رواية شط بحر الهوا بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز

ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب قائلا أتفضلى قدامى يا أخرة صبرى 

مكة هنروح فين يا باشا 

ركان مبتسما هنفطر أنا وأنت على عربية الفول 

جحظت عين مكة غير مصدقة ما تفوه به فبادرته بقولها بجد

يا باشا 

ركان اه بجد 

مكة طيب يعنى حضرتك راجل أهو ماشاءالله مالى مركزك لكن أنا ست ضعيفة منكسرة ومينفعش أقف كده مع الرجالة ميصحش 

فأنت تعمل حسابى فى سنجودتشات وأنت أقف براحتك اضرب الطبق 

ركان بسخرية نعم يا حيلتها يعنى أنت تقعدى زى الباشا فى العربية تكلى وأنا أقف 

مش هى دى شورتك يبقى لازم تنزلى وتقفى معايا 

وست ايه بس 

أنا مش شايف ايتها ست 

فصكت مكة على أسنانها بغيظ وترجلت من السيارة لتدبدب بقدمها الأرض والأطفال متمتمة بصوت منخفض هو أنا يعنى عشان مش بعرف أتسهوك وأدلع فى الكلام ولا ألبس المحزق والملزق مبقاش ست 

لا وكتاب الله المجيد أنا ست ونص كمان وبكرة تشوف أباشا 

سمع ركان ما تفوهت به فضحك قلبه قبل ثغريه وحدث نفسه قائلا والله أنت ست الستات يا مكة أنا مش عارف ليه معاك عامل زى الطفل الصغير اللى بيضحك من قلبه 

مش عارف أنت عملتى فيه إيه

شقلبتى حالى إزاى كده 

وبالفعل وقفا معا أمام عربة الفول يتناولون بنهم الفول والفلافل والبابنجان والبطاطس المحمرة مع طبق المخلل والبصل 

وكلما وجدته مكة يسدد لها النظر مبتسما اخفضت هى عينيها خجلا ولكنها كانت تنظر له بقلبها الذى أصبح لا يرى غيره فى دنياها تلك الخاوية 

ركان تصورى عندك حق أنا أول مرة أكل كتير كده أكلة زى الفل بس مش عارف بطنى حاسس فيها حاجة 

مكة بقلق مالك بس يا باشا 

أمسك ركان ببطنه مټألما مش عارف مغص كده بسيط 

مكة بضحك شكل معدتك فافى شوية والقولون مستحملش الفول يا باشا 

على العموم متقلقش تعال نضرب كوبايتين نعناع وأنت هتبقى زى الفل وعشرة 

ركان بضحك مش عارف حاسس إنى بكلم واحد صاحبى مش أنسه 

مكة بغصة مريرة الحياة فرضت عليه إنى اكون راجل فى تصرفاتى عشان مجرئش ولاد الحړام عليه 

ركان إيه ده أنت زعلتى 

وطلع عندك ډم زينا 

فكزت مكة على أسنانها بغيظ قائلة تصور حلال فيك اللعبكة اللى عملها فيك طبق الفول 

ركان بقه كده طيب يلا قدامى للبيت يا هانم 

ثم استقلا السيارة نحو منزلهم 

دلال مع شحاته ورجل آخر يدعى سيد عضلات 

دلال فهمتوا الخطة يا رجالة ولا أعيد تانى 

شحاتة فهمنا يا ست الستات بس يعنى أنت متأكدة أن مفيش حد فى البيت دلوقتى وان البت كرميلا هى اكيد اللى هتفتح الباب ونروح شيلينها زى الشوال 

دلال ايوه مفيش غير الست والدته وهى هانم طبعا مش بتفتح الباب وكمان تعبانة حبتين 

ولى فاصل البت اللى تشك كرميلا والست إكرام الدادة بتاعة سيادته 

شحاته ولمؤاخذة أنت عرفتى منين الكلام ده 

دلال وهى تلوى العلكة فى فمها دى اسرار بس هقولك يا ولا 

البت نعناعة قصدتها تراقب الست إكرام دى 

فمشت وراها وهى رايحة السوق وبس شغل حريم بقه كلمة من هنا ومن هنا 

جابت كل اسرار البيت شغالة فين وعند مين 

وبس قلتلها نظامها ايه فى اليوم بتحضر الغدا اول مالبهوات يمشوا فى وقت معين 

وبكده عرفت امتى البيت فاضى 

شحاتة بإعجاب يا دماغك العالية يا ست الكل 

طيب إفرضى فتحت الست إكرام نعمل ايه 

دلال دى ست كبيرة وأكيد بالعقل هتقول الصغيرة افتحى 

ولو يعنى هى فتحت هتقول عايز كرميلا بالأسم هتجبها وتعمل المطلوب ولو برده الست إكرام عملت اى مشكلة خدروها وسبوها مرمية 

شحاتة تمام التمام يا ستنا 

استعنا على الشقا بالله 

يلا يا سيد بينا 

وتوجهوا نحو شقة ركان لخطڤ كرميلا 

نظرت ريم لتلك العمارة السكنية فى منطقة ميامى متسائلة 

هى دى العمارة اللى ساكن فيها حاتم 

جلال بمكر ايوه 

يلا بينا نطلعله هيفرح اوى

 لما يشوفك 

ريم بشك بس أنا كنت اسمع أنهم ساكنين فى فيلا وتقريبا فى رشدى 

توتر جلال بعض الشىء وقال بتلعثم هما ماشاء الله تلاقيهم بينقلوا فى كل مكان شوية 

لكن هو حاليا فى العمارة دى 

ريم اه تمام يلا بينا 

استقلت ريم المصعد مع جلال بقلب مرتجف وكأن شىء يوحى لها أن عليها أن تهرب ولكن هناك من يمسك بها بقوة كى لا تستطيع الفرار 

أتعلمون من هو 

إنه وهم الحب كما خدع الكثير من الفتيات فسقطن فريسة له 

ريم پخوف هو فيه حد مع جلال فوق 

جلال لأ 

ريم بإستنكار إيه 

جلال قصدى أنت عارفة أنا باباه سفير فى فرنسا وهو عايش لوحده بس اكيد فيه خدامين 

بس مالك كده قلقانة ده انسان مريض ومش قادر يتحرك وأنت جاية تاخدى ثواب عشان كمان متندميش

تم نسخ الرابط