا لها فرفعت الهاتف علي أذنها متحدثه بصوت متردد السلام عليكم
جاءها الصوت الحنون وعليكم السلام ورحمة الله الاستاذة راية معايا
ردت في تعجب وخوف من يقصدها ايوه مين معايا
أنا رحيم عتمان
اتسعت عينيها وانقطعت انفاسها لماذا تهاتفها هو الآخر وغاب عن فكرها تماما القضية الخاصة بزوجته
اعتقد أن الخط انقطع بعد هذا الصمت الطويل فهتف ليتأكد الووو
ايوه معاك
آسف لو اتصلت في وجت مش مناسب ولا حاچة
تعجبت من نبرته الهادئة الغير متعالية كأخيه وهتفت لا ابدا مفيش ازعاج ... خير
فارس كلمك عن الجضية قبل كده
ضړبت رأسها سريعا تتذكر القضية متحدثه ايوه كان كلمني من يومين فعلا بس نسيت
ابتسم رحيم متحدثا لاه بالله عليك مش من اولها تنسينا
ابتسمت قليلا هي الاهري متحدثه معلش كان عندي ظروف صعبة بس الحمدلله خلاص ونظرت لرحمة
هتف طب الحمدلله حيث كده اجدر اجيك المكتب دلوك
لا أنا مش في المكتب الوقتي ومش هقدر اروح الفترة دي
تعجب رحيم متحدثا امال هجبلك كيف
همست له مش عارفه بس الوقتي مش هقدر اسيب البيت ولا هقدر استقبلك فيه ...
طب والعمل
تذكرت وسيم ... فهتفت ممكن بكرة هيناسبك
ايوه مناسب
خلاص أن شاء الله
كان في غرفته ....
يرتدي جلبابه الذي احضرته له ... تنظر لنعكاسه في المرأة وهي تضع يد علي كتفه والآخري خلف ظهرها نظر لتقوسه متحدثه هنروح كلنا الفرح يا أبوعلي
نظر لها لحظات قبل أن يهتف مؤكدا ... أيوه
شردت تفكر هل تصالح هو حنان قلبها يحدثها أنه لم يحدث ...لكن فضولها سيقتلها إن
لم تعرف فهتفت لتأخذ الاجابة منه وحنان هتاجي هي كمان
نظر لظلها في المرآة بقوة وكأنه يخبرها لما تسأل هذا السؤال لكنه صمت يطالعها وهو يرتدي عمامته بنظرة معتمة تعلمها جيدا
حاولت اخراج نفسها من هذا المأزق متحدثه بسأل عشان مشفتهاش النهاردة تكون
متابعة القراءة