رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
المحتويات
ياراكان
أشار بعينيه على الطعام وهو يرسم إبتسامة ثم تحدث
كلي حبيبتي وبعدين نتكلم ...دلفت فرح وسارة في تلك الأثناء
هاي ياجماعة ...إيه دا عندكم ضيوف
استدار راكان يبتسم بسخرية مردفا
اهلا برنسس العيلة الفاشلة قالها بصوتا خفيض ثم تحدث
تعالي ياسوسو دول مش ضيوف بما أنكم أول مرة تتقابلوا فأنا هتولى التعريف بدلا عن سليم طبعا
تعالي يافرح اتغدوا معانا ..هذا ماأردف به أسعد
اتجهت فرح تجذب مقعد بجوار راكان وتحدثت بصوتا مرتفع بعض الشئ وهي توزع نظراتها بين ليلى وحلا ودرة
إيه ياآبيه راكان مش تعرفنا على ضيوفك
كانت نبرة قوية موجهه إلى سليم
وضع محرمة الطعام الخاصة به على ساقيه ورفع نظره إلى عاصم
أهلا يابنات قالها عاصم بابتسامة مرحبة بهما
ثم اتجه بنظره إلى سمية وتحدث
دي طنط سمية حماة سليم تكون أم ..توقف للحظة عندما رفعت ليلى بصرها إليه وتلاقت نظراتهما فأكمل بصوتا كاد أن يكون متزنا
ابتسمت درة وأجابته
ميرسي ياحضرة المستشار أكمل حديثه متجها إلى كريم
ودا كريم أخو ليلى قصدي الباشمهندسة ليلى ودرة
طالعتهم فرح بتكبر وأشارت عليهم
دي بقى خطيبتك ياسليم منورة يا...نسيت اسمك قولتلي اسمها إيه ياآبيه
ليلى مراتي يافرح مش خطيبتي وفرحنا بعد أقل من شهرين
عقبالكم يابنات ..قالها عاصم وهو يشملهم بنظرات تفحصيه عندما لم يروقه طريقة فرح بحديثها
قاطعته سارة وهي تنظر بأصبعها ثم رفعت كفيها للجميع وهي تطالع سيلين بتشفي
أنا مخطوبة ياعمو إيه حضرتك مش شايف الدبلة في إيدي
مبروك ياسارة إنما خطيبك فين أراضيه مش باين يعني إيه يابنتي هو إنت طفشتيه
احرقها بكلماته ..ثم رفع نظره لعاصم
دي خطيبة الدكتور يونس طبعا حضرتك عارفه...أومأ عاصم وأجابه
آه طبعا اتقابلنا كذا مرة
جلست فرح تطالع ليلى بنظرات تقيميه ثم اردفت
هو أنت شغالة ياليلى مع سليم في الشركة..عشان كدا خطفتيه..قصدي يعني عرفتوا بعض
أيوة بقالي سنة وشهرين...كانت تتلاعب بطعامها ثم رفعت بصرها إلى سليم
مع إن سليم عمره ماجابلي سيرتك ابدا
قاطعتها سارة وهي تتناول بعض الخضروات التي توضع أمام راكان وتحدثت بمغذى
يمكن مفكرك هتزعلي يافروحة..فهم راكان لعبتهما
فاتجه يرمقها بنظره سخرية وهو يلوك طعامه بهدوء ولم يعيرها إهتمام بينما سليم تحدث
وليه أحكي عن حبيبتي للغرب ..وبعدين الرسول وصانا بالكتمان ..يمكن وقتها كان الرسول على علم من خبث النفوس
تجمدت بأرضها وقد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تستطع الحديث
قاطعهم أسعد وهو يتحدث معتذرا
هو إحنا مش هناكل ولا إيه الأكل برد ياسليم دلوقتي الأستاذ عاصم يقول علينا إيه
هز عاصم رأسه
لا ابدا خليهم براحتهم إحنا مش جعانين ابدا
وضعت زينب الطعام أمام سمية
الصراحة مكنتش عارفة انتوا بتحبوا إيه فعملت كذا نوع يارب يعجبك ..ثم اتجهت إلى راكان تضع طعامه أمامه..كان يجلس صامت لاينظر لأحد إلا
إذا وجه إليه الأسئلة
يارب ناكل مش نعمل زي العيال الصغير
رفع جسده وهمس إليها
روحي كلي يازوزو دلوقتي الناس تقول عليا إيه طفل وأمه بتأكله
لكزته بخفة وهي مازالت تضع له أنواع من الخضار
كل واسكت شكلك مش عجبني الأيام دي وياريت أنا ومراتك نكون متفقين كنت عرفتها أزاي تهتم بيك
زفر بإختناق فهو يشعر وكأن أحدهم يقوم پخنقه فرفع بصره لوالدته
ماما قولت نتكلم بعدين في الموضوع دا
تحركت دون حديث وهي ترمق حلا الصامتة بجواره ..دنت حلا منه وهمست
راكان عايزة أمشي بعد الأكل لو سمحت حاسة الكل مش طايقني
اقترب منها متعمد خفض صوته
بعد كدا متخرجيش من مكانك من غير علمي
كانت ليلى تراقب حديثهما ونظراتهما بصمت تنهدت بحزن وشعرت بۏجع حاد في كامل جسدها والألم بصدرها اخذ يزداد بقسۏة ..تذكرت حديث أسما
لازم تحكي لسليم عن أمجد وتعرفيه كل حاجة وكان من الأفضل تحكي لراكان بس إنت مصرة أن راكان ميعرفش
انسدلت عبرة أزالتها سريعا حتى لا يراها احدا ولكن هناك من رآها ..أخرجه عندما
مطت فرح شفتيها وتسائلت
مين اللي جنبك دي ياآبيه
ضحكة افلتها سليم وهو ينظر إليها بخبث
أهو السؤال دا كنت
مستنيه من وقت مادخلتي ياحلولة وياسلام لو جدو جه رحب بيها
عقدت حاجبيها واردفت بسخرية
اشمعنى ياسولم ...
دي خطيبتي يااستاذة فرح فيه أسئلة تاني ولا نكمل أكلنا ...قالها راكان پغضب
حمحم أسعد حتى ينتبه راكان إليه فتحدث
إيه رأيك ياليلى في القصر بتاعنا بتمنى ترتاحي عندنا يابنتي
توترت ولم تعلم بما تجيبه فاتجهت إلى سليم
اكيد حلو ياعمي بس أهم من القصر الدفى والحب يحاوطوا سكانه
ابتسم أسعد واتجه لأبنه
خير مااخترت ياحبيبي ربنا يسعدك
رفع يديها وطبع قبلة عليها ينظر لعيناها
ليلى يابابا دي الجمال والأحساس كله جذبت كفيها سريعا وتوردت وجنتيها حينما وجدت أنظار الجميع إليها
ابتسمت سيلين تنظر لوالدها
دي درة يابابا اللي كلمت حضرتك عنها ..
ثم اتجهت لسارة
دي خطيبة ابن خالتك معرفش تعرفوا بعض ولا لا
نظرت سارة بإستخفاف إليها
لا متقبلناش أنت عارفة نور عارف طريقة معرفتي بالناس فبالتالي معرفناش على بعض
اندفعت الډماء لأوردة ليلى وأجابتها
نفس إحساسنا برضو مش اي حد نتعرف عليه لازم نقيم الناس بأسلوبها مش مظهرها
نهض راكان معتذرا
أنا الحمد لله..أتمنى محدش يضايق كملوا غداكم..ثم اتجه لحلا
كملي اكلك براحتك
عند أسما ونوح
اغمضت جفونها بقوة عندما فقدت السيطرة كاملة على أبعاده ظلت تصرح وتركله حينما دفعها فوق الأريكة كحاله من الثمالة
عايزة تبعديني عنك ياأسما وأنت بتحبيني وأنا بحبك طيب هتجوز غيرك بس لازم اخد حق ۏجع قلبي منك
دفعته بقوة وهبت من مكانها سريعا متجه لباب الملحق ولكنه أمسكها بقوة صړخت به
نوح فوق انت مش حاسس بحاجة عشان خاطري يانوح ..
أنا بحببببببك قالها بصړاخ كأنه فقد عقله وتحدث پغضب
الليلة هتكوني ملكي ياأسماقالها وهو يجذبها پعنف
أمسكت المزهرية التي توضع على الطاولة وضړبته على رأسه وصاحت پغضب
ابعد عني ياحيوان أنا بكرهك ..ترنح بوقفه ثم سقط مغشيا عليه ..كانت هذه اللحظات أشد ألما وڠضبا في حياتها فلأول مرة تريد مۏته
جحظت عينيها وهي تهز رأسها بهسترية رافضة مافعلته
انا قټلته لا أنا قټلته...زحفت على ركبتيها إلى أن وصلت إليه رفعت رأسه من على الأرض تضعها على ركبتيها وټضرب بخفة
نوح فوق حبيبي أنا آسفة...نظرت ليديها الملطخة بالډماء ثم صاحت بصړاخ كالمچنونة
أنا قټلته نوح أنا قټلته..نظرت حولها بتيه لا تعلم ماذا عليها أن تفعل
اتجهت تجذب الأسعافات الأولية وجسدها ينتفض
بقصر البنداري أنهى الجميع طعامهم متجهين لغرفة المعيشة وأحاديث بينهم في محبة
تحرك راكان للخارج بينما توجهت ليلى إلى سليم الصامت تبسط يديها
ممكن نتكلم شوية ڼصب عوده وتحرك للخارج ..كان راكان يجلس ينفث تبغه وبجواره حلا تتحدث ولكنه كأنه لم يهتم لحديثها
راكان اتجوزتني ليه
طالعها بنظرات مبهمة واجابها
يمكن عشان انتقم منك مثلا! وانتقم من توفيق اللي حړق قلبي
جحظت عيناها ثم نهضت سريعا وصاحت پغضب
أكيد إنت مچنون مش كدا جذبها پعنف يضغط على ذراعيها
صوتك يعلى تاني ھدفنك متنسيش نفسك ايوة اتجوزتك اڼتقام ضغط على فكيها پعنف وتحدث بصوتا كفحيح أفعى
مفكرة حبا فيك فوقي يامدام اوعي تفكري أنا معرفش انتوا بتعملوا إيه انت وتوفيق والزفت اللي كنت متجوزاه راح تتجوزي واحد أد ابوكي عشان شوية فلوس كنت تعالي وأنا ارمهلك على الجزمة.. قالها ثم دفعها بقوة حتى سقطت على الأرض أمامه
في تلك الأثناء خرجت ليلى بجوار سليم الذي راقه هذا المنظر..فأردف مبتسما
ايوة كدا تعجبني ياراكي كنت مفكرك لسة أهبل ..أسرعت ليلى إليه عندما وجدته يجذبها پعنف وهو يتحدث پغضب
دلوقتي تروحي على شقتك وإياك تطلعي منها لحد مااقولك تعملي إيه اتقي شړي أنا لسة بكلمك بالعقل
وصلت ليلى وهي تحاول مساعدتها على الوقوف فنظرت إليه
دا مش أسلوب حضاري في التعامل على فكرة وبعدين مش من حقك تكلمها كدا
أخرج تبغه وهو ينظر لسليم
خد خطيبتك ياسليم من قدامي وصل السائق إليه
نعم ياباشا ..أشار إلى حلا
وصل أستاذة حلا لشقتها وعرف الحارس ممنوع تخرج من باب الشقة
اوما برأسه
حاضر ياباشا ..علم وينفذ ..
اتجهت إليه
راكان اديني فرصة اشرحلك..نظر
للرجل الذي سحبها بهدوء
لو سمحت ياأستاذة بلاش تجبيلنا الكلام
تنهد پغضب وهو يطالع خروجها ...أما سليم الذي وقف يضع يديه بجيب بنطاله ويدقق النظر
اڼتقام مش كدا ايوة مستحيل تسيب حقك
طيب فيه حاجة لازم تعرفها ..استدار لليلى وتحدث
نورسين بتقول لليلى إنها حامل منك إيه رأيك في الكلام دا
تحولت أنظاره للذهول وهو يردد الكلام
بتقول حامل من مين ..رفع بصره لليلى
بنظرة جوفاء قاسېة ثم تحدث بسخرية
وياترى إيه اللي ودى الباشمهندسة لنورسين إيه بتعمل فحص للعيلة
برقت عيناها من شدة الڠضب والذي زاد من توهجها وأردفت غاضبة
اولا سليم فهم غلط هي ماقلتليش أنا سمعتها بتتكلم مع المهندسة نجوى
سألها بعينان متسلتطان بقوة على عيناها حتى يلمح بهما الكذب
وطبعا حضرتك سمعتي من هنا وجريت تشتكي لسليم مش كدا
تابع آثار كلماته الڼارية على ملامحها فوجد خيط من الدموع يلمع بعيناها وهي
تتحدث
لا مكنتش بشكيك لسليم كنت عايزة أعرف انت إزاي تكون كدا ...قاطعهم رنين هاتفها امسكته وهي تتحرك خطوة
ايوة ...إنما سليم الذي توقف ينظر بحزن إلى راكان واردف
كان نفسي تلاقي حب حياتك في واحدة زي ليلى ياراكان دي اللي تخليك تحب حق وحقيقي
استدار يطالعه بذهول فأكمل
تعرف أتمنيت من قلبي إنك تحبها قبلي لكن كل ماأشوفكم وانتم مش طايقين بعض فقدت الأمل فيك مع أنها في الوقت دا جذبتني
.صدمة زلزلته فرفع بصره لأخيه وهو يكمل حديثه
أتمنى منك ياراكان تهتم شوية بنفسك وتفوق الأيام بتعد فينا مستني لحد إمتى عشان تكون أسرة.
كانت الصدمة تجتاحهفكأنه فقد الكلام والحركة لقد شق صدره بحديثه فظل يناظره مشدوها فأكمل سليم حديثه
ليه دايما واخد موقف من ليلى ياراكان
ليه دايما بحس إنك بتكرهها حاولت تقرب منها بأساليبك ورفضت عشان كدا الحال بينكم كدا
صدمة قوية نالت منه حتى شعر بأن الكون يدور به فزاغت نظراته إليها وتذكر حديثها معه مرت لحظات حتى شعر بأن قدميه لم تعد تحملنه ..فجلس عاجز عن الرد
دنى سليم منه وهو يربت على كتفه
ليلى كويسة ياراكان لو واخد منها موقف أتمنى تتلاشاه عشان خاطر أخوك
ازدرد ريقه بصعوبه يستجمع الكلمات التي جفت على لسانه وحاول أن يتحدث
ليه بتقول كدا ياسليم
متابعة القراءة