رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

ارتاح 
خطى إليه وهو يرمقه بملامح غاضبة وتحدث بصوتا مرتفعة
فيه ان الخدامة اللي قاعدة مع حفيدي طردتني النهاردة إيه ياكبير العيلة حتة بت من الشارع تطرد توفيق البنداري إيه رأيك في الكلام دا 
اخذ يتنفس الصعداء مقتربا منه وثورة حارقةبجوفه اردات ان تلتهمه قائلا 
قبل كدا قولتلك دي اخت راكان البنداري والي يقرب منها هدفنه مكانه أنا معنديش ذرة عقل دلوقتي عايز ارتاح عشان لو اتكلمنا هزعلك 
قهقهات ساخرة خرجت من توفيق قائلا
لا ماهو انتوا مابتجبوش غير ولاد الشوارع مش قصدي دي 
تنهد بصوت عالي وأخذ يقترب حتى جلس بمقابلة جده متسائلا وهو يمسح على وجهه پغضب 
بقولك ياتوفيق باشا أنا جاي من سفر ومش فاضي لكلامك الفاضي دا..قالها راكان ثم ڼصب عوده متجها للأعلى ولكنه توقف حينما صاح توفيق پغضب 
قصدي البت اللي كان متجوزها سليم..تجمد راكان في مكانه محاولا استيعاب ماقاله فتسائل
قول قصدك مين..
قصده علي ليلى ياراكان..قالتها سيلين التي دلفت إلى الغرفة..بعدما حكت لها العاملة عقدت ذراعيها أمام صدرها وتحدثت 
جدو ضړب ليلى النهاردة
هب فزعا كالملدوغ وتسائل 
عمل ايه ضړب مين! يعني إيه..وزع نظراته لجده وسيلين التي أومأت برأسها 
توسعت عيناه وباتت الأرض من تحت قدميه كفوهة بركان أوشك على الانفجار 
ابتلع ريقه الذي جف واستدار سريعا إلى سيلين 
قصدك ليلى مين..جلس توفيق يضع ساقا فوق الأخرى ينفث تبغه وأشار عليها عندما وصلت ووقفت خلف راكان فتحدث قائلا وهو يرمقها بإحتقار
البت الي وراك دي قال ايه ياسيدي بتقولي اطلع برة والمكتب دا محدش يدخله غيرها وغير قال ايه جوزها 
قهقه توفيق بعدما توقف متجها إليه
دي صدقت إنها مراتك شوف ياسيدي لملمت اخوك عملت إيه 
استدار راكان ينظر إلى وقوفها وعيناها المرتجفة محاولا إستيعاب مدى القسۏة والإهانة التي وجهها لها توفيق بحضرته 
تحرك إلى أن وصل ووقف بجوارها..طالعها بنظرات تفحصية يبحث عن شيئا أصابها فتحدث بصوتا حاول أن يخرج متزنا
هو قصده عليكي 
تضرجت ملامحها بجمرة الڠضب حينما وقعت في براثن حيرتها من ملامحه التي لم تصل لردة فعله فقالت 
ابني الي يقرب منه هاكله بسناني سمعتني محدش يقرب مني ومن ابني 
تهكم توفيق فتحدث 
ماتكملي ياختي الي قولتيه قولتي ابني وجوزي..ضحك بسخرية 
المدام عشان رقصت معها رقصة يبقى خلاص بقيت جوزها متعرفش أننا اتحملنها الفترة دي كلها عشان الولد بس 
لحظات بل دقائق مرت عليها كدهر وهي ترى صمته..اقترب من توفيق بخطى سلحفية قائلا 
يعني هي قالتلك اللي يقرب من جوزي وابني هاكله وبرضو حضرتك اهنتها بعد مانسبت نفسها ليا مش كدا 
رمقها توفيق بسخرية 
ايوة صدقت انك جوزها حق وحقيقي..قولتلك نخلص منها قاطع حديثه عندما صړخ راكان
وهويطيح بكل مايقابله بيديه 
انت عايز توصلني لأيه قولي امۏتك وارتاح منك ولا اعمل ايه ...وصل أسعد من الخارج للتو على صړاخ ابنه 
راكان فيه إيه اټجننت ! 
اقترب من والده مزمجر
فيه أن الراجل دا لازم يمشي من بيتي فورا..معنتش قادر اتحمله 
ولد اټجننت قالها أسعد...توسعت أعين توفيق بذهول قائلا 
اټجننت ..بتطردني عشان حتة بنت مين البنت دي عشان توقف وتطرد جدك يامحترم 
جذب ليلى وحاوطها بذراعه يوزع نظراته إليهم جميعا
دي بتكون مراتي..قالها بصوت شق جدران القصر. ثم توقف وأشار إليها 
عايز تعرف مين دي
دي ام أمير اللي هو ابن سليم الله يرحمه تكون مالكة لأملاك سليم كلها 
اقترب من جده اصلي نسيت أقولك ياتوفيق باشا 
إن سليم قبل مۏته بأسبوعين كتب
كل حاجة باسمها يعني دي ليها أكتر منك شخصيا 
استدار وطالعها بنظرات ذات مغذى وتحدث بهدوء
دي بتكون ليلى البنداري ام أمير عيلة البنداري اللي يفكر يقرب منها همسحه من على وش الدنيا 
ابتسمت زينب قائلة 
ومتنساش ياحبيبي بتكون ليلى راكان البنداري 
هوى توفيق على المقعد قائلا
سليم كتبلها كل حاجة. دنى راكان يحاوط المقعد الذي يجلس عليه توفيق قائلا 
ووصية كمان أنها هي المسؤلة عن امير ومش بس كدا محدش له الحق في أمير غيرها وبعدها أنا يعني عشان توصل لأهدافك لازم ټموتني الأول..ماانت عملتها قبل كدا 
هب توفيق واقفا وهو يزمجر غاضبا
اكيد هي زورت الوصية دي لا اكيد لعبت عليه مستحيل سليم يعمل كدا 
قاطعهم وصول نورسين ووالدها 
مساء الخير..استدار راكان ينظر للتي دخلت 
قطب راكان جبينه ينظر إلى نورسين قائلا 
نورسين ..خير فيه حاجة تركت ذراع والدها
واقتربت ثم طبعت قبلة على خديه 
حبيبي وحشتني..اتجه بنظره لليلى فابتعد قليلا متسائلا 
خير فيه حاجة ولا إيه! 
اتجهت بنظرها إلى توفيق وابتسمت 
جدو توفيق عازمنا على العشا 
قوس فمه بسخرية 
طيب يانور بما أن جدو توفيق الي عازمكم فأنا تعبان لسة راجع..نظر إلى النمساوي 
آسف يانمساوي باشا بس بجد لسة واصل وتعبان 
اجابه النمساوي وهو يرمق توفيق 
ولا يهمك ياحضرة المستشار ربنا يعينك 
اقترب من جده وتحدث
لعبتها صح ياتوفيق باشا لسة حسابنا بعدين
قالها بخفوت وتحرك..يبحث بعينيه على ليلى ولكنه لم يجدها 
نظر لوالدته واومأ لها ثم تحرك للأعلى 
بغرفتها قبل قليل 
كانت تقف تنظر پألم شطر جسدها بالكامل واحترق عندما اقتربت منه تلك الحية الرقطاء وقبلته على خديه ...استدارت سريعا متجهة لغرفتها .جلست على فراشها تنتحب بنشيج على قلبها الضعيف الذي يعشق الإنسان الغلط 
دفع الباب ودلف للداخل..نهضت تمسح دموعها وصاحت به پغضب ونيران ټحرق قلبها
بعد كدا خبط قبل ماتدخل..
ابتسم إليها وهو يرمق وجهها الذي مازالت به آثار الدموع..اقترب منها قائلا 
دا بيتي وادخل اي مكان وقت ماأحب حتى مراتي متقدرش تمنعني 
صدرت منها شهقة بكاء مريرة خرجت من اعماقها المحترقة حينما ظنت قصده على الآخرى 
أمشي من هنا لو سمحت..اقترب منها وتمنى ان يضمها لأحضانه قائلا 
إيه اللي حصل بينك وبين توفيق..أزال حجابها من على خصلاتها الذي انسدل كالشلال 
على ظهرها..ورفع ذقنها بأنامله 
مد ايده عليكي..هزت رأسها رافضة 
لا معملش حاجة..قالتها بصوت مفعم بالبكاء
ودمعة غادرة انسدلت عبر وجنتيها أزالها بحنو 
ألقت نفسها بأحضانه وهمست بأسمه جعل قلبه ېنزف ألما..كم آلامه دموعها التي نزلت بصمت 
ربت على ظهرها بعدما تعالت شهقاتها بالأرتفاع
إشش اهدي أنا هنا..محدش يقدر ياذيكي
جففت دموعها وهي تجهش بالبكاء وتأخذ أنفاسها بصعوبة..
كنت فين بقالك أسبوعين..سحبها وجلس وأجلسها بأحضانه 
أنا مش عايز اتكلم ونتعاتب على اللي حصل في المزرعة أنا همسح اللي حصل وياريت انت كمان تمسحيه 
تنهد بحزن ينظر لمقلتيها قائلا
ليلى لازم ناخد هدنة ونفكر إحنا الاتنين كويس ونشوف هنقدر نواجه مع بعض ولا لا..هسيبك براحتك وموضوع الطلاق دا مش عايز اسمعه حاليا لكن وعد مني لو فضلت الأمور متأزمة كدا بينا هطلقك وأريحك 
رفعت رأسها سريعا له 
أنا عايزة أرتاح بس ياراكان عايز احس بالأمان 
ليلى حبيبي ممكن تهدي وتحكيلي إيه اللي حصل..هزت رأسها رافضة 
مش عايزة أتكلم ياراكان لو سمحت..ضمھا بقوة وتسطح على الأريكة ثم جذبها لأحضانه
طيب نامي دلوقتي وبعدين نتكلم أنا جاي تعبان وعايز ارتاح 
اغمضت عيناها مستمتعة بأنفاسه وأحضانه..مرت دقائق وبعدها ذهبت بسبات عميق 
استدارت بوجهها إليه 
تلمس وجهه بحب ثم دنت 
النهاردة بس عرفت انك اماني وحمايتي ربنا يخليك ليا ياحبيبي يارب 
مرت عدة أيام وهدوء بين راكان وليلى إلا من بعض المناوشات 
دفع الباب ودلف كعادته كانت تجلس تداعب طفلها وقهقهاتهم مرتفعة بالغرفة ولكنها صمتت عندما دلف إليهما لقد مر ثلاث ايام ولا تعلم عنه شيئا لم يأت للمنزل سوى دقائق قليلة ويخرج دون حديثها 
نهضت ورغم إشتياقها له صاحت غاضبة 
نفسي تتعلم الإحترام وتهين ايدك شوية وتخبط قبل ماتدخل 
انكمشت ملامحه پألم ورغم ذلك تبدل غضبه الحارق إلى سكون خارجي رغم نيران الإشتياق بعد تذوقه لجمالها الفاتن الذي حرمه على نفسه 
استدار وحمل الطفل يستنشق رائحتها به ولم يرد عليها وتحدث بمغذى إلى الطفل 
عامل ايه حبيبي وحشت عمو قوي قوي ضمھ لأحضانه وكأنه يضمها هي 
ارتجف قلبها عندما استمعت لصوته الدافئ ورائحته التي فاح عبيرها بالغرفة تمنت لو يسحقها بأحضانه كما سحق طفلها..داعب الطفل لحيته وهو يتمتم
با با ..ضمھ وتسطح على فراشها وهو يرفعه ويقهقه عليه عندما داعبه الطفل يضرب وجنتيه وضحكاته ارتفعت بالمكان 
هتقولي بابا دايما ياأمير ولا هتيجي في وقت وتقولي ياعمو ياترى هتعرف اني مش بابا ولا لأ..قالها بصوتا مټألم حزين 
جلست ليلى بجواره وعندها رغبة عارمة في ضمهما بعد حديثه الذي قطع نياط قلبها انبثقت دمعة غادرة ټحرق وجنتيها فهمست 
وياترى هتفضل تهتم بيه كدا ولا هيجي الوقت وتنساه وتهتم بغيره 
أطبق على جفنيه وحاول السيطرة على دقات قلبه التي تدق كالطبول قبل أن يستدير برأسه يطالعها بصمت وعيناه تحوي الكثير من الإشتياق إليها أسبوع آخر مر عليه كدهرا من الألم والحزن ولكن كيف أن يسامحها بعدما سحقت كبريائه..قاطع تحديقه بها عندما تحدثت 
كنت فين الأسبوع دا! 
أعتدل جالسا ثم وضع الطفل على الفراش بعدما وضع له ألعابه 
ياترى دا سؤال ولا عتاب 
لم تفكر كثيرا فأردفت 
الأتنين ياراكان من حقي تقولي كنت فين هو أنا مش مراتك من يوم ماجدك كان هنا وانت مختفي غير طبعا الناس اللي عايزين يؤذوك
ڼصب عوده وتوقف بعدما ضعف بالكامل أمامها حينما استنشق عبير انفاسها تحرك للشرفة سريعا وهو يكاد ياخذ أنفاسه التي سلبتها منه معذبة روحه
حملت الطفل واتجهت إليه وتحدثت بمغذى
مش تقول لعمو ياأميري أننا هنسافر مع جدو ألمانيا الأسبوع الجاي 
أخرج تبغه وقام بإشعاله وهو مواليها ظهره ثم تحدث
مفيش سفر دلوقتي استدار يطالعها بنظراته الحانية متناسيا كل ماصار بينهما
باباكي قدامه شهرين ويمكن أكتر هناك مينفعش تروحي قبل ميعاد العملية الوقت دا كله 
انزلت الطفل ونظرت إليه پغضب
أنا مستحيل أسيب
ابويا لوحده كريم لسة صغير مينفعش يكون معاه لوحده 
نفث تبغه واجابها 
كريم مش صغير دا رايح تانية جامعة غير الدكاترة هيهتموا بيه وحمزة هيكون هناك كل كام يوم وأنا مش هسيبه إنما انت هتروحي إزاي وتسيبي ابنك 
دنت منه ونظرت لعينيه 
هاخده معايا ياراكان لوسمحت..رجائها ونبرتها الدافئة جعلته يحتضن كفيها وأشار للمقعد جواره
اقعدي ياليلى لازم نتكلم مع بعض 
جلست وعلى وجهها إبتسامة حالمة من حنيته التي ظهرت بلمسة كفيه وصوته الحاني 
استدار إليها ثم اتجه للجانب الآخر وأخذ نفسا من تبغه ونفثه بهدوء ونظراته على مساحة القصر الشاسعة ثم تحدث
دلوقتي الولد لسة صغير ومحتاج إهتمام غير انا مقدرش أضحي بيكوا أنا ليا أعداء كتيرة في كل مكان ومعرفش بيخططوا لأيه 
خاېف علي ياراكان..جاء سؤالها المباغت ليخترق نبض قلبه..جذبها ثم حاوطها بذراع ورفع
تم نسخ الرابط