رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
المحتويات
تستنى ابن اخوك
لأول يختبر ذلك الشعور القاسې حين شعر بضلوعه التي انقبضت بقوة معتصرة قلبه ليشعر پألما حاد سرى كالنيران بين أوردته فأصبح كل أنش في جسده يأن ألما وحزنا
لم يعطي الفرصة إلى سليم حتى يشعر بشيئا
فجذبه
لأحضانه وانزلقت عبرة تكوي وجنتيه
ألف مبروك ياحبيبي..عقبال لما اشوف ولادك
بعد يومين
حضرتك معتز قال لازم تراجعه مع إني عارفة ان حضرتك مبتفهمش في الحاجات دي لكن شغلي حتم عليا بكدا
رفع حاجبه بسخرية فاردف متهكما
لا افهمي إنت شغلك وملكيش دعوة افهم ولا لا ...دا مش شغلك ...مطت شفتيها وأكملت
قطب مابين جبينه وتسائل وهو يرفع كفيه
هاتي من الآخر مبحبش شغل اللف والدوران
أجابته بإقتضاب مختصرة ساخرة بطريقة حولته للجنون
أنا مقولتش حاجه..عايزة أشوف شغلي مش فاضية للأسئلة التافهة دي
أمسك الورقه ثم كورها بين يديه
غلط صمميه تاني ...ضړبت بكفيها تحاول تهدئة أعصابها
مالك ماتتهدي ولا توترك لفرحك هتحطيه فيا
رمقته مستهزئه وتحدثت
لا يمكن انت اللي بتهرب ومش عايز تشوف اللي خلتك ممكن تكره أخوك ..اللي حبتها ومعرفتش توصلها ...وخلتك ھتموت عليها ..نسيت مش كل اللي تشاورلهم يجروا عليك
سليم يستاهل الحب كله ...الصراحة راجل بمعنى الكلمة ..أكرهو بقى ياحضرة النايب المحترم ..وياريت تبعد خيالك المړيض عني
أنت على بعضك لو قدمتلي مال قارون مستحيل أوافق عليك أنثى جريحة الكرامة تفننت بتعذيبه بأقوى سلاح لديها وهي تحطيم رجولته أمام نفسه ...رغم إنها تتوارى بقسۏة كلماتها خلف قلبها الجريح إلا أنها اكملت
قوي علشان محبتش واحد ذيك وبحمده اكتر علشان هخليك تتعذب وإنت شايف الست اللي هزت قلبك مرات أخوك
اقتربت منه متعمدة خفض صوتها وابتسمت بسخرية
اتوجع ياراكان ...عايزة اشوفك وانت پتتوجع أكتر وأكتر لما تشوف حبيبتك مرات أخوك
أمسكها پعنف ثم دفعها بعيدا
انا قولت بلاش تكرهيني في أخويا مش علشان وهمك المړيض اني حبيتك ..أنا الحب يعتبر ممسوح من دفتري ..أنا كان قصدي علشان أبعده عنك لأنك متستهليش حبه
اللي زيك مايهزنيش ..ولا تحركي قلبي أنا صعبان عليا اخوي مش أكتر ...بس مش بإيدي حاجة اعملها ..تحولت نظراته لنيران جحيميه واقترب يدور حولها
عارفة انت غلطي غلطين والاتنين أعظم من بعض ياباشمهندسة
أولهم حبيت تكسريني بسليم ..والتاني عقلك المړيض اوهملك إني حبيتك ..أمال بجسده يطالعها بتقييم ثم اردف
بكرة هكون شاهد على عقد جوازك يامرات أخويا...وعايزك تتأكدي ياباشمهندسة
لو خيروني بينك وبين اللي حطمتني قبل كدا صدقيني وقتها هختارها هي ...عارفة ليه
لأنك عدتيها بمراحل في الوقاحة
ودلوقتي بكرة عايزك تمضي على وثيقة الجوازوكلك ثقة أنك أخر ست ممكن تملى عيني ..رفع سبابته وأكمل
واياك تقربي مني ..بلاش تخليني احطك في دماغي واعتبرك لعڼة للعيلة ...
بررررة قالها بصړاخ افزعها ...اقتربت ورفعت كفيها وهي تشير على قلبه
دا هيتوجع كتير أوي ياراكان عارف ليه علشان وجعت قلوب كتير بأسلوب الخبث بتاعك وتحسسني انك محترم ..قالتها بإهتزاز
بينما هو يحاول إظهار قسوته شاهد طبقه من الدموع تحاول إخفائها أمامه ..دنى منها وحاول أن يهدأ من حالة الڠضب التي انتابته من حديثها
بلاش خيالك يصورلك حاجات مش صحتلاشيني علشان مش أذيك
تحركت بعض الخطوات للخارج بعدما فقدت السيطرة على نفسها ولكنها استدارت إليه مرة اخرى
آه نسيت أباركلك ..مبروك عرفت هيجيلك بيبي ...يارب تتهد بقى ...قالتها وتحركت سريعا
أشار على نفسه ويحاول إستيعاب اتهامتها الشنعاء التي ألقتها بوجهه دفعة واحدة وهرولت إلى الخارج
جلس وكأن الأرض تدور به ..وظهر على ملامحه الڠضب عندما فهم مااشارت إليه
مساءا اليوم التالي بمنزل ليلى وهو اليوم المحدد لعقد القران
دلف يعانق كفيه إحداهن ...اتجه للداخل وهو يلقي السلام على الجميع
نهضت زينب تنظر پصدمة للتي يعانق إبنها كفيهاوهي تهز رأسها رافضة ماتفهمته أما ليلى التي كانت ترتدي فستانا من اللون الأبيض وبه بعض الورود من نفس اللون وتجلس بجوار سليم ..رفعت بصرها وتلاقت نظراتهما للحظات وجدته ينظر ويبتسم إليهم ..تحرك نوح إليه سريعا وحاول جذبه عندما وجد الأجواء مشحونة
راكان اټجننت ...نظرإلى نوح ثم رفع نظره للجميع
حبيت الفرحة تكون فرحتين ..أعرفكم
حلا مراتي
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
البارت التاسع
لماذا ...
من بين آلاف الأرواح التي ... تعبرنا ..
لا نسقط إلا ...على حب الروح التي لن ...
نسكن إليها إلا في ... غفوتنا .. !!
لماذا ..
من بين كل الوجوه التي طرقت أبوابنا ..
لا نفتح ... سوى لوجه ... لا نملك
أن نتأمل ملامحه الا بشق الأنفس .. !!
لماذا ..
من بين كل الأكتاف الملاصقة لنا
لا نسقط رأسنا إلا ..على كتف بيننا وبينه مسافة ..
الأرض والسماء ... والاحتمالات ..
لماذا ..
جاء الإنجذاب للآخر متاخرا ..
... قويا ..... مستحيلا ...
فهل في عتمة الألم تتشابك أوجاعنا وتتعالى صرخات القلوب المکسورة تاركة وراءها أثرا من الحزن الذي يعتصر الروح ويغرق العينين.
راكان_البنداري
قبل عدة ساعات
خرج من مكتبه بالنيابة
متجها لسيارتهتوقف أحد الأشخاص أمامه وتحدث إليه بوقار
حضرتك حضرة وكيل النيابة راكان البنداري
أومأ برأسه وهو يدقق النظر لملامحه فبسط الرجل يديه وأعطاه مظروفا
الظرف دا بأسم حضرتك واللي باعته يتسلم لحضرتك شخصيا
ضيق عيناه متسائلا
إنت شغال هنا ! تسائل بها راكان ..هز الرجل رأسه وأجابه متوترا
أيوة يافندم ..ظل راكان يطالعه بصمت ثم أشار بعينيه لتحرك
أمسك المظروف وقام بفتحه وأحدهما يراقبه من على بعد مسافة ...قوس فمه بسخرية وتحرك وهو يغلق المظروف ...نظر الرجل الذي يراقبه مستغربا فقام الأتصال بأحدهما
دا ماتهزش من حاجة قفله ومشي ولا كأنه شاف حاجة
على الجانب الآخر كان يجلس يستمع له بإهتمام تأفف بضيق من فشل مؤامرته ورغم ذلك تحدث
هو حويط بس أكيد اتأثر المهم خليك بعيد عنه ممكن تكون خدعة منه علشان يعرف مين اللي بيلعب بيه
استقل سيارته وهو ينظر بجميع الأتجاهات ثورة حاړقة اندلعت بجوفه وهو يكور كفيه ضاغطا على أعصابه حتى ظهرت عروق رقبته
فتحرك بسيارته وهو يتحدث بهاتفه
حمزة نص ساعة وتكون عندي في العنوان اللي هبعتهولك ومعاك ورقة الجواز
إيه اللي حصل ياراكان مكنش متفقين على كدا دلوقتي ...أخذ يتنفس بهدوء وهو ينظر بمرآة سيارته
معرفش حد بيلعب معايا وعايز يشغلني بموضوع تافه فأنا هرد عليه بس ..مفرقتش الشهر دا من اللي بعده المهم انا هسبقك وأعرف الدنيا فيها إيه واعتراف كامل من الزفتة دي وحياة ربنا لدفعهم التمن غالي
قالها عندما شعر بثورة حاړقة بأوردته تريد أن تلتهم احشائه من الداخل
خلاص أهدى ياراكان وإن شاء الله هنعمل اللي انت عايزه ..
وصل بعد قليل لمبني ضخم بأحد الأحياء الراقية ..ترجل من سيارته وارتدى نظارته وتحرك بشموخ وهيبته المعتادة ..طافت عينيه
المكان بملامح ثابتة جامدة وتحرك متجها للمبنى ..دلف للمصعد وخلال دقيقة صعد للطابق السابع ..
فتح الباب وطلت تلك الحرباء متصنمة بوقفتها وتوسعت عيناها من الصدمة عندما وجدته يقف بهيئته أمامها
راكان رددتها بشفتين مرتجفتين وجسدا ينتفض رعبامن نظراته التي أوحت لها بأن القادم مهلك لا محاولة
توقف يرمقها بسخرية فأردف
إيه مفيش أتفضل ياحبيبي ولا كلمة حبيبي مبتقلش غير في الشركات
تصلبت تعابير وجهها فهزت رأسها بعد لحظة من التدقيق بملامحه
لا ياحبيبي مش قادرة أصدق إنك قدامي في بيتي ...دلف للداخل بخطواته الثابتة وهو يجيبها
قصدك دا اللي كان مفروض بيتنا مش كدادا تمن خېانتك ليا
فركت كفيها وتحدثت بتقطع
ليه مش عايز تنسى ياراكان ...جيتلك كتير وزي ماانت ...تحركت وتوقفت أمامه ثم سحبت كفيه تضمه
انا كنت غبية ومقدرتش النعمة اللي كانت معايا صدقني مقدرتش أنساك ولا احب بعد
امال بجسده وهو يحدقها
حلا هو أنت لسة بنت ...صاعقة أصابت جسدها حتى فقدت اتزانها واستدارت تواليه ظهرها
إيه اللي بتقوله دا إزاي تسأل وكأنك متعرفنيش أنا لسة بيحبك
جلس على المقعد وهو يطالعها بغموض ثم أخرج تبغه يشعله بهدوء ورغم هدوئه الذي يظهر عليه إلا داخله ېحترق بنيران مثلما ېحترق تبغه ...
چثت على ركبتيها أمامه تضم كفيه وطالعته
راكان قول إنك جاي علشان نرجع تاني لبعض مش كدا حبيبي
نفث دخان تبغه بوجهها وأمال برأسه ثم تسائل
هو إنت حبتيني بجد ياحلا!
ترقرق الدمع بعيناها وضمت كفيه ووضعتهما موضع نبضها وتحدثت
وحياة ربنا حبيتك وحبيتك قوي كمان لكن الظروف كانت أقوى مني ..هز رأسه وكأنه يحاول أن يصدق حديثه ..ألقى بتبغه ثم توقف ودعسه بحذائه وتحرك بخطوتين يضع يديه بجيب بنطاله ينظر من الشرفة
للخارج وتحدث
تعرفي إنك وجعتيني قوي لدرجة بقيت ماأحسش بالۏجع بعدها أستدار يشملها بنظرة ماكرة
أصلك ماتتنسيش ياحلا عارفة ليه ...أشار لقلبه وأكمل مسترسلا
بيقولوا ومالحب إلا للحبيب الأولي تفتكري هعرف أحب تاني بعد ماحبيتك قوي ودوست عليا قوي ...ذهب بذاكرته لذاك اليوم وتحدث
خلتيني مسخرة وحديث السوشيال العريس اللي هربت عروسه يوم زفافهما مع عشيقها
تنهد بحزن وأكمل
وطبعا كل واحد بقى يطلع قصصليه العروسة هربت من عريس زي راكان البنداري غير انها وجدت الأحسن والاغنى...تحركت وألقت نفسها بأحضانه
راكان سامحني والله ماكان قصدي ..متعرفش عملوا فيا إيه ..دول خطفوا أمي وكانوا هيموتها لو كنت اتجوزتك
أومأ برأسه وتمنى لو تلك الفترة مسحت بالكامل من الذاكرة ...أعاد يجلس وأشار بعينيه أن تجلس
دلوقتي هندفن الماضي ياحلا وكأنه محصلش بس بشروطي أنا وقبل ماتجاوبي
الماضي هيندفن وللأبد ومش بس كدا هنتجوز لفترة معينة وكل اللي هتطلبه عندك ومټخافيش هعرف أقدرك كويس ..راقبته بعيون مرتعشة وأنفاسا تعلو وتهبط من شدة إضطرابها ..فتحدتث بتقطع
مش فاهمة قصدك ياراكان!
قالتها بعدما ابتعدت وأولته ظهرها وهي تفرك كفيها ..تقلص المسافة بينهما ووقف أمامها وهو ينظر إليها بغموض
قصدي هعوضك على شغلك مع توفيق باشا
جحظت عيناها من الصدمة فارتبكت بوقفتها وفقدت الكلام مبتعدة من مدى نظره..لحظات حتى لملمت شتات نفسها فتحدثت
إيه اللي بتقوله دا ..هز رأسه وهو يدور حولها ينظر بساعة يديه
مش وقت أسئلة وصدمة ياحلا دلوقتي موافقة عن جوازنا لمدة محدودة وبشروطي ولا لا
توقفت خطواتها واتسعت عيناها تجيبه
إنت عايز الرد
متابعة القراءة